الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاذيب : ( الجيش حمى الثورة )

خسين عبد المعبود

2012 / 2 / 26
حقوق الانسان


الجيش حمى الثورة .. جملة أصبحت مستفزة لأي صاحب عقل ، ولكل من يحاول أن يفكر ، أما من يسمعون ولا يفكرون فلا شأن لنا بهم ، وكل أسفنا ما روجه المجلس العسكري وإعلامه الفاجر الداعر المتلون ، إعلام كل العصور ، وكل الحكام ، من أن : ( الجيش حمى الثورة ) .
في البداية نقول ونكرر : أن الجيش فوق الرءووس ولكن المقصود هو المجلس العسكري باعتباره القائم بالدور السياسي ، أي رئيس الدولة ، ومن حقنا أن نؤيد رئيس الدولة أو نعارضه ، أي نقول له نعم ، أو نقول له لا ، أما أن توجه السهام ضد كل من ينتقد المجلس العسكري بحجة : ( أنه قد أهان الجيش ، ولا يليق أبدا أن نهين الجيش ) ، فهذا ظلم ومحض افتراء ، فما من أحد يريد إهانة الجيش كمؤسسة عسكرية تحمي ولا تحكم ، فالجميع يجله ويقدره ، ولا يمكن أبدا أن ننسى تضحياته في سبيل تحرير التراب الوطني ، ولا يمكن أن ننسى دماء الشهداء التي سالت في حرب أكتوبر 1973 ، وكيف ننساهم وننسى تضحياتهم وهم أبناؤنا وأشقاؤنا ؟! ، ومعظمنا كان جزءا منها يوما ما ، ولكن ذلك ليس مبررا أبدا لغض الطرف عن خطايا مجلسهم التي أصابت الثورة في الصميم وعطلت الكثير من الإنجازات التي كان من الممكن أن تتم لولا تخبط المجلس العسكري وتواطؤه وبقايا نظام مبارك .
فقد كان من الممكن أن تتم المحاكمات بطريقة أخري غير التي اختارها المجلس العسكري ، لتكون أسرع وأكثر حسما فلا تعطي الفرصة للفلول وبقايا النظام لمحاولة الانقضاض علي الثورة وتعطيل مسيرتها ، ولتجنبنا الكثير من الخسائر المادية والمعنوية ، ولحفظنا دماء الشهداء التي سالت في أحداث : ماسبيرو ، ومحمد محمود ، ومجلس الوزراء ، وللأسف لوست سمعتهم في حين أنهم قدموا حياتهم فداء لمصر ، ودفاعا عن حريتنا وكرامتنا وكرامة من لوسوا سمعتهم .
كان من الممكن وضع الدستور أولا لضبط أعمال المؤسسات والأفراد ، وتحديد الاختصاصات ، ولكنهم ادعوا ( أن الدستور يحتاج لوقت طويل ولا بد من إعطاء الوقت الكافي لكل القوى لمدارسته ومناقشته ليكون متوافقا عليه من كل القوى وكل الأطياف وكل الطوائف ، مما يعطل المسيرة ، ويعطل إجراء انتخابات المجالس التشريعية ،والانتخابات الرئاسية ) ، والآن يحاولون أن يقنعونا بعكس ما قالوا وادعوا وعكس ما قال وادعى أشياعهم قائلين أن مشاريع الدساتير كثيرة آخرها دستور 1971 ويمكن تغيير عدد بسيط من المواد بأي دستور وهذا لا يحتاج لوقت طويل ، وإذا كان الأمر كما يزعمون فلماذا لم يتم ذلك منذ البداية ؟ وأشد المدافعين عنهم لا يستطيع إلا أن يقول ما يقوله البسطاء : ( دعك من الماضي فها نحن قد وصلنا إلى ما نحن فيه الآن ) ، وهي مغالطة أخرى فالاعتراف بالخطأ يجنبنا تكراره ، ويعطينا الفرصة لتعديل المسار .
كان من الممكن تطهير المؤسسات والمصالح الحكومية من فلول النظام الذين مازالوا في أماكنهم متبجحين ، لا عمل لهم إلا وقف الحال ، والتحريض على الثورة والثوار ، وممارسة نفس أساليب وممارسات الظلم والانحراف ليكفر الناس بالثورة ، وهذا سر عدم الإحساس بالتغيير ، وكما لم تكن ثورة قد قامت .
كان من الممكن تطهير جهاز الشرطة ، وإعادة بنائه وفق فلسفة جديدة ومنهج جديد داعم للحرية والديمقراطية ، ويحفظ للجميع ماله وعرضه ودمه ، ويؤدي كل فرد فيه دوره ، فننعم بالأمن والأمان ، ولو تم التطهير ، وإعادة البناء ما حدث ما حدث ويحدث .
كيف حمى الجيش الثورة ولم يستطع مجلسه العسكري تأمين مباراة لكرة القدم ؟ ولا يمكن لعاقل أن يدافع عن المجلس العسكري بعد مجزرة استاد " بور سعيد " التي لو حدثت في أي مكان في العالم لاستقال حكام وأقيلت حكومات ، بل قدموا للمحاكمة بتهمة الاشتراك و التسهيل وتمكين البلطجية من قتل مسالمين بلا ذنب أو جريرة عن عمد وسبق إصرار وترصد .
نريد ممن يقول ويردد : ( أن الجيش قد حمى الثورة ) أن يفصح لنا عن القوة التي كانت متربصة بالثورة ، وتريد الانقضاض عليها ، فنحن نعرف أن أعداء الثورات بل أعداء الشعوب ثلاثة هم : الحكام الطغاة وأدواتهم التي تمكنهم من البطش والإرهاب : الشرطة أو الجيش ، بعد ذلك المخططات الخارجية ، ثم أعداء الداخل المنتفعين من الالتفاف حول أنظمة البطش والطغيان ، ولنفكر قليلا فيما كان من الممكن أن يفعله أي منهم :
**( حسني مبارك ) وهو الحاكم بأمر الله ، هل كان بمقدوره أن يفعل شيئا بمفرده ، أو بمعاونة لجنة سياساته التي يرأسها ولده حتى لو استعان بجهاز الشرطة ، أو استخدم قوة الجيش في قمع الثورة ، والقضاء على الثوار ؟ لا ، لم يكن بمقدوره أن يفعل شيئا ، فالشرطة منهكة لانشغالها بمهام غير مهامها ، والجيش لم يكن راغبا في إتمام عملية التوريث ، فماذا كان عليه أن يفعل ؟ والحزن الوطني كلنا يعرف أنه كان عبارة عن جبهة منتفعين لا تجيد إلا فن الطبل والزمر خوفا من سيف المعز ، وطمعا في ذهبه .
**( الشرطة ) هشة وضعيفة ومتهالكة ، وغير قادرة على مواجهة مثل هذه الأمور لاستهانتها بالشعب وانشغالها بأمور ومهام قذرة كمطاردة معارضي النظام وتعذيبهم والزج بهم في السجون والمعتقلات وقتلهم ، وقد حاولت التصدي للثوار بكل ما لديها من قوة ولكن كانت عزيمة الثوار أقوى وأشد فانهارت الشرطة وتركت الميادين مذعورة بعد أن نفذ كل ما لديها من قنابل مسيلة للدموع و بعد أن نفذت ذخيرتهم الحية والمطاطية .
** ( الجيش ) لم يكن راغبا في إتمام عملية التوريث ، وقد كفاه الثوار المغامرة بعمل ما لوقف هذه العملية ، وهل كان من الممكن أن يواجه الثوار ؟ ولمصلحة من ؟ أي عمل ضد الثوار معناه إتمام عملية التوريث ، أو الاعتلاء على كرسي العرش ، والتوريث لم يكن يريد له أن يتم ، والعرش قد آل إليه ، وها هو الآن بيده الأمر ، ويملك الحل والعقد ، ومن أرادها مثل ( ليبيا ) فلينظر نهاية ( القذافي ) وأركان نظامه .
**( أعداء الخارج ) والمخططات الأجنبية فمنذ أن خلق الله الأرض وإلى أن يرثها والصراعات بين الأفراد والدول موجودة والمخططات قائمة ، ولكن لابد من إرادة التحدي بدلا من البكاء واللطم على الخدود .
**( أعداء الداخل ) وهم الفلول ، وهؤلاء لا يعملون إلا لمصالحهم المرتبطة دائما إما بالحاكم الطاغية ، الذي يعطيهم مقابل الطبل والزمر ، وإما مرتبطة بالخارج ، فتعمل وفق أجندات خارجية مقابل ما يتلقونه من أموال ، وهؤلاء يمكن محاصرتهم والقضاء على غالبيتهم لأنهم لا ينشطون إلا تحت مظلة النظام .
الجيش لم يقم بحماية الثورة ، بل قام بحماية النظام الذي نقول أنه سابق ، وقام بحماية رموزه ، وحماية فلوله ، أي أنه حمى الثورة المضادة فقط ، وإلا فليفسر لي من يدافع عنهم : سر تشويه الرموز مثل د / البرادعي ، والمهندس / ممدوح حمزة ، و د / أيمن نور وغيرهم ، ولماذا يتم الاعتداء على الرموز الوطنية فقط ، مثل الاعتداء على د / عمرو حمزاوي ، وزياد العليمي ، ونواره نجم ، والنائب / حسن البرنس ، أو الاعتداء على د / محمد البلتاجي وسرقة سيارته ، وأخيرا الاعتداء على مرشح الرئاسة السيد / عبد المنعم أبو الفتوح وسائقه وسرقة سيارته ، علما بأنه منذ بدأت الثورة وإلى الآن لم تمس سمعة ( فل ) واحد ، ولم يمس جسده ، ولم تمس ممتلكاته .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مجلس حماية الفلول و البلطجية
احمد عبدالمعبود احمد ( 2012 / 2 / 28 - 18:09 )
نعم معك كل الحق فقد خدعنا اعلامة المأجور على انه حمى الثورة حتى اتضح لنا انه مجلس حماية نفسه و الفلول و البلطجية و الحرامية فأصبح تخصصه هو الانقضاض على الثورة و التخلص من الثوار و تلفيق التهم للأبرياء ارضاء لغرور المشير الذى لا يريد أن يعترف بأنه فشل فى ادارة هذه لمرحلة فالاعتراف بالخطأ يجنبنا تكراره ، ويعطينا الفرصة لتعديل المسار فتتحقق أهداف الثورة التى ضاعت بسبب المغالطة بزعم أن الجيش حمى الثورة

اخر الافلام

.. بينهم نتنياهو و غالانت هاليفي.. مذكرات اعتقال دولية بحق قادة


.. بسبب خلاف ضريبي.. مساعدات الأمم المتحدة عالقة في جنوب السودا




.. نعمت شفيق.. رئيسة جامعة كولومبيا التي أبلغت الشرطة لاعتقال د


.. في قضية ترحيل النازحين السوريين... لبنان ليس طرفًا في اتفاقي




.. اعتقال مناهضين لحرب إسرائيل على غزة بجامعة جنوب كاليفورنيا