الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محل للاعراب

عائشة جرو

2012 / 3 / 5
الادب والفن


تشظى جسد امرأة محشوة على الشرفة المجاورة . سمع دوي ارتطام عمرها ، وتناثرت أوراق الخمسين ربيعا. ارتجت روحها على صخر نحاسي . .تطايرت غيوم..وابتل سريرها المحتل...بدم انتشى هو لرائحته. تجمعوا حول جثتها المدرجة بالسؤال، تنزف روحها الحب ، حدقوا طويلا في جرحها العتيق التفتق:"عجوز حمقاء قتلها جسدها". أمراة ماتت قبل ذلك مذ لم يعد إغراؤها المموه، يصيب أي أحد بالدهشة..انسحقت قبل أن تنفجر قطع غيارمن السلكون والبوطكس . وهما منها أن الحب و قف على ذلك. .ولم يعد يجدي معه هو من منحته مشمش ايامها الطرية، لا العراء ولا تخفي، بحثت عنها فيه،فلم تجد غيره صهيل لايكل الركوب . صدرها صهوته قبل ان يزيح عنه ضفائرها الطفلية. ما يتوقعونه منا نحن النسوة هو قدرتنا أن نكون طاهيات ماهرات ...وأسرة لاصطياف، مغامراتهم المجهولة..." هو كل ما أملت عليها والدتها وصاياها ، وهي المعجونة من نفس الخلطة.
لتنفيذها،بندا بندا وحرفا حرفا ، تماهت معه ساديا صباحا . كانت كل منافذ الحي تسمع انه يلقنها ، مالم يأت في وصايا أمها التاريخية... التي تركتها والحي في نحيبها . وماجو شيا ليلا يستجديها راسما كل تفاصيلها متأوها تحت سياط شهوة جسدها الفوار وينفيها هي الى أصقاع نهر ، لا يتقن الإفصاح عنه ولا نهاية لما يجيش به حلمها . أرادت أن تثأر لنرجسها المراق جراحا ، على وسادة أيامها الحافلة بألوان النسيان . والجحود والنكران...أرادت أن تشتري لجسدها التي رهلته التسعة أشهر من المخاض المتتالي..والنهد الذى أغواه وأغماه..الرضاع الذي ما تذكر رضابه ، حليبه . وان سمى كل هذا باسمه, أرادت أن تشتري أنوثة بمقاس فحولته الموهومة . حوله العاطفي ،

الذي استحملت تقلباته سمينة أرادها.يوما..رشيقة .ذات زمن . منساقة وراء استيهاماته...نهداها يريدهما نافرين على شاكلة تلك الممثلة ، وأن كانا اصطناعيين مزورين، شعرها مثل مذيعة الأخبار. وأن كان باروكة تطل من قناة "لها مصداقية وازنة "وخلفية لا يختلف حولها رجلان متمرسان...في كل شيء...مؤخرتها "أمة كاملة مأساتها المؤخرة" كان يعلق أحيانا على نشرة إخبارية. ، يريدها بحرقة ولهفة وهو في استغفاره الدائم. مثل المطربة التي تأكل من عرق مؤخرتها...... "اشترط عليها المشغل أن تملاها"،اخبرها يوما وهو يحدثها عن الاستغلال. والعنف حين أرادت الاشتغال. كل تفاصيلها عليها أن تشبه هذه وتلك وألا تتشابه وألا تشبهها يدها الغريبة عنها...وإحساسها المحشو بغربة ساقيها... روحها لوحة سريالية .هو المرتعش الخائف مرار من ضموره أمامها،حين لم يعد يهطل كأيامه السابقات حينما لم يعد الخيط الأسود يتبين من خطوطه البيضاء اللزجة الاخرى،وانتابته فوبيا منها هي التي أصبحت محمومة أكثر وباحت له ذات سرير,انها تريد...وخنق جيدها صارخا : أخرجي كل الرجال المخبئين...عاهرات ...غاويات...نجسات يكمن الشيطان في تفاصيلكن...بل أنتن الشيطان...كيدكن عظيم، تضج بكن جهنم .لم تكذب السماء...وإذا كذب
أبي...وزوجتيه. فلن تكذب أمي...وجاء بكل العرافين قالو جسدها مسكون يهود ا و نصارى "يالطيف والعياذ بالله من الأجساد النجسة ...كلها تقطن جسد امرأتي..وأنا أعاشرهم جميعا...تشاور مع رجال ونساء...فجاء الشيخ كوى كل منافذ الغواية...واستدعى امرأة من عمق الأساطير...قالت متهجمة صارخة "ويحكم كيف تتركونها دون ختان اللعنة كل اللعنة من هذا البظر اذبحوه...ابتروه حتى لا تطلب شياطينها منكم المزيد.ضرب الشيخ الجسد المسكون...لم يثنيه أنين..ولا عويل تحت ثقل جسده المبخر الممسك ولحيته العفنة بالخضاب الأحمر . قبل انتحاراشواقها من علو أعماقها الشاهقة الانتظار، كان يضع كل ليلة تحت لسانه حبة زرقاء...ويصرخ نشاز أنت بين
الصغيرات الطريات يطربنني ...يا عجوز،جلد ورداتها ،فالورد فاتن يثير الشهوات. احترقت وأعدمت جسدها تحت السواد وخرجت الى الشارع بدون وجه. مفصولة عن ملامحها ، مفصولة عن رأسها ، بعيدة عن عينيها ،خرق أجدر بالاحترام من سريان النقاء في روحها . بلا أنوثة يراها ...لانه اليوم غير قابل للاشتعال... ولم يوقظ فيها قط جمرة ظلت ملتهبة تحت الرماد.احترقت وغصت بالحرقة ...لكنه اليوم يلعق بريقه الأزرق وأخوات الحبة تحت لسانه لا تقو على الانتصاب رحيق طفلة، قادمة من عنف عمق البؤس. أهداها إياه على باب المحكمة قاض ورجل يائس. تلعق هي جراحها، كما لعقتها دائما. لم تجد محلا للإعراب يأوي ورود الروح الطازجة الجراح الفائرة دماؤها تواقة الى جسد متفتق من شرنقة الانعتاق يضمها الى صبر الحرية. يمكنها أن تحب رجلا دون أن تذل نفسها.انتحرت نيابة عن روحها وجسدها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف


.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي




.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال


.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81




.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد