الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أنا الذي أحرقتُ اور .. !
عبد العظيم فنجان
2012 / 2 / 12الادب والفن
أنا الذي أحرقتُ اور
إلى : علي فهد ياسين :
في حب الناصرية ، حيث من هناك انطلقت أول كلمة للحرية !
____________________________
" أستطيع شم رائحة المعارك
خلال المعاناة على مر العصور:
انه البهاء وشراك الحرب .
قاتلتُ وكافحتُ حتى متُّ
وقتا طويلا بعمر النجوم
وكما من خلال مرآة سوداء
النزاع القديم الذي اراه
حيث قاتلتُ بأشكال عديدة ، وبأسماء عديدة
لكنه أنا دائما "
الجنرال الأميركي باتون
_________________________
آخرُ صاروخ يشهدُ أن أحزاني سوداء ، و يشهدُ الدويُّ أنَّ ضجري يطيرُ .
أقول : أنا ،
وأعني : تحت عظام صدري كهوف ، وأن قلبي منجنيق : أنا المتحقـّقُ ، والبقيةُ وهمٌ .
رأيتُ إلى الفراغ يفتحُ ذراعيه ليحتوي كآبتي ويأسي ، فتحصّنتُ منه بفراغ آخر ، ابتكرتُه من تبعات قنوطي .
لا تؤنسني اغنيةٌ ، لا امرأة ، ولا يأويني بيتٌ .
في جيوبي أقفالٌ ، ليس لها مفاتيح ،
وقصوري لا تفتحُ أبوابَها إلا بالطعنات :
إلا بضربات السيوف .
النحـّاتون صنعوا لي تمثالا في المتحف : الأغبياء
تركوا حصاني يصهلُ ،
حرا ،
في البرية .
المؤرخون
تركوا زوجاتي يسرحن ، مع الأسرى والعبيد ، في براري سريري ،
و كتبوني أمشي مرفوع الرأس
في شوارع العالم .
أقول : أنا ،
وأعني : أن أولادي ليسوا من صلبي .
لا أسلاف لي ولا أحفاد :
أنا واحدٌ مذ اُكتشفتْ النار في الكهوف ،
مذ انطلقتْ أول شرارة .
في طريقي إلى الهدف تولد أهدافٌ اخرى ، ودائما يوجدُ شعراءٌ يتبعونني ، دون أن أطلبَ ذلك : أسمعهم يترنمون بشخص آخر ، وأنا في عزلتي و يأسي ، أعرفُ أن أمثالي لا يُلهمون ، طوال حياتهم ، إلا قصيدة واحدة ، تولدُ كلما نُصبتْ مشنقة ، كلما انهارت حضارة ، كلما اُشعلتْ النار في الكتب .
أقول أنا ،
وأعني : أنني لستُ كلمة ، أو سطر ،
لستُ الكتاب ، ولا التاريخ :
أنا الذي أحرقتُ اور :
أطلقتُ أول نبلة لأنني لم أرَ أحدا هناك .
هذا ما يقلقني ،
وهو ما يصيبني بالدوار أبدا .
أنا الذي خرّبتُ بابلَ ، هدمتُ آشورَ ، ابتلعتُ سومر ، ومحوتُ أكد ، أما البقية : البصرة أو بغداد أو ..
فتتمة لغزواتي .
لم يفهمني أحدٌ ، ولن يعرفني الملاكُ أو الشيطان : لا أحد لامسَ إنساني الداخلي .
لن يجرؤ أحدٌ ما على ترويض الوحش ، وحشي المريض ، الذي يتأهبُ للقفز بعد كل معركة ..
آه ،
اريدُ أن أصرخ عاليا ، أن أهزُّ أركان العالم بصيحتي البربرية ، أن أبكي بدموع حقيقية جدا :
هاهو الليل ، ليل السبايا والنواح ،
هاهو ليلي ، ليلُ أملاكي ومقاطعاتي ،
هاهو الليلُ ،
هاهي مدينةٌ اخرى تُضافُ إلى محروقاتي ، وعما قريب يبدّدُ هواءُ الصباح دخانها الأزرق ، فتشتعلُ الرغبةُ إلى إضرام النار في مدينة جديدة ، لا أعرف أين : ربما لم تُخلق بعد ، لكن حوافر خيلي ستخلقها ..
________________________
اشارة :
1ـ العاهل السومري أوركاجينا ، هو أول مَن ابتكر هذه المفردة الكبيرة : " الحرية " التي شاعت في اقاصي العالم ، ولذلك فعنوان القصيدة اعلاه يضمر هذه الحقيقة !
2 ـ القصيدة صياغة اخيرة ، وهي مختارة من مجموعتي الشعرية القادمة :" العالم بين كتفين هزيلتين " التي ستصدر عن دار الجمل ..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فودكاست الميادين | مع الشاعر التونسي أنيس شوشان
.. حلقت شعرها عالهوا وشبيهة خالتها الفنانة #إلهام شاهين تفاصي
.. لما أم كلثوم من زمن الفن الجميل احنا نتصنف ايه؟! تصريحات م
.. الموسيقى التصويرية لتتر نهاية مسلسل #جودر بطولة النجم #ياسر_
.. علمونا يا أهل غزة... الشاعر التونسي -أنيس شوشان-