الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الفنان بشار زرقان الواقع فرض إيقاعا جديدا ومختلفا و شباب الثورة رسموا أفقاً متنوعاً لدى كل من له علاقة في الإنجاز الثقافي.الكلمات وجدتها في الشارع واللحن أيضاً، أنا جمعتها وأنشدتها فقط.

توفيق العيسى

2012 / 3 / 1
الادب والفن


في أغانيه للثورة السورية، يخرج الفنان السوري بشار زرقان من الفضاء الصوفي والروحاني ، لنتعرف عبر أغنيته " أحسن شي" إلى فنان آخر، يقف إلى جانب شعبه في الثورة عبر الأغنية الساخرة والهادفة التي تمد جناحيها لتبشر بالحرية والأمل، والإصرار وعلى ايقاع الثورة.
على ايقاع الثورة
في لقائنا مع الفنان بشار زرقان سألناه حول أسلوبه الجديد في الغناء، وإذا ما كان زرقان يدخل مضمارا جديدا في الأغنية على مستوى اللحن والكلمات، فهل فرضت ظروف الربيع العربي والثورة السورية خصوصا أسلوبها على الفنان؟ أم هي محاولة تجديد فقط من قبله؟ ليجيبنا: " لا شك أن الواقع فرض إيقاعا جديدا ومختلفا على كل الأصعدة، هذا الواقع الذي أوجده شباب الشارع وأقصد شباب الثورة الذين رسموا أفقاً متنوعاً لدى كل من له علاقة في الإنجاز الثقافي، فالكلمات وجدتها في الشارع وأيضاً اللحن، أنا فقط جمعتها وأنشدتها".

الثورة نتاج واقع مؤلم وليس مؤامرة
وعن سؤالنا حول موقفه في ما يجري في سوريا، لا شك أن هناك مؤامرة وهي قديمة وليست حديثة طبعا ولكن هناك أيضا ثورة شعب جائع للحرية والكرامة - ونحن طبعا لا نتبنى رواية النظام في موضوع المؤامرة- كيف لك ولنا أن نفهم ما يحدث فعلا ونفصل بين المؤامرة الخارجية والثورة في ضوء التشويش الاعلامي وعدم مصداقية أي من وسائل الاعلام؟
فكان جوابه: " لا أريد أن أدخل في التحليل السياسي وأضع نفسي في إطار ضيق وأقع في فخ الانفعال، ولا في تفاصيل المشهد السوري، ما يحدث اليوم هو ثورة عربية حقيقية لأن الشعب مل من العبودية بكل أشكالها وأخذ قسطه الكافي من الذل والإهانة والفقر والجهل، ربما شرارة الثورة أتت متأخرة لكنها هنا الآن وهي واقعية جداً وليس المهم من ركب الثورة أو ابتعد عنها أو أعطاها بعد المؤامرة"، ويضيف زرقان: " المهم أنها حقيقة وستصل لمبتغاها لأنها جاءت من واقع مُر وأكثر من قاس ولم يفتعلها أحد سوى ظلم السلطات وقهرهم لهذا الشعب الذي عانى ما عاناه حتى منذ فترة طويلة أيام الحكم العثماني وإلى هذه اللحظة".
الفنان والدور الاجتماعي

اذا ما تحدثنا عن دور الفنان والمثقف في الأحداث الكبرى هل يكمن دوره في التواجد في الشارع بين الناس أم في محراب فنه ؟ يرى زرقان بأن المرتبط بالإبداع لا يهمه مكان الحدث، أو القرب والبعد ، فبإمكان الفنان أن يتواصل مع الثورة بطرق عديدة أهمها علاقته الصادقة وتأثره ومواكبته للحدث، وكثير من المبدعين هم خارج الحدث وقدموا إبداعات تساوي في ذائقتها من هم متواجدون بمكان الحدث.

