الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


100 عام على يوم المرأة العالمي؟

خديجة صفوت

2012 / 3 / 3
حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات


مع هيمنة الرأسمالية المالية وتقوض المشروع الاشتراكي كرس الغرب و امتدادته بوكالة منظمات غير حكومية معتبرة تتعين على توليفة من عيد الام و عيد الحب: عيد القديس فالانتاين Valantine Day للتعبير عن يوم المرأة و قد مييز يوم المرأة ضد الرجل و الصبى. ذلك ان مشروع النسوية الغربية المغالية-النسووقراط Feminocracy-لم ينفك ان بات مكونا محوريا لاقتصاد السوق الحر فالعولمة متمثلة فيما يسمى نموذج التنمية الامريكي The American Model of Development واعرفه موضوعيا ب"الطغيان الامريكى الاقتصادي Economic Tyranny , و يعيد الاخير تشكيل المجتمع بفرض اقتصاد السوق الحر و السياسات الخارجية و المحلية و تقليص اعادة التوزيع وخقض الاجور لحساب الربح و رفع الدعم عن الخدمات العامة والسلع التموينية و خصخصة القطاع العام لحساب القطاع الخاص و تنظيم الانتاج و علاقات الانتاج و الاسرة وتمكين المرأة خصما على المراة الحقيقية و الرجل و الطفل و العلاقة بين الجنسين وعلاقة الاباء و الابناء و الفرد و الحكومة وطبيعة الدولة و الحكومة و شرائح السلطة و الجيش الى قوات الامن و الشرطة و نشر قوات مواجهة الشغب حماية السلام العالمي.
وكان يوم المرأة العالمى قد نشأ اثر اقتراح من المناضلة الالمانية كلارا زيتكين ابان مؤتمر الاممية الثانية للمرأة فى 1910 بيوم عالمى للمرأة دون ان يعين ساعتها له تاريخ. و لم تلبث حركة المراة العاملة ان نظمت يوما عالميا للمرأة بالمانيا فى 19 مارس 1911 في مواجهة التصنيع المتسارع و اثره على العائلة و المرأة و الرجل و لالقاء الضوء على كفاح المرأة واسهاماتها الكبيرة في القضايا الاجتماعية و الاشتراكية.
و مع هيمنة الرأسمالية المالية فقد ترك النموذج الامريكي رسم و تنفيد تعاليم يوم المرأة العالمي الاجتماعية الثقافية للاعلام و النخب. ومن اهم الاخيرة النسووقراطية التى ترفع و تعلى و تشتهر فتغدو انموذجا للمرأة وتملأ الدنيا مواصفات رأسمالية ما بعد صناعية تشارف الشريعة للعلاقة بين الجنسين و بين المرأة و الطفل و حق المرأة على جسدها خصما على الطفل و الرجل و الاسرة. و لا يسعنى سوى التساؤل-و قد عاصرت النسووقراطية-منذ نشأتها فى الغرب هل قرأ احدكم كتابا او بحثا للنسووقراطية-عن الطقل ابدا؟ طبعا تلاك تعاليم تحرض المراة على الاجهاض و حقها على جسدها او-و الحصول على طفل-وكأنه من حق اى كان ان يحصل على طفل هكذا من شبكة المعلومات كما من فوق رف السوبرماركيت-فيما تسوغ الصناعات الكيماوية استعمال الاجنة المجهضة فى المساحيق لاثرياء النساء و النجوم.
فان كفل القانون و المواثيق الدولية تمكين المرأة و ثابر الاعلام الملحاح على صورة المرأة العلمانية ما بعد الحداثية و كرست علاقات العمل الرخيص فى سوق عمل رخيص لا مدرب لا مسيسس لا منظم طييع خصما على عمل الرجل-فان النسووقراطية حرية بان يناط بها خلق مناخ موات لاقتصاد السوق بغواية المرأة للخروج للعمل تحت راية استقلالها اقتصاديا فتحريرها من مؤسسة الزواج و الاسرة. فالاخيرة اقطاعوبرجوازية. و قياسا ينتشر أنموذج المرأة الكارهة للرجال و الاطفال و الاستعرار من الانوثة لتغدو النسووقراط آلية مبرمجة ل:
