الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سعدي

حسن الشرع

2012 / 2 / 9
حقوق الانسان


فارقني منذ بداية سبعينات القرن الماضي لم يسافر وراء تجارة او طلبا لعلم او هربا من ظلم بل لسبب آخر غير هذا أو ذاك لقد كانت شخصيته لا تماثل شخصيات اقرانه وكان برجماتيا ميكافيليا وديكارتيا غير متوافق مع نفسه ومع الآخرين ..انقطعت اخباره عن اصدقاءه لكنه عاد بعد ان تغير كل شيء في العراق، فظهر لنا نحن اصدقاء صباه وشبابه طبيبا بجنسية اوروبية ، خرج من رحلته غير الميمونة بشهادة طب لا تعمل وابنة صغيرة لم تزل في مستهل عقدها الثاني وبتاريخ مشوش لا يحب الكلام عنه. كنت سعيدا جدا بلقاءه بعد عشرات من السنون ..فلطالما كررت ان الماضي لا يخيفني رغم شحته وقساوته لانه ولى واني لسعيد لعودة صاحبي و مروقه عبر ذلك الماضي البعيد ...ويالسعدي! عاد أشعثا بقلب القيظ بملابس ثقيلة وكاميرة... وقبعة و مشاعر استعلائية وجهل بمجتمعه القديم وعدم الفة مع مجتمعه الجديد .اجزم انه نسي ان اباه كان يرتدي عقالا غليظا عاد ببنت صغيرة جميلة سماها من نجا من اهله من الموت ...العلوية ..لقد كان ابوه هاشميا...يالسعدي
لماذا عدت ياسيدي؟ أجاب على الفور :ان لي حقا في بلدي لا يقل عن حقك .كما ان لي افكار تنفعكم...قال لي ذلك وهو يدفع بهاتفه النقال الصغير الذي يخجل من اقتناءه شحاذينا ،خذ وسجل رقم هاتفك فاني ، والكلام له ،لا اجيد التعامل مع تكنولوجيا الهواتف النقالة ،ذكرني بذلك بعجوز أمية جاوزت السبعين من العمر علمها ذووها طريقة مبسطة للاتصال والرد بالهاتف النقال عندما تحتاجه فقط! اي افكار يحمل هذا الرجل ومتى سيفهم ان البلوتوت لم يكن سنا بل نابا اوروبيا ازرقا..يالسعدي بصاحبي!
لا اعلم مالذي دعاه لان يروي حكايته مع سعدي ذلك الشيخ الذي وصفه صاحبي الاوروبي بالغباء الخارق حيث اراد الشيخ رؤية ابنته التي مر الكلام عنها ،كان حريصا ان يسحب كم عباءته مغلفا يده اليمنى التي مدها الى (المرأة) الطفلة مصافحا اياها من وراء (حجاب)..لقد اثار ذلك اسئلة كثيرة في ذهنها لن تستطيع الحصول على اجوبة لها لا في العراق ولا في اوروبا ...يقولون ان النبي(ص)تزوج عائشة (رض) التي كانت في التاسعة من العمر ! ويقولون ان هذا السن ربما كان سن التكليف الشرعي للمرأة ويقولون ايضا ان الرجل البالغ من العمر ثمانية عشر سنه الا يوما او شهرا يعد طفلا وربما كان (طفلا غير مميزا) رغم اطلاعه على عورات النساء.،فكيف يكون هذا مع ذاك ؟وكيف تفهم طفلتنا اشكالات الحضارة التي اتعبت العلماء !فيالحيرتي ويا لأزمة سعدي.
أخبرني ان الفتاة ترغب في الحصول على جرو من جراء القرية التي رأتها اثناء زيارتها لقرية ابيها ، من يدري قد يكون ذلك الجرو يوما ما كلبا اسودا له شان في مستقبل اوروبا لم لا فقد سمعنا الكثير عن انجازات الملونين من الرجال والنساء والاسود والقرود والقطط والكلاب داخل اميريكا وأوروبا..الم يكن اوباما افريقي الاصل وسركوزي مجري الاب مع وجود الكثير من المنغوليين في القارات الخمس مع انه غير منغوليين!...الامر المهم ان الفتاة حصلت على ما تريد جروا زنجيا جميلا لا يشبه سحنة الاوروبيين من الناس أو كلابهم . قال صاحبي لابنته وهو يحاورها :سيكون لهذا الكلب اسما يليق به ،وسنبز به شعوب ما وراء بحر الظلمات وبحر القلزم وبحر العرب وبحر الصين وبحر النجف ،فماذا ترين ،.قالت دون ان تفكر او تتردد: سعدي. .
لقد أخبرني صاحبي بعد ان غادر عراقي والتحق بدار هجرته انه علم ان كلبنا الاسود كان من اكثر كلاب الدنيا مشاكسة في تلك الديار لقد أخبروه بعدما حجزوا الكلب رغم سلامة وضعه القانوني والانساني...لم اقل انهم اخذوا ثروتنا لكني اقول انهم اخذو كلبنا ولا ادري كيف اني شغفت بذلك الكلب الذي لم اره قط ..أرجوكم كونوا بشرا منصفين واتركوا لنا خرائب عراقنا نعمل بها مانشاء وما نريد لانفسنا لا تنكروا علينا حقنا في ان نُظلم فذلك شئ مما فينا ونحن نقر بحقوقكم ...فان لم نكن بشرا عندكم فكلابنا مشاكسة عندها سيصح قول الشاعر فيكم