وعن اعلان موقفه من الثورة يقول زرقان: " لم أتأخر أبداً كان موقفي واضحاً منذ البداية، منذ أن ألغيت حفلتي بدعوة من الهيئة العامة للتلفزيون في الأوبرا في دمشق، التي كانت من المفروض أن تكون في 17 آذار 2011 ، ونشرت جريدة الحياة هذا الخبر وقتها وبعدها بقليل قدمت أغنية دندنة دمشقية".
لا حل إلا النصر
وعن تغيير نظام الحكم في سوريا وانعكاسه على الحياة القومية السورية يضيف زرقان أن سوريا بلد متعدد ومتنوع بدياناته وقومياته ولكل الحق في العيش تحت هويته السورية.
ومع اصراره لمواصلة الثورة حتى تحقيق هدفها، وبرغم المزاعم الرسمية بتنفيذ خطط اصلاح سياسي وتخوف البعض من ويلات التدخل الخارجي يجد زرقان أن لغة الإصلاح تأخرت ولم تعد تنفع في ظل الموت المستمر الذي يعيشه الشعب يومياً، ويضيف زرقان: " لا أعرف حلا آخر, وأيضاً لست مع التدخل الخارجي وأتمنى أن لا نصل للمجهول الذي تنطوي فيه كل السيناريوهات المقلقة".
سيرة ابداعية
ولد في دمشق، حي باب السلام ،في بيئة غنية بالموروث الإيقاعي الصوفي مثل الذكر والحضرة.
علاقته مع الفن بدأت في المدرسة ثم تبلورت بشكل أوسع في الثانوية وبعدما لَحِق بمساعدة أخوه مأمون بفرقة المختبر المسرحي كممثل ومغن وملحن للمرة الأولى لأغاني المسرحية في العمل المسرحي لكع بن لكع عام ١٩٨٢ للكاتب الفلسطيني إميل حبيبي من إخراج وليد قوتلي.
أغنت هذه التجربة بحثه عن العلاقة بين (اللحن / الكلمة / الدراما) ودفعته إلى البحث عن ماهية الكلمة خارج المسرح حيث كانت محطته الأولى في فضاء الأغنية الملتزمة، التي وجد من خلالها متنفسا لأفكاره خاصة أن القضية الفلسطينية ما زالت في بريقها الأول آنذاك، على نمط أغاني الشيخ إمام، وملحنا ومغنيا لشعراء مثل محمود درويش وغيره.
وتبلور ذلك أكثر في عمله مع أحمد فؤاد نجم بُعيد انفصاله عن الشيخ إمام الذي ساعد بشار زرقان على الانفتاح بشكل أكبر على موروث الموسيقى المصرية من أدوار ومسرحيات السيد درويش والاطلاع بشكل واف على الفترة الذهبية لأعلام الغناء والموسيقى بداية القرن التاسع عشر، اشتغل بشار مع أحمد فؤاد نجم كملحن ومغن لقصائده لسنوات عديدة، متأثرا بجدية الكلمة الحاضرة في الخطاب السياسي الساخر حيث كانت منفذاً لتعبيرية موسيقاه في ذلك الزمن، والروح الوطنية العالية التي أججتها قضية فلسطين، حيث أقاموا عدة حفلات في دول عربية وأجنبية، وأثمر هذا التعاون عن إصدار ألبوم (في البال) مع أخيه (أيمن زرقان) عام ١٩٨٦، توقف بشار عن أداء وغناء الموسيقى السياسية بعد أن وصل هذا النوع في داخله إلى مرحلة عقيمة من التكرار والنمطية وأحادية الجانب، واتجه في منتصف التسعينيات إلى أجواء الموسيقى الروحية من خلال قصائد لمتصوفة كبار كانت فاتحة لطريق خاص في الغناء شكله فيما بعد، سافر إلى باريس عام (١٩٩٢) وأتاحت له الظروف أن يقرأ نفسه هناك ودعّم تجربته باستاجات لمسرح الصوت والأداء الموسيقي (Theatre Vocal) في ستديو بيغماليون باحثا عن شغفه الأساسي ألا وهو العلاقة بين اللحن والكلمات والإيقاع والحركة، كأدوات لنتاج موسيقيّ حقيقيّ. تتميز أعماله بالجدية، والأصالة والابتعاد عن السائد المألوف، كتلحين جدارية محمود درويش
أسس في 20/6/2006 دارة الفنون لتكون أول فضاء ثقافي سوري مستقل، يصير ملتقى لحوار المبدعين في مختلف حقول الإبداع، من خلال إقامة ورشات عمل في الموسيقى والمسرح والرقص والكتابة. افتتحها في حفل خاص الشاعر محمود درويش، بمشاركة الراقصة التعبيرية الهندية مارينا كيران.
ويعتمد أسلوب بشار زرقان على مضمون النص الداخلي، وإيقاع الكلمة ذاتها داخل الشعر، بهذه الطريقة يتولد ألحان أغانيه من القصيدة نفسها، وتتوحد داخل الأغنية الموسيقى مع الكلمات في بنية عضوية واحدة. طيف الأشعار التي يلحنها لديه يمر عبر كل الثقافة العربية مرورا برابعة العدويةـ الحلاج، ابن الفارض حتى المعاصرين مثل محمود درويش وطاهر رياض، ما يجمع كل هؤلاء هو العمق والأصالة، الرمزية والتعبيرية العالية لمضمون وجودية الإنسان كفرد في هذه الحياة، التي تبحث عنها ألحان أغانيه، بنية قالب أغانيه غالبا ما تكون حرة، غير مقيدة بتقاليد (المذهب والكوبليه)، توزيع موسيقاه متنوع حسب كل أغنية منها ما هو مكتف بصوت وإيقاع، ومنها ما يمتد خارج التخت الشرقي، مضيفا آلات غربية مثل الكلارينيت والبيانو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل يوم - لقاء في الفن والثقافة والمجتمع مع الكاتب والمنتج د/


.. الفنان أحمد سلامة: الفنان أشرف عبد الغفور لم يرحل ولكنه باقي




.. إيهاب فهمي: الفنان أشرف عبد الغفور رمز من رموز الفن المصري و


.. كل يوم - د. مدحت العدل يوجه رسالة لـ محمد رمضان.. أين أنت من




.. كل يوم - الناقد الرياضي عصام شلتوت لـ خالد أبو بكر: مجلس إدا