- العصف بالحركات المطلبية و المهنية و المجتمع المدني مما تعاصر و حركات التحرر والاستقلال.
-تكريس المعايير الاجتماعية للحياة غير العادية وارساء قواعد الموضة الثقافية و التنظيمية و الرمزية جميعا.
ولعل حاصل جمع ذلك يجعل النسووقراط ظاهرة عنيدة. فالظاهرة الاقتصادية الاجتماعية لا تظهر من فراغ و تختفى هكذا دون ان تخلف رواسبا مما يأخذ زمنا و تتساوق وظواهر تنشأ و تختفي بدورها. و كانت النسووقراطية قد تساوقت مع ظواهر او تساوق ذبولها البطئ جدا و ذبول ظواهر و نشوء طواهر جديدة ومن اهم الاخيرة ظواهر ماثلة كالازمة المالية اللا اقتصادية الكارثية منذ 2008 و تباعا و اندلاع ثورات شعبية فى المجتمعات العربية و الاسلامية منذ نهاية 2010 و تباعا. و ازعم ان تلك الثورات-التى لم يكن حتى من بقي قابضا على دينه كالقابض على الجمر و قد انفق العمر كله فى هدهة العشم-يتصوره متحققا و لو في اكثر احلامه جنونا-ان تلك الثورات كانت حرية بان تغيير الواقع و تبعث الامل مجددا 180 درجة فلعلها وهى التى لا تلتفت لعقيدة أو لطائفة أو لنوع أو لاثنية او فوارق طبقية لعلها تؤلف ضربة قاضية للنموذج الامريكى للتنمية و ربما للعولمة و للنسووقراط جميعا فتغدو معولا قد يذهب بالحرب بين الجنسين لحساب عدالة انسانية رجالا و نساءا و اطفال بلا انتقاء و لو بعد عمر طويل.
وحيث تعاني الفيمينية الغربية المغالية افولا ملحوظا فى المحاور و المجتمعات الغنية الا انها ما تبرح شائعة بين بعض المجتمعات المفقرة و المجتمعات الملحقة كتايوان و تلك التي خرجت لتوها من الاختناقات الاجتماعية كالصين. فمن تجربة فى الصين منذ عامين بمؤتمر بشانغهاي كان تنميط المرأة الحديثة او ما بعد الحداثية و كانها كائنات معدلة جينيا تشبه واحدتها الاخرى كما الخيار فوق ارفف السوبرماركيت شائعا بصورة مدهشة فى المدن بالطبع. و لا يعنى مناهضة بعض ملامح النسووقراط فى العلاقة بين المرأة و الرجل و حق الاجهاض و غيره مناهضة للنسوية الغربية المغالية باطلاق. فالتفرقة الاقتصادية او القانونية او الاجتماعية او السياسية بين الرجل و المرأة حقيقة ماثلة فى معظم المجتمعات. والى ذلك فقد بدأ التفكير في يوم الرجل العالمي كرد فعل على صورة الرجل والصبي النمطية السالبة التى كرستها النسووقراط منذ الستينات. قد نظم الرجال انفسهم لاول مرة فى ترينيداد و توبيجو ثم في 1991 و 1994 ليستقر الاحتفال بيوم الرجل و الصبي العالمي في 19 نوفمبر 1998 فى كافة المجتمعات الا ما خلا البلاد العربية والاسلامية. و قامت تباعا حركات الرجال و الاباء على الخصوص مثل "العدالة للاباء" او حركة الانصاف للاباء بقيادة ماثيو اوكونور و منظمة "الاطفال يحتاجون اباء و منظمة "تشارك الابوة Parenting Partnership" و مؤسسة الزواج و العائلة تحتاج اباء ايضا "
انتقائية خطاب النسووقراط و تحزبها ضد الرجل