بنو آدم جسد واحد إلى عنصر واحد عائد
إذا مس عضواً أليم السقام فسائر أعضائه لاتنام
إذا أنت للناس لم تألم فكيف تسميت بالآدمي
انه بعض ماقاله... سعدي الشيرازي

.













التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سعدي وحافظ
ايار العراقي ( 2012 / 2 / 10 - 08:02 )
جميل جدا سعديك هذا
بالمناسبة لدينا سعديون كثر هنا يندرجون تحت نفس خانة صاحبك همه من العراق التعويضات وحسب
من جهة اخرى لديكم ايضا كثر ممن ساسميهم تخيلا حافظ ممن يعتقدون كل اللذين بالخارج كفرة وعديمي غيرة ومتكبرين
بين سعدينا وحافظكم ضاع الانسان
تقبل شكري لسردك الرائع


2 - سعدي وحتروش وطنيطل
د.علي الزكي ( 2012 / 2 / 17 - 17:20 )

سلمت يداك اخي د.حسن


سعدي اظن بانني اعرف هذا الفايروس فقد قرات وسمعت وعرفت الكثير عنه كنت اظن بانه غير مؤذي ولاينتقل بالعدوى. لكن الحقيقة المرة هو انه وباء خطير حالما استتبت الظروف المناخية والبيئية والسياسية والطائفية والغبائية له سينتشر وينموه ويتطور الى هياكل دودوية خطرة وبسبب ضعف العلاج. اصبح هذا الفايروس ونسخه المطورة من نسخ محلية من امثال حتروش الكروش وبالا- على البيئة والامن والنظام والثروة الوطنية. تم تطويره جيناته في مختبرات الامركة ليكون فتاكا. يقتل البسمات الشرقية ويدعو لمسح الهوية بمسخ مهجنة عقيمة لاتلد سوى فايروسات قحط والم وانكسار . هل يكفي الوقت لدراسة هذا الالم واستئصاله كيف نحد من عدوى هذا الفايروس ويبدو انه عميلا وفيا للامركة ...

للتعليق بقية تتبع


3 - تتمة: سعدي وحتروش وطنيطل
د.علي الزكي ( 2012 / 2 / 17 - 17:21 )

لقد ترددت شائعات كثيرة حول تطوير هذا الفايروس ليكون باشرس حالته على ذوي المرحوم الذي كتب يومياته في راس السنة وباجبن حالته على وباء طنيطل المسلح. ان من اهم اعراض التي يظهرها من يصاب بهذا الفايروس الفتاك هي:الشعور الغثيان من العراق وماء العراق وشعب العراق وكل بيئة واحياء العراق. كما ان احد اهم اخطار هذا الفايروس الوليد عن سعدي هو ظهور حالة التكرش التي يرافقها دال غريب لم نعرفه من قبل ولا نتمنى ان نعرفه ولا نراه وان فقد الدال تم البحث في بقايا المهملات عنه بختم الزيف والتزوير. كما انه هذا الفيروس المطور بايولوجيا احدث ثقب اسود في ضمائر الجسم الحكومي ليبتلع ماء العراق ويبتسم للتصحر ويبتلع ثروات النفط ويحرق الامنيات ويمحو الامل من صورة المستقبل.

لندعوا الله ان يخصلنا من سعدي وحتروش وطنيطل


اخر الافلام

.. جوزيب بوريل يدعو إلى منح الفلسطينيين حقوقهم وفقا لقرارات الأ


.. تونس.. ناشطون يدعون إلى محاكمة المعتقلين السياسيين وهم طلقاء




.. كلمة مندوب دولة الإمارات في الأمم المتحدة |#عاجل


.. فيتو أميركي يفشل جهود عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة




.. الجزيرة تحصل على شهادات لأسيرات تعرضن لتعذيب الاحتلال.. ما ا