الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قضية الأمازيغية بالمغرب
خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
2012 / 2 / 13
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
قد يعتبر البعض أن الحديث عن الأمازيغية هو عبارة عن سفسطائية فكرية و لغوية حرّكتها ـ حسب نظرية المؤامرة كما هي العادة ـ أيادي الإمبريالية المنظّمة والصهيونية العالمية لتشتيت الشعب المغربي الواحد و كسر إنصاف اللغة العربية (الموجود في مخيلة البعض) تجاه اللغة الأمازيغية و يعتبر رواّد هذه النظرية أن الحقد الدّفين الذي تكنّه الشعوب غير العربية الإسلامية تجاه أمّة الله المقدّسة "العرب "هو السبب في استيقاظ الغول الأمازيغي الوديع من النوم.
فما هو مقدار صحّة هذه النظرية يا ترى ؟
الحقيقة و كما يعرفها الجميع هي كالتالي :
في القرن السابع للميلاد ظهر إنسان متعلّم و ذكي جدّا إلى الوجود يدعى الأكثم النّاصري الملقب بمحمد فيمابعد، و رغم وفاة "والده "بأربع سنوات و نصف قبل ميلاد الأكثم النّاصري إلاّ أن التاريخ أصرّ على إلصاق بُنُوّة الأكثم بعبد الله بن عبد المطّلب الذي كان حينها قد شبع موتا في قبره.
تحمّس أهل الجزيرة العربية فاندلقوا على الشعوب المجاورة بعنف لم يسبق له مثيل ، إذ بعد أن بلغ الجوع ذروته بها لم ير العرب أمامهم في البداية سوى أرض الأقباط مصر لما كانت تعجّ به من خيرات لا تُعدّ ثم سرعان ما ارتفعت وثيرة التوسع لتمتد إلى الأماكن المجاورة الأخرى.
لكن ، لم يكن الهجوم للإستعمار من أجل الإستعمار فكرة مقبولة بين الشعوب حتّى في تلك الآونة ، بل كان لا بدّ من إيجاد صيغة جديدة تجعل الإستعمار فكرة خالية من فكرة الإستعمار ذاته في الوقت الذي تتخذ من هذا النوع من الإستثمارموردا مادّيا مضمونا لأهل الجزيرة العربية مستمرا إلى أبد الدّهر و دون محاسبة منتفعيه ولوعلى حساب الشعوب الأصلية.
بدأ محمد مشروعه بهدوء حالما انقلب إلى ضجيج و فوضى ثمّ إلى عنف غزير انسكبت فيه الكثير من الّدماء .
كانت شمال أفريقيا آنذاك هزيلة ، ضعيفة و لم تجد القوة الكافية للدفاع عن نفسها لأسباب تاريخية لا مجال لعرضها الآن ، فاكتسح مجرمو بعض القبائل العربية و أخطرها شمال إفريقيا التي كانت تنعم آنذاك بقانون سياسي ديمقراطي و بتسامح ديني قلّ نظيره كما يقول المؤرخون .
بعد قرون من الغزوات الدينية و بعد القضاء على آخر كنيسة بشمال إفريقيا بالقرن الخامس عشر حسب ماوصلنا ،عرف سكان شمال أفريقيا الأصليون جميع أنواع الإذلال والإبتزاز والإحتقار من أحفاد العرب و تمّ ترويج السّلعة الدينية بامتياز ترافقها السلعة اللغوية باعتبار أن لغة القرآن هي اللغة العربية المقدسة ، التي بدونها لا يمكن لأيّة أمّة أن ترى النّور سواء نور الدنيا أو نور الآخرة.
إذن نحن هنا أمام معضلة إلهية عويصة ، إذ يواجهنا إله و قد وقع اختياره مغمّض العينين ليجد يده تسحب في قرعة ورقة ملفوفة كتبت بلغة شعب مقدس، بلغة دنيوية مقدّسة لجنّة مقدسة تجري من تحتها أنهار بغلمان لا يَدْمون مهما كانت كمية الجنس الممارَس عليهم ، إلخ....
و شاءت الأقدار في القرن العشرين أن تقع فرنسة في "غرام " شمال أفريقيا الأمازيغي آنذاك فوجدت بالمغرب حفنة من "بائعي الهوى " يتاجرون في كل شئ واضعين لكل شئ ثمنا بما فيها الأخلاق و وقع الإختيار على لغة المستعمر الأولى " العربية " على أن تحمي أختها في الإستعمار " الفرنسية " إنتقاما من لغة وسماحة وتحضّر الأمازيغ ( رغم ما يبدو عليه الأمازيغي المقصي في أعالي الجبال من تخلّف وحرمان انتقاما منه لرفضه لجميع أنواع المساومة و في جميع الظروف ، إذ لا يصل الأمازيغ مهما وصلت بهم ذروة الإختلاف إلى العنف الجسدي وهذا مايعكس الإرتقاء الأخلاقي الذي يميز هذا الشعب) ، ففُرض المغرب الأمازيغي فرضا على الجامعة العربية من قبل "أمّنا"فرنسة حيث حدث فيما مضى أن ألقت نفس الجامعة بعضوية المغرب خارج العلبة الليلية (أي خارج الجامعة) .
