الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاذيب 2 : ( العزف على وتري : الأمن والإنتاج )

حسين عبد المعبود

2012 / 3 / 3
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


أكاذيب 2 : ( العزف على وتري : الأمن والإنتاج )
منذ أن اعتلى عرش الوزارة دولة رئيس الوزراء د / كمال الجنزوري وهو دائم الحديث عن الأمن والإنتاج ، إذ أن الإنتاج والاستثمارات والسياحة كلها مرهونة بعودة الأمن للشارع المصري ، وهي أمور لا يختلف عليها اثنان ، شرط أن يكون هناك خطوات جادة ، وشرط أن يتم الاستعانة برجال غير رجال مبارك ، أما أن يقتصر الأمر على نفس الرجال بصحبة بروبجندا إعلامية فهذا ما نرفضه ، فرغم تحفظنا على اختياره لأنه من سلة مبارك : فقد عمل مع مبارك محافظا ثم وزيرا ثم رئيسا لوزارة ضمت العادلي وزيرا للداخلية ، وصفوت الشريف وزيرا للإعلام ، ويجب ألا ننسى أنه صاحب مشروع توشكي الذي طويت صفحته ولا يجروء أحد من الفلول حتى لو كان وزيرا أو عضوا بالمجلس العسكري أن يفتحها ، ولا ننسى أرض الوليد بن طلال .
سيقول البعض : أنه لا يعيبه أنه عمل مع مبارك ، فليس كل من عمل مع مبارك منحرفا ، وهناك من الشرفاء الذين عملوا مع مبارك ، ونحن نعلم ذلك جيدا ، إلا أن الشرف وحده لا يكفي ، فقد تكون شريفا ولكنك لا تصلح لتولي منصبا سياسيا أو تنفيذيا ، أنت لم تسرق ولم تظلم ولم تكذب ، لكنك تركت غيرك يسرق ويظلم ويكذب ولم يكن لك موقفا ، فأنت لا تصلح لتولي الوزارة لأنك لم تستطع أن تدافع عن هويتك فكيف تدافع عن هوية الوطن ومصالحه ؟
ويكفي انه لم يفطن لمقولة المجلس العسكري : ( أن د / الجنزوري رئيس وزراء بصلاحيات رئيس الجمهورية ) وهي كلمة حق يراد بها باطل ، فهي تمجد العسكر وتبرئهم من كل خطإ ويصبح هو المسئول عن كل الأخطاء وكل التجاوزات، فهو رئيس الوزراء الذي اقتنع بكلام العسكر و ردد بنفسه وعن نفسه : ( أنه رئيس وزراء بصلاحيات رئيس الجمهورية ) وقد أثبتت الأحداث عكس ذلك تماما ، فلا هو رئيس جمهورية ، ولا هو رئيس فعلي للوزراء ، وإلا لسارت الأحداث على نحو أخر أو تمت محاكمته على ما حدث من بلطجة ، واعتداءات بلغت مداها في مجزرة استاد بور سعيد .
قد يقول البعض دعنا من الماضي ولننظر إلى الحاضر فالأمر أصبح واقعا والرجل يعمل ليل نهار ليعود الأمن وهو الطريق إلى زيادة الإنتاج ، ولنتأمل في الوضع بروية وحيادية دون التحيز أو الانسياق وراء كلمات الإعلام الجوفاء الخالية من المضمون ، ولا واقع ملموس لها في حياتنا ، فهل عاد الأمن فعلا ؟
لا لم يعد الأمن إلى الآن وحتى كتابة هذه السطور ، إلا من خلال بروبجندا إعلامية تبث علينا بعض الصور لطلقات نارية ، وأخرى لبعض الأسلحة التي تم ضبطها ، وأخبار عن القبض على الأشقياء والخارجين على القانون في محاولة لإيهام الرأي العام أن الأمن قد تحقق ، وأن مناخ الاستقرار بدأ يسود ، وما هي إلا أكاذيب وإلا ما حدث ويحدث من انتهاكات وتعديات وبلطجة وقطع طرق ، ومن المسئول عن ذلك ؟ أليس هو وحكومته ؟ والحقيقة أن كل ما حدث ويحدث من انفلات أراه مقصودا بسبب إهمال وتقصير و تواطوء المجلس العسكري مع الفلول وحمايتهم ، لا حماية الثوار كما يدعون .
أي أمن بعد أحداث مجزرة استاد بور سعيد الذي لا يشك أحد أنها إرهاب للثوار ، وتأديب لألتراس الأهلي الذي شارك الثوار وكانت له وقفات رائعة في : موقعة الجمل ، وفي أحداث محمد محمود و مجلس الوزراء ، فماذا فعل الجنزوري ؟ وماذا فعلت الحكومة ؟ وماذا فعل المجلس العسكري ؟ لا نعلم شيئا إلا أن قضية شهداء استاد بور سعيد قد دخلت الثلاجة بجوار قضايا : ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء .
أي أمن بعد التعدي على د / عبد المنعم أبو الفتوح وسرقة سيارته !! أي أمن بعد احتجاز السيد / عمرو موسى بمدينة الزقازيق وهما مرشحان محتملان لرئاسة الجمهورية !! أي أمن في بلد يهان فيه أعضاء مجلس الشعب بالضرب والاعتداء آخرها الاعتداء على عضو مجلس الشعب عن دائرة السادات !! وكل هذه الأحداث تمت في عهد الجنزوري الذي تحول الأمن في عهده إلى كلمات رنانة ، وجمل طنانة ، وبروبوجندا إعلامية تتحدث عن جهود رجال الشرطة والحال كما هو عليه ، لا أمن ، ولا أمان إلا في الإعلام فقط .
وأي إنتاج ودولة رئيس الوزراء بنفسه لا يريد استرداد أملاك الدولة المنهوبة بحجة التفاهم واسترداد الدولة لفرق السعر ، وقت ارتكاب الجرم ، أي منذ ما يقرب من 20 سنة ، ولك أن تتخيل السعر وقتئذ ، ولماذا لم يفعل ما فعله من قبله في قضية مدينتي ؟ أيكون السبب أن بعض الجرائم قد تمت وقت أن كان رئيسا للوزراء .
أي إنتاج ولم يتم تطهير الشرطة من الفلول التي لا تريد أن يكون هناك أمن ولا أمان ليظل الانفلات موجودا ، فلا هي مختفية فنبحث عن البديل ، أو نعتمد على اللجان الشعبية التي حمت البلاد ، وحافظت على الأمن ، فلم نشعر بغياب أمني ، ولم يحدث وقتها حادثة واحدة ، ولا هي موجودة وجودا فعليا يحقق الأمن المطلوب لتشجيع السياحة والاستثمار.
أي إنتاج ومازال الفلول على الرأس في كل المواقع والشركات والمصانع والمؤسسات والدواوين .
لن يتحقق الأمن ، ولن يكون هناك إنتاج إلا إذا تم التطهير لكل المؤسسات ، فكيف يتحقق الأمن ، ويكون هناك إنتاج بنفس رجال النظام السابق الذين هم سبب الانفلات،و لا يهمهم أمن ، ولا يهمهم إنتاج ؟ وكل همهم السلب والنهب ، وتجريف العقول ، كما أنهم كفاءات محدودة ولا يجيدون إلا الطبل والزمر فقط لتمرير عملية التوريث .
فلا أمن ، ولا أمان ، ولا إنتاج إلا بعد رحيل رجال مبارك ، والاستعانة برجال أخرين أحبوا الوطن بكرامة غير الذين باعوا الوطن وباعوا الكرامة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماكرون يستعرض رؤية فرنسا لأوروبا -القوة- قبيل الانتخابات الأ


.. تصعيد غير مسبوق على الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية مع تزايد




.. ذا غارديان.. حشد القوات الإسرائيلية ونصب خيام الإيواء يشير إ


.. الأردن.. حقوقيون يطالبون بالإفراج عن موقوفين شاركوا في احتجا




.. القناة 12 الإسرائيلية: الاتفاق على صفقة جديدة مع حماس قد يؤد