الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانت فالنتنو و السلفية بالمغرب

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 2 / 14
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


رسالة إلى السيد الفيزازي (2)
صادفَت بالأمس مناظرة السلفية و العلمانية بالمغرب عيد سانت فالنتينو ، القسّيس الإيطالي الذي تجاوز ماهو مألوف في عهد العصور الوسطى مختصرا أحد أهم ركائز العقيدة المسيحية التي لمست في حساسية عمق النفس البشرية معربة في وضوح عن الأهمية القصوى التي تحملها كلمة "المحبة".
المكان : البارحة بمدينة الرباط المغربية ، في إحدى قاعات المحاضرات بمعهد الحسن الثاني للزراعة و البيطرة تمت مناظرة تحت عنوان " ما هو النموذج الأفضل لإصلاح المجتمع : النموذج العلماني أم الإسلامي ؟.
فلأول مرة تنظَّم مناظرة حيوية من هذا النوع ترقّبها الكل بفارغ الصبر و فعلا تم حضور القطبين السيد أحمد عصيد رئيس المركز الأمازيغي والسيد الفيزازي ،أحد شيوخ السلفية بالمغرب ونظرا لأهمية الموضوع في هذا الظرف الحساس فلقد عرفت القاعة إكتظاظا قل نظيره .
و كما هي العادة فلقد أبدى السيد عصيد تشبته بالعلمانية كشرط أساسي و الوحيد للرفع من مستوى المجتمع المغربي ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد تفويت سنوات في الضياع و التلف مؤكدا أن العلمانية ليست هي الإلحاد ، مقدما "تركيا " كنموذج حي معاصر لمعايشته لهذه التجربة مستدلاّ كذلك بفلسفة بن رشد و جماعة المعتزلة اللذين وعوا في زمن مبكر ضرورة العلمانية كشرط لخلق دينامية بالمجتمع و منح جو الحرية العامل الأساسي في عجلة الإزدهار .
بل ذهب السيد عصيد بعيدا ليعتبر أن العلمانية هي النموذج الأوحد الحامي لجميع أطياف المجتمع و لجميع الأديان دون تفرقة بفضل المواثيق الدولية المغطية لهذا المجال.
أما مداخلة الفيزازي فقد اعتراها تخوفه من النموذج العلماني الذي يعتبره نظاما قاتلا للإسلام مهددا للقيم الإسلامية كما جاء بها القرآن و السّنة ،وأعتبر أن أسباب التخلف الذي تعرفه الأمة ما هو إلا نتيجة الإستخفاف بهذه القيم و عدم تطبيقها بالحرف الواحد دون مراوغة ، وأعرب أمام الملإ عن شوقه لتطبيق الشريعة أي قطع يد السارق إذا سرق ، و رجم الزاني إذا زنا و قطع رأس المرتد عن الإسلام إذا ارتدّ ، وقتل القاتل و منع مظاهر العراء بالشوارع و الشواطئ المغربية ، معبرا أنه آنذاك فقط سيتحقق الإزدهار الفعلي للأمّة المغربية.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه هو :هل الرجوع إلى الماضي كفيل بتحقيق الإزدهار؟
وإن كان ذلك صحيحا فلماذا لم تستعدالسودان وإيران وأفغانستان والسعودية إزدهارها و عدالتها الإجتماعية لحد الآن وهي بلدان مطبقة لهذه الشريعة أصلا؟
ثم وبشكل أدق نتساءل: كم من إبن وزير أورئيس أو أمير تمّ شنقه أو على الأقل سجنه بتهمة السّكر أو الزنا أو سرقة المال العام أو قتل مارّ في حادث سيارة كان يركبها؟
طبعا فالجواب معروف ، إذ لم نسمع قط عن شنق المسؤولين سواء الدينيين أو السياسيين منهم اللهم إن تمت تصفيتهم على أيدي أعدائهم ، إذ يبدو مع بالغ الأسف أن تطبيق هذه الشريعة لا يجوز إلا على الفقراء والضعفاء والمعوزين والمهمشين واللذين لا صوت لهم.
هكذا اختزل السيد الفيزازي التجربة الإنسانية بأخطائها و اجتهاداتها في المزيد من التأكيد على القتل و القمع و الكره و البتْر و الحرمان و النبذ والجلد والتخويف والرشق بالحجارة و إخجال الفرد في محضر الجماعة و الإبتزاز و التهديد و التهويل و التخويف و هي إذا فُحصت بالتديق نجدها ليست إلا أعراضا للأمراض النفسية البشعة التي لا مكان للمحبّة بين ظهرانيها .
الحق والحق يقال :"إن فاقد الشئ لا يعطيه و أن شريعة الغاب لا محالة في زوال ".
و في انتظار ذلك ،أتمنى لأحبائي جميعا عيد حبّ سعيد و كل عام و أنتم في حبّ و سلام تنعمون .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - السؤال
عبد الله اغونان ( 2012 / 2 / 15 - 02:15 )
المقال يستعرض عادة تجارية لدى بعض الاروبيين ثم يقفز الى العلمانية وعصيد والسلفية والفزازي والى ما اعتبرته الكاتبة شريعة الغاب
السؤال
هل كان القس سانت فالنتين متزوجا
ان لم يكن كذلك لماذا وبسبب ماذا امتنع عن الزواج


2 - Answer Mr Abdallah Aghunan
khadija Ait Ammi ( 2012 / 2 / 15 - 13:34 )
شكرا أستاذ أغونان على مداخلاتك .كنت أتمنى أن تتعمق أكثر فيما أثير من مواصفات أعراض الأمراض النفسية الحادة لكنك اخترت الهروب بدل الشجاعة التي ستوصلك إلى الفهم الحقيقي للظاهرة الدينية التي نحن بصددها .
إجابة على سؤالك فأنا أعتقد أن القديس فالنتينو لم يكن متزوجا أما أنه لماذا لم يتزوج فذلك مسألة اختيارية لديه ، إذ و بوضوح آخر لا يوجد ما ينصّ لا في العهد القديم و لا في العهد على تحريم ومنع القساوسة و الآباء من الزواج .إنه للأسف خطأ شائع و معلومة مغلوطة تم عن قصد نشرها لخلق التشويش لدى البعض .
أكرر أنها مسألة دعاية ليس إلا ، و إلا فأنا أطالبك أمام القراء أن تجد نصا في العهدين يحرم عملية الزواج ضمن خدّام الرب . وشكرا .


3 - المسيح لم يتزوج
عبد الله اغونان ( 2012 / 2 / 15 - 15:24 )
قد ابحث لاحقا لاجل الدقة
لكن المعروف ان المسيح عيسى عليه السلام لم يتزوج.الرهبان الكاتوليك سنوا هذه البدعة في حين ان فضائح بعضهم حتى مع الاطفال معروفة .امتناعهم عن الزواج - رهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم - بتعبير القران الكريم
لو تعلق الامر بفالنتينو لهن الامر وقلنا حالة خاصة لكنها قاعدة لدى رجال الدين المسيحيين يعتبرونالزواج يتناقض مع الطهارة رغم انهم نتيجة له
الامام تقي الدين ابن تيمية لم يتزوج ونعرف ان العلم ونصرة الدين جعلاه يختارذلك وهو اهل لها واثاره كمكتبة ما تزال فاعلة الى اليوم
فالنتينو والحديث عن الحب ياللغرابة يعلمنا الحب من يجهله

لو كنت امر مرور المعجبين ربما عددت ذلك تعمقا وشفاء من الاعراض النفسية
الحمد لله معنوياتي عالية
الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الابذكر الله تطمئن القلوب
الى اللقاء ان اذن الله بالبقاء

اخر الافلام

.. الأرمن في لبنان يحافظون على تراثهم وتاريخهم ولغتهم


.. انزعاج أميركي من -مقابر جماعية- في غزة..




.. أوكرانيا تستقبل أول دفعة من المساعدات العسكرية الأميركية


.. انتقادات واسعة ضد رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق لاستدعائها




.. -أحارب بريشتي-.. جدارية على ركام مبنى مدمر في غزة