و لم يكتفي الوضع عند هذا الحدّ بل تجرّأ جهلاء الحكومة بعد الحروب الضّروس التي بدأت بالثمانينات ضدّا في "أوباش" المغرب من الدارالبيضاء مرورا بمراكش إلى طنجة والحسيمة بتمشيط عرقي ـ لغوي حتى تجاه الشوارع والأزقة ونجح البصري وأعوانه في تنحية أسماء عالمية أنيقة من شوارعنا كزنقة موزار مثلا إلي زنقة "بوبريص الحداوي " ، دون سابق معرفة بهذه الشخصية ،فمن هو بوبريص الحدّاوي هذا و ما محله من تاريخ المغرب ؟، و هل هذه الشخصية موجودة حقا أم أنها من وحي خيال المخزن الذي لا همّ له سوى التحريض على تغطية الوجوه حتى وإن كانت المؤخرة معروضة على الملأ عملا بالعقيدة .
إذن نحن الآن أمام مراوغة فكرية عويصة ظهرت فجأة على الملأ رغم نفاق حزب الإستقلال الذي يستفرغ لغة الإستعمار الأولى على المنابر حريصا على أن يتعلم أبناؤه لغة الإستعمار الثانية " الفرنسية " ، في الوقت الذي أُقحم فيه الأمازيغ في دائرة الوطنية النبيلة حفاضا على الأرض التي يمتدّون عبرها خلال ملايين السنين .
إذن من الأجدر بالحديث عن المؤامرة ؟؟
وأينكم الآن يا أبناء أمازيغ ؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الحقيقة المرة
امازيغي حر
(
2012 / 2 / 13 - 11:50
)
سبب هلاكنا في اعتقادي هي الدولة الفاطمية والتي بعثت لنا باسراب الجراد الهلالية والسلمية المدمرة ل تركيبتنا الديمغرافية والحضارية وهاهي النتيجة الماساوية التي نعيشها الان فلقد اصبحنا اقلية في بلادنا
2 - مشكلة اللوبي الامازيغي
عبد الله اغونان
(
2012 / 2 / 13 - 21:46
)
المشكلة في هذه القضية ليست مشكلة لهجات ولامشكلة امازيغ بل المشكلة مع
لوبي من اشخاص ينتفعون باثارة صراع وهمي بين الامازيغ ومحيطهم العربي
اذ الفقر والتهميش ليس له طابع عرقي فهو عام في كل الجهات
واللغة والتاريخ الذي يحاولون تضخيمه ليس لهم مادة علمية.الامازيغية تستعمل كورقة ايديولوجية
فليس هناك بين الامازيغ من يستعمل الحروف المسماة تفيناغ عن قناعة خارج
الاطار المدرسي الذي فرضت عليه.كما انالحصيلة اللغوية ضعيفة فضلا عن الجرائد والكتب والمواقع الالكترونية فكلها تستعمل العربية او الفرنسية وتكتفي بوضع الحروف الهجائية في جدول
مادام هناك من صار يعتبر الفاتحين غزاة استعماريين وان هناك حضارة وشخصيات واعلام واسماء وثقافة في حين يعجز عن الاشارة الى اي مرجع اساسي في الموضوع
الكلام على الدين وقضايا الامة العربية بهذه العنصرية كما هو الامر بالنسبة لفلسطين-بهذه الطريقة الاستفزازية شيئ يسيئ الى الامازيغية نفسها ومن طرف الامازيغيين فضلا عن المختلطين-من احد ابائهم من عنصر اخر او ابناء الامازيغ الذين يعيشون في المدن ولايتقنون اللهجة الام
تناول الامازيغية بهذه الطريقة يعد مشكلة واثارة قلاقل فعلى الجمعيات والاحزاب
التركيز على المواطنة والمظلة الدينية الجامعة لمصلحة شعب واحد هو المغاربة كل في حدود وطنه
.. لماذا لا تريد روسيا تصديق أن تنظيم داعش يقف وراء هجوم موسكو؟
.. هيئة البث الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي سيدخل لبنان بعد الان
.. المسؤولة الأممية فرانشيسكا ألبانيزي ترد على تشكيك صحفي في تق
.. الإعلام الحكومي بغزة: الاحتلال اعتقل جميع الأطباء والممرضين
.. متظاهرون يتجمعون خارج حفل لجميع التبرعات لحملة بايدن للمطالب