الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قطر تختار أم الشعوب؟

نزار جاف

2012 / 2 / 26
مواضيع وابحاث سياسية


الحديث عن الدور القطري في المنطقة و العالم بات من المسلمات المطروحة على بساط البحث في العديد و الاوساط السياسية و الاعلامية، هذا الحديث يصل أحيانا الى حد المغالاة و التهويل و أحيانا أخرى الى حد التهميش او التقليل المفرط، لکنه و في الخط العام حديث يطرح و يفرض نفسه بقوة على الساحة.
الربيع العربي التي هبت نسائمه على العديد من الدول العربية و تهدد النظام الايراني في عقر داره، تثار حوله الکثير من الشکوك و يذهب البعض الى حد وضع علامات إستفهام بشأنه، فهناك آراء تٶکد بأن الربيع العربي ظاهرة"أمريکية ـ غربية"بحتة تخدم المصالح الغربية في خطها العام، وان الوکيل او المنتدب الامريکي ـ الغربي في المنطقة هي دولة قطر.
التغييرات التي جرت في دول عربية، لم تلق ترحيبا کافيا بل و قوبلت بشکوك و تساٶلات من لدن طرفين اساسيين في المنطقة و هما النظام الايراني و التيار القومي العربي و خصوصا حزب البعث، لکن هنالك أيضا أطراف دولية أيضا تراقب ظاهرة الربيع العربي بقلق بالغ مثل روسيا و الصين، وکلا الدولتين تسعيان لتفسير الظاهرة على أنها مسعى غربي لإعادة تقسيم النفوذ الغربي في المنطقة، بل وان الروس قد ذهبوا أبعد من ذلك عندما طفقت اوساط سياسية هناك تطرح سيناريوهات و نظريات بشأن کون الربيع العربي ظاهرة أمريکية ـ غربية في المضمون.
الربيع العربي الذي قوبل بترحاب کبير من جانب مختلف الاوساط السياسية و الفکرية في المنطقة، لم يکن بذلك الحدث العادي، بل حدث إستثنائي بالمعنى الحرفي للکلمة، وکما هو معروف فإن الاحداث التأريخية المهمة تکون مثيرة للجدل و تطرح بشأنها الکثير من النظريات و التأ‌ويلات المختلفة، کما کان الامر مع الثورة الفرنسية و الثورة البلشفية و الثورة الايرانية، ولذلك فليس من الغريب أبدا هذا الاختلاف الغريب في وجهات النظر بشأن الربيع العربي، رغم اننا لايمکن أبدا أن نقصي او نستثني سعي أطراف عربية و إقليمية و دولية لکي ترکب موجة التغيير و تدفعها للسير بالاتجاه الذي يخدم مصالحها، وقطعا هناك العديد من الطروحات و السيناريوهات المطروحة على بساط البحث کالحديث عن تقسيم المملکة العربية السعودية بوجه خاص و دول أخرى بوجه عام، لکن هذه المساع لوحدها غير کافية لکي نجزم بوضع الشبهات حول الاساس الذي قامت عليه، إذ أن تدافع الملايين للشوارع و الساحات و قوفهم بوجه الدبابات و الجيش و القوى الامنية ليس بالامکان أبدا تصويره و إعتباره على أنه سيناريو او فکرة أمريکية ـ غربية بقدر ماهو حاصل تحصيل للاوضاع الاجتماعية ـ الفکرية ـ الاقتصادية ـ السياسية المعقدة في المنطقة و التي لم تکن في خطها العام تخدم مصالح الشعوب و طموحاتها، وان هذه الشعوب التي کسرت حاجز الخوف و تحدت نظم القهر و الاستبداد، لن تکون أبدا في خدمة مصالح و أجندة دولية محددة وان الايام ستثبت ان الشعوب هي من تختار أقدارها و خياراتها و ليست قطر او أي طرف آخر!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح