الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شتاء أبيض

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 2 / 10
الادب والفن


ثم بدا كل شئء في غاية البياض.
لم أكن أتوقع تغييرا بهذا الشكل المفاجئ ، إذ تركت المكان على حالته المعهودة ، فعادة ما يرتفع هدير العربات مع بداية الصباح و تكثر حركة الراجلين إعلانا عن حلول يوم جديد.
بدت نزهة هذا الصباح من نوع آخر و بدا الفضاء غارقا في ضوء لا مثيل له ،و انقلب الضجيج الخافت إلى سكون مطبق لم أعهده من قبل .
كان صباحا هادئا لا يشبه غيره في شئ فغمرني شعور بالحرية و الإستقلال والفرح و تمنيت أن أمشي دون انقطاع في هذا الفضاء الجميل الذي لم يكن يفصلني عنه سوى تداعيات أخرى قديمة.
لا بد أن أسرع قليلا فأنا أتوقع رسالة ،لا بل قد نسيت أن شخصا ما ينتظرني في الضفة الأخرى من هذا العالم و ليس من اللائق أن أتركه معلقا بين الإنتظار و القلق.
بدا الفضاء الأبيض مفتوحا إلى ما لا نهاية و فكرت في أن أغمض عيني و أن أنسكب هنا و هناك وفي كل مكان أريد..
ثم تذكرت أنني أحب هذا المكان ،لا بل أصبحت أحب هذا المكان منذ هذا الصباح ،منذ أن لامست حبات الثلج وجهي البارد ..
نعم شعرت أنني أعرف هذا المكان منذ عهد طويل،لا بل أن أشياء كثيرة تربطني بهذا المكان حتى و إن بدت تافهة بلا معنى..
لقد تغير الهواء فجأة و أصبح الثلج الأبيض يكسو كل شئ ، فكنت أنتزع قدمي من الثلج كلما خطوت .
بدا كل شئ جديدا فوق هذا البساط النّقي و تخيلت نفسي في ذلك المكان الطاهر حيث لا مجال للألم و البكاء..
ً كم أتوق لذلك المكان ً ،خفق قلبي قائلا.
إنه الإمتنان ..
الإمتنان لفعل الفصول و الحركات ..










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - Nature nous tient à coeur !
Buwallun ( 2012 / 2 / 10 - 22:17 )
Vous écrivez bien le genre littéraire dit en arabe :Al maqala .On est très fier de vous chère Khadija ,On souhaite lire un jour un roman de votre inspiration ,cest sur que vous nallez pas trahir les aspirations de ceux et celles qui vous aiment
.Cordialement

اخر الافلام

.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه


.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما




.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة


.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير




.. الفنان الراحل صلاح السعدنى.. تاريخ طويل من الإبداع