تتهم النسوقراط الرجل بانه يسقط تحذبه الجنسانوي sexist bias عليها حين يصفها وحين يحللها كفرويد بشأن ما اسماه هيستيريا المرأة و او يصف لها عقاقير لسن القطوع Menopause وتخصها المؤسسات الطبية و الكيماوية بسن اليأس دون الرجل. يفرض الرجل عليها قوام و ملامح يكرسها مصممو الازياء و صناعة المساحيق و جراحة التجميل ومعظمها رجالية وتتافس النسووقراط و بعض تنويعات الاسلام السياسي على استقطاب الاغلبيات المفقرة من النساء. فيغوى الاسلام السياسى بالمقابل المرأة المفقرة او نساء الطبقات الدنيا بالحجاب. و حيث تلجأ النسووقراط الى تصغير اعمارهن و تبييض بشرتهن و الى جراحة التجميل و السيليكون تلجأ بعض المفقرات ممن لا طاقة لهن على الموضة و الكوافير الى التحجب. و ازعم ان استمثال النسووقراط بالانخراط فى الموضة المدمرة اقتصاديا و صحيا و رد الفعل عليهن بالحجاب قد يكون تعبير عن تمايز طبقى فى بعض المجتمعات المسلمة. ذلك ان النسووقراط و معظمهن شابات بيضاوات من الطبقات الوسيطة و المتوسطة تسقطن تحذباتهن العمرية و العرقية و الطبقية على كافة النساء فى كل مكان و تتحدثن باسم و تمثل جميع النساء فتستقطب زعامات النسووقراط وهن من الطبقات الوسيطة و العليا النساء بين موسرات و مفقرات. و فيما يفزغ الاسلام السياسي من تحديد النسل تغوى النسووقراط المفقرات بتحديد النسل و بالنزوع الى الاستقلال الاقتصادي المخادع قتحرضن المرأة على نفسها و على طبيعتها لتنكر بعض الغاويات من النسووقراط -و ما افظعهن-لانوثتهن والذراية بالزواج و بالامومة. و قياسا فان يواجه الرجل بعداوة النسووقراطية فان تلك العداو حرية بان تخصى بعض الرجال و تغربهم فيبعدهم عن الحياة العائلية السوية.
و فيما راح خطاب زعامات النسووقراط يجف و ينضب معين اجندتهن فقد تبور النسووراطية و لو قليلا بمواجهة الحركات الشعبية الانسانية. و قياسا فان تنتج النساء فى المجتمعات المفقرة خاصة اكثر من نصف الغذاء فى العالم و تعيد انتاج المجتمع ديموغرافيا وتؤلف اكثر من نصف سكان العالم الا انهن لا تحصلن فى افضل الحالات على نسبة تذكر من ثروات العالم. و لا تعد النساء من افقر الفئات فى المجتمعات المفقرة وحدها. ذلك ان اجر المرأة يبقي- بعد نصف قرن من الفيمنية الغربية- يقل فى بريطانيا مثلا عن اجر الرجل ب 17%. و لا تتعرض المرأة للعنف بانواعه فى المجتمعات المفقرة وحدها و انما تتعرض من 15% الى 20% من الامريكيات للاغصاب اكثر من مرة فى حياتهن . و قد تستهدف النسووقراطيات لوحدة طويلة وراء مستقيلهن البروجوازي-ان كن محظوظات-او يقضين بقية عمر موحش طويل قد لا يطويه سوى الموت الرحيم او-و سوء المعاملة فى بيت العجزة.
و ختاما يبقى العشم- رغم النكسة التى تبدو انها حاقت بما يسمى ربيع العرب- ان تنتصر الشعوب و الاحرار و الشرفاء فى كل مكان فيشعلون الصراع الطبقى و كانت الحرب بين الجنسين قد استبقته طويلا؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مها أبو رسلان شقيقة شاب توفي تحت التعذيب


.. معرض --We Can صوت الأطفال النازحين من قطاع غزة




.. معلمات السويداء تشاركن في الصفوف الأولى للاحتجاجات


.. المحتجة إلهام ريدان




.. المعلمة المتقاعدة عفاف أبو إسماعيل