الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأوطان تحترق-3- فمن يطفئ نيرانها؟

فيفا صندي

2012 / 3 / 6
مواضيع وابحاث سياسية


بعد العرض الفائت عن أسباب اندلاع الحريق في العقل العربي الذي أتت ألسنة لهيبه على الثورات العربية التي اتخذت أشكال عدة من الديكتاتوريات الدينية أو العسكرية وأخيرا بلا هوية أو يمكن أدراجها تحت قاسم مشترك باسم الديكتاتوريات العسكرية / الدينية.
وهذا يفرض تساؤل واقعي نكرره وسوف يتكرر عبر الغد القادم إن لم ندرك خطورة طرح التساؤل..

ونتساءل مرة أخرى.. لماذا نخفق كلما قمنا.....؟

مشاكلنا العربية متشعبة ومتداخلة فيما بينها، ونجاح مرحلة التحول والمخاض نحو مجتمعات الحرية والديمقراطية يجيئ بهدم اركان ومواطن الخلل السالفة الذكر. وبما أننا لا نملك العصا السحرية حتى نحلها كاملة وكل حسب رؤيته ومعتقده، لكن على الأقل دعونا نتفق على سطحية ثابتة نحاول الانطلاق والبدء منها.. والانطلاقة تكون من المؤسسات من جهة ومن الأفراد من جهة أخرى.

وأي مجتمع يمتلك مؤسسات دستورية وقانونية وحقوقية، ويمتلك أفراد متعلمون / واعون بحقوقهم وواجباتهم، ومناضلون من أجل تفعيل المؤسسات لما يخدم مصالح الوطن والشعب. وحين يتحقق هذا فسوف نستطيع الحديث عن دولة متوازنة وتخطو نحو الديمقراطية والتقدم.

لكن ما نعيشه اليوم في أغلب دولنا العربية هو افتقاد المؤسسات وضعفها وانصياعها الكامل أمام مصالح الحكام، مع جهل الشعوب وتطرفها، فالشعوب العربية أما مع الحكام تابعة له كقطيع، أو ضده منقلبة عليه كـ أشر الأعداء.
نحن لا نملك بوصلة نحدد من خلالها أهدافنا ونضع إستراتيجية واضحة تتفق عليها جميع مكونات المجتمع، نمشي عليها إلى أن نحقق ما نصبوا إليه بصبر وعقل وعمل وعدل.
لذلك نحن بحاجة إلى دولة قانون أساسها العدل تضمن الحق وتضرب بالحق وتحاسب بالحق ويصعد فيها الجميع لسدنة الحكم والإدارة بالحق.

وجب أن نتوافق جميعا على إرادة واحدة، وهدف واحد حتى نبدأ العمل جميعا بيد واحدة.. واضعون قضية الفرد مع الجماعة في التنمية.. مؤمنون بأن تغيير الأمة يبدأ بالفرد الذي يؤثر في المجموع في علاقة مشتركة، شراكة الفرد في انخراطه بالعمل وسط المجموع.


كارثة أخرى.. يتعرض لها ابداع العمل حين تبدأ المنافسة غير الشريفة والحقد الشخصي بين الزملاء.
نعم، هي كارثة فعلا، المنافسة غير الشريفة والتقليل من شأن زميل العمل إن تميز أو نجح في شيء ما. وهنا وجب من أجل حب الوطن والغيرة عليه أن نتخلص من أعداء النجاح والحد من الحقد على المتفوقين / العاقلين.

يجب أن نطهر الأرواح، بمعنى التكافؤ وأحقية العمل. أما الكم المهمل فيترك مكانه لكيف المنتج. وليس بالضرورة أن نكون كلنا أصحاب الياقات البيضاء، هناك عقول مفكرة، وهناك أيادي عاملة وأخرى زارعة وأخرى حرفية.. الكل ينتج داخل قدراته العقلية والمهنية.
وللوصل إلى هذا نحن بحاجة الى "قرار الإصلاحي" يأتي من فوق ويوجه الرأي العام نحوه، بهدف الاصلاح العام... مع غرس القيم داخل الفرد بداية من البيت والمسجد والكنيسة ، الخ..
هي منظومة دائرة / متكاملة، الكل يغذي الكل في الحركة.

هي العزيمة والإصرار بداية من الفرد والمجتمع. الكل يتحمل نصيبه من المسئولية نحو نهضتنا.

