الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإيمان وعلاقتة بالعقل والمنطق
عبدالله الدمياطى
2012 / 3 / 1مواضيع وابحاث سياسية
هل الإيمان قضية شعورية عفوية داخلية لا علاقة لها بالعقل أو المنطق؟
لقد كنت أؤمن بأن الإيمان لا علاقة له لا بالعقل ولا بالمنطق فإما أن تؤمن أو لا تؤمن بمعنى أخر أن الإيمان هو التسليم بدون نقاش وخاصة فيما يتعلق بالغيبيات الله الملائكة القيامة الحساب إلى أخره لكن الإنسان بطبيعته لا يقف عند حدود المقولات الغيبية دون البحث المستمر عن حقيقتها وماهيتها ومحاولة إثباتها من خلال العقل وإلا ما كان إنساناً.
فالإيمان بدون محاكمة العقل فرض على كل الناس في مرحلة ما عندما يتعارض العلم مع الغيبيات الدينية ((ويسئلونك عن الروح قل الروح)).
والبعض يتذكر موقف الكنيسة التي اعتبرت في يوم من الأيام أن مركزية الكون هي الأرض وقفت تدافع بشدة عن تصورها ضد العلم والعلماء الذين اثبتوا من خلال العلم أن الأرض ليست هي مركز الكون بل الشمس هي المركز وان الأرض تدور حول الشمس ، وعندها قامت الكنيسة بالحرمان والقتل على من يخالفها الرأي وفرضت مفهوم الإيمان بالغيب والتسليم به بدون الرجوع الى العقل وكان كل من يخالف ذلك ويعترض باستخدام العقل والعلم فهو مرتد ويقتل.
إن الإنسان بطبيعة الحال هو المخلوق الوحيد الذي أستطيع أن اسميه المخلوق الباحث المخلوق الذي يبحث في وجود الله ومشكلة العالم ومشكلة الإنسان وكونه مخلوق باحث لابد له من أن يستخدم عقله في عملية البحث هذه كل إنسان في هذا الكون له تساؤلاته الكونية
من هو هذا الإنسان؟
هناك منظور سائداً في الكثير من المؤلفات التي عالجت موضوع الإنسان في الغرب خاصة فعلى مدى العصور قبل الحداثة وحتى اليوم وصفوا الإنسان بالحيوان الناطق أو بالحيوان العاقل وكما نلاحظ معي أن صفة الإنسان في المنظور الثقافي الغربي هي حيوان بالدرجة الأولى يضاف إليها صفة أخرى حسب التطور المعرفي.
والمنظور الاسلامى لم يصف الإنسان على الإطلاق بأنه حيوان القرآن أخبرنا بقصة أدم وحواء كونه مسجود للملائكة ....معنى هذا السجود له ,أنه مخلوق استثنائي
يقول الله تعالى "فإذا سويته ونفخت فيه من روحي"
هذه النفخة هي من روح الله ,فصار الإنسان بمقتضاها وهذه النفخة من روح الله هي التي أيقظت في هذا المخلوق الشيء الإلهي تحرك فيه الضمير أنشأه نشأة أخرى أصبح الإنسان المخلوق الاستثنائي حتى عندما اعترضت الملائكة قال لهم أني اعلم ما لا تعلمون
ونحن نرى على هذه الأرض هناك أناس يعملون ليل نهار من أجل استمرار الحياة التي تشكل بيئة الإنسان كما أراده الله لهذه المخلوق
وفى هذه الحياة البشر يتفكرون ويبحثون بحرية كاملة بإرادتهم واختيارهم فمنهم الأتقياء الصالحين ومنهم الطغاة الظالمين .
والقرآن الكريم لم يذكر آية واحدة تدل على أن غير الإنسان وصف بالإيمان أبداً ولا حتى الملائكة لم يذكر القرآن الكريم أن الملائكة أمنت فهي مأموره بتنفيذ أوامر الله عز وجل الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي خصصه الله بالإيمان والإيمان لا يستطيع الإنسان كمخلوق أن يصل إليه إلا بالحرية التي حملها الإنسان وأبت كل المخلوقات حملها أنها الأمانة الله عرض الأمانة أي الحرية على الإنسان ولم يجبره عليها فحملها الإنسان باختياره وصار حراً
ولو انتفت حرية الإنسان لكنا مثل باقي المخلوقات في الطبيعة لهذا نحن نعرف الله بحريتنا أمنا بالله بحريتنا أي الإنسان أمام خيارين الإيمان بالله أو عدم الإيمان فلا حرية إلا بوجود النقيضين لماذا هذا أمن وهذا لم يؤمن
هل هي قضية عفوية ولا علاقة لها بالعقل لو كانت على هذا الشكل لأمن كل الناس والواقع يثبت عكس ذلك.
الإنسان عبر عنه القرآن بقوله(وَنَفْسٍ وَمَا سواها فألهمها فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا .....)
هو في حالة مجاهدة ما بين الفجور والتقوى كيف يجاهد ماذا يستخدم ليصل إما إلى الفجور وإما إلى التقوى طبعاً عقله الذي كرمه الله عز وجل به.
ومع ذلك يبقى نور الله يشع على الإنسان ليهديه إلى جانب بحثه المستمر إلى الإيمان بحرية كاملة
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. إسرائيل تقوم بأكبر عملية مصادرة لأراض فلسطينية في الأغوار من
.. إسرائيل تغلق معبر الملك حسين مع الأردن بعد عملية إطلاق نار ق
.. تركيا: مواجهة انتخابية جديدة على رئاسة البلديات، ماذا يريد ا
.. نتنياهو يوافق على إرسال وفد إسرائيلي لواشنطن لبحث الهجوم الب
.. قصف عنيف وغارات ومعارك محتدمة قرب مدينة غزة وفي خان يونس