الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بين النظام والمعارضة.. الشعب هو الضحية

أسامة أبوديكار

2012 / 3 / 7
مواضيع وابحاث سياسية




منذ مؤتمر استانبول الأول ، فأنطاليا ، فبروكسل ، فسميراميس ، فاستانبول الثاني، وصولاً إلى تونس وما يسمى بأصدقاء سورية، وتشققات هنا وتصدعات هناك، حيث الدهشة وخيبة الأمل ما زالتا خبز السوريين على موائدهم وهم يستمعون لبيانات ومقررات و مجالس لا تغني ولا تسمن من جوع. لم يكن هناك من يتوقع أن تكون المعارضة السياسية ـ التي يُفترض بها أن تواكب حركة الشارع السوري ـ بناء مهلهلاً على هذا النحو الكارثي، يُبعد الأمل بانتهاء الأزمة خطوة أخرى إلى الأمام، فيما تراوح النتائج مكانها دون أي تقدم يذكر. معارضة في الداخل وغيرها في الخارج، حيث لم تستطع هذه المعارضات على كثرتها إنجاز هيئة جامعة موحدة تمثل الحراك الشعبي الداخلي، ولم تستطع أن تواكب الشارع السوري الذي يدفع مزيداً من الدم ثمناً لكل يوم إضافي من المهاترات ونظرية حجز الأدوار المستقبلية وتلميع الصور واقتسام الكراسي والاستيلاء على قلوب السوريين، وهو ما يأخذ بعقول كثير من الديوك من نجوم المعارضة السورية الذين آثروا أن يكونوا في معتزلاتهم النظرية بعيداً عن الشارع الغارق في حمامات الدم.
وفي المقابل تقوم السلطة بإصدار قوانين ومراسيم تقول عنها إصلاحية، وآخرها الدستور الذي توجت فيه عملياتها الإصلاحية، ولكنها تسلك الحل الأمني أولاً كطريق لإنجاح الإصلاحات، وعلى المواطن أن ينتظر انتهاء عملية الحسم والتي لا يُعرف إذا كانت سوف تنجح أم لا، في ظل ظروف اقتصادية ومعاشية وعقوبات لا يدفع ثمنها سوى المواطن العادي.
والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف ينظر النظام والمعارضة إلى سوريا القادمة والمتجددة؟ّ! وهل للمواطن والوطن وللدم السوري احتساب ضمن أجندتهم ؟! فالقاتل سوري، والمقتول سوري "مدنيين أو عسكريين" أي أن الخسارة من كيس الجميع.
فلا بد من صيغة جديدة وجدية لإنضاج التوافق الذي ينشده السوريون، من أجل سوريا الجديدة المدنية العلمانية، صيغة يسعى إليها النظام والمعارضة بحيث يكون الحل سورياً، بعيداً عن التجاذبات والمصالح الإقليمية والدولية، ويكون الوطن والمواطن هو عماد هذه الصيغة، ونحرص على ألاّ تكون سوريا هي "مكسر العصا" لدول تسمي نفسها بالعظمى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مؤتمر باريس حول السودان: ماكرون يعلن تعهد المانحين بتوفير مس


.. آلاف المستوطنين يعتدون على قرى فلسطينية في محافظتي رام الله




.. مطالبات بوقف إطلاق النار بغزة في منتدى الشباب الأوروبي


.. رئيس أركان الجيش الإسرائيلي: هجوم إيران خلق فرص تعاون جديدة




.. وزارة الصحة في غزة: ارتفاع عدد الضحايا في قطاع غزة إلى 33757