أيا كان المشكل فأن الإخلاص بالعمل هو منقذنا.. عمل حقيقي ومنتج وهداف وليس مضيعة وقت أو مجرد أكل عيش وراتب أخر الشهر.. فقد رأيت ان العمل المخلص في كل ما قرأت وما رأيت من تجارب أمم متحضرة هو الهدف الأول والأخير للنهضة والارتقاء.. محافظون جميعا على ديمومة الفكر الراقي والمتحضر.. مشاركون جميعا بالكلمة والرأي والهدف مهما اختلفنا في الدروب، وهذا كله بغاية واحدة وهي نهضة بلادنا.

كلها أفكار كبيرة وعميقة في محتواها.. بل وربما هي السبيل إلى خلاص الأمة.. لكن تطبيقها هو الذي لا يزال تعجيزيا.

فمشكلتنا ليست في طرح الأفكار، إنما في تفعيلها كي ترى النور قبل أن تموت وهي لا تزال مجرد نظريات.

الأوطان تحترق ولن يطفئ نيرانها إلا ماء التنوير العقلي وتفعيل الفكر المنطقي والعلمي حول كيفية طرق توصيل خراطيم / شرايين الماء / الحياة لإخماد حرائق أوطاننا.!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لا غبار على كلامك
سامي بن بلعيد ( 2012 / 3 / 7 - 01:41 )
الأوطان تحترق ولن يطفئ نيرانها إلا ماء التنوير العقلي وتفعيل الفكر المنطقي والعلمي حول كيفية طرق توصيل خراطيم / شرايين الماء / الحياة لإخماد حرائق أوطاننا.!


انا اقتبست ما رأيته خلاصة من مجموع طرحك
وانا مؤيد قوي لمثل هذا
وبرغم انك تطرحين افكارك ولا تحاورين سأحاول ان التمس منك بعض الحلول
لاننا بحاجة الى نقطة بداية
بالفعل انتي شخصتي مواطن الخلل هل بامكانك طرح المعالجات ؟
ولا بد لنا ان نشير بأن الانسان الفرد هو محور التغيير الاساسي ولا يتغير الواقع إلاّ به ومن خلاله


2 - تفعيل العقل
عباس سامي ( 2012 / 3 / 7 - 06:42 )
اتفق معك بالطرح لكن يجب تفعيل تغريدات العقل العربي بالحداثة والاعتدال والمساواة والحرية والديمقراطية..ووو...


3 - الحروب الامبريالية لا تنتهي الا بالقضاء عليها
علاء الصفار ( 2012 / 3 / 7 - 21:19 )
السيدة فيفا المحترمة
ان الشعوب المتقدمة التي ذكرتيها, و بانها تعمل باخلاص و من اجل الشعب و الوطن. قد حققت انجاز كبير بالثورة البرجوازية التي اجتثت الا قطاع و الافكار المتخلفة, و كذلك عزلت الدين عن الدولة,و حققت النظام البرلماني و كان بنضال شبابها من اجل الحرية و التقدم. لكن هذه الدول التي هي ديمقراطية و اعطت الحرية لشعبها صارت استعمارية و ناهبة لثروات الشعوب كما حصل للجزائر حين استعمرتها فرنسا الديمقراطية, و هكذا في الفيتنام حين حاولت امريكا احتلالها, قتل مئات الالوف. سيدتي لازال الغرب يطمع بالبلدان و يساعد القوى الرجعية لاستلام السلطة ,فمن يحمي النظام السلفي الوهابي البدائي المتخلف في السعودية مثلا. و من يتفاهم مع الامريكان الان في مصر و ليبيا انهم الرجعية السلفية فامريكا لا تريد الشباب الحر و الحديث تفضل الاغبياء حتى تسرق الشعوب انها عقلية الامبرطوريات التي تتآمر من اجل المصالح العليا للامبريالية. و باسم الحرية تسرق الشعوب العربية.الرابطة ادنها يحكي قصتنا!ى
http://www.youtube.com/watch?v=00iUoTgjXLo&feature=endscreen&NR=1

اخر الافلام

.. رئاسيات موريتانيا: ما هي حظوظ الرئيس في الفوز بولاية ثانية؟


.. ليبيا: خطوة إلى الوراء بعد اجتماع تونس الثلاثي المغاربي؟




.. تونس: ما دواعي قرار منع تغطية قضية أمن الدولة؟


.. بيرام الداه اعبيد: ترشّح الغزواني لرئاسيات موريتانيا -ترشّح




.. بعد هدوء استمر لأيام.. الحوثيون يعودون لاستهداف خطوط الملاحة