الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب المنخفضة الكلفة

رافد الطاهري

2012 / 3 / 7
الارهاب, الحرب والسلام


الحروب المنخفضة الكلفة؟؟...
لنتناول اليوم جانب مهم من تطورات الوضع الامني والسياسيي في المنطقة العربية والتي القت بضلالها على بعض الدول العالمية ، فمن ناحية ما يدعى بالربيع العربي ، هناك خريف امني ، وهذا يدعوا الى القلق ، فبينما كانت هذه الدول التي يمر فيها تيار التغيير المدعوم من الخارج وبشتى الاوجه والمجالات ، بات يهدد امن الانسان العادي ، فدول تخوض صراع مميت ومخاض عسير ، بحيث استنفذت اغلب مواردها الطبيعية والبشرية في مواجهة هذه الريح ، والتي تسعى الى محو القديم والاتيان بالجديد ، وهي انظمة لا تختلف عن سابقتها سوى في الشكل والتعبير ، فبدلا من القومييون التي صرفت بريطانيا الامبراطورية القديمة عليهم ملايين الدولارات واوهمت الشعوب بانهم ، اي القادمين ثوريين قوميون وغيرها من الحركات التي اخذت دور التحرر من سلطة الخضوع للامبراطورية البريطانية ودول التقسيم انذاك ( بريطانيا / فرنسا / الاتحاد السوفيتي والذي دخل مؤخرا ) في لعبة التقسيم اي بعد الحرب العالمية الثانية ، لنجد ان حكومات نشاءت تحت حجاب التحرر ، لتشغل الشعوب بحروب وهموم ومصائب ، القت بضلالها على مستقبل الامة ، وضلت بالاصل راضخة بصورة او اخرى تحت وطئت اليد الخفية التي تتلاعب بصورة او باخرى باقدار هذه البلدان و شعوبها .
وهذا معروف لاصحاب الفكر وحتى بعض العامة من الناس ، بان ما جرى ويجري هو سلسلة غير منقطعة من سطوت الايدي الخفية خلف موضوع السلطة وماهيتها في الوطن العربي ، بل وقد استغلت الظروف كثيرا لصالح القوى الجديدة في العالم وهي امريكا بالطبع ، حيث اليد العليا لها وعلى مختلف الاصعدة وكل المجالات ، وبالتالي فان اي منزلق يمر به الانسان العربي وهنا ارمز بالانسان للامة كلها كمصير واحد يتوعد الجميع ممن على شاكلة الدول النفطية او الغنية بالثقافة الاسلامية ، والتي هي بالتالي عدو للقوميين ومن قبلهم الشيوعيون وبالتالي جاء دور حكم المهمشين الذين عانوا بفضل استهتار السلطات السابقة في قمع حريتهم بالتعبير ومحاربة افكارهم ناسين ومتناسين انهم من قاعدة الشعوب التي تؤمن بمحمد كنبي والله ك(رب) وهنا اعطى الدور لمنسق كبير قارئ ممتاز للواقع الحياتي لهذه الشعوب ومتصيد مفترس ومتمرس لهفوات السلطات التي باتت لا تلبي طموحات الدول المتصدرة للنظام الجيوسياسي العالمي ، والتي منها تستمد الافكار اي الدول الفقيرة لهذه المعطيات كالحرية والديمقراطية ، وما شابه من الدولة الفاضلة ،وهناك قيم جديدة اضيفت للتعرفة الكمركية لهذه السياسات المصدرة وهي العولمة والتجارة الحرة ، وكان العالم باجمعه صار وعاء لغسيل اموال الدول العجوز ( اي المتصدرة ) وخوفا من خروج السيطرة عن ايديهم ، باشروا بالعمل على الخطة (بي) وهي الخطة التي يستخدومنها الان مع العالم او ما بقي من العالم الاستعماري القديم فهناك ثقافة في الحرائق مفهومها انه ( اذا احترقت الغابة فعليك تقطيع او حرق التي لم تصلها النار ، لكي لا تمتد النار للبقية ، في نية وقف التفاعل ) وهذا ينم عن تفكير عميق وفعال وغيررديكالي ، وهذا بالنسبة لبقاء الانظمة العربية الحاكمة من محوها ، قبل ان تصلها النار كما حدث مع مبارك في مصر وهو عميل مطيع ومخلص لكنه كان يملك حكما ايل للسقوط ، فبعد ان امتدت النار من تونس ، كان عليهم قطع السلسلة والا التهمت الجميع من دون ارادتهم ، وبالتالي السيطرة على المجتمع من السير بتجاه التحرر الحقيقي ، وهذه مشكلة القوى الامريكية ومعاونيها كالانكليز وفرنسا والمانيا ، ومنها قاموا بتجهيز البديل وهي قوى لا يختلف عليها ثالث وهم الاسلامييون وهم كما قضت الضرورة ان يكونوا من عامة الشعب ، لئلا تشوبهم شائبة العمالة ، وهم خريجوا السجون والمعتقلات ، ليعاقبوا سابقيهم بما عوقبوا هم ، وبالتالي استمرار المسرحية ، وبداية عصر جديد لا بطال جدد ، وهذا كله بداء مع انهيار حكم صدام حسين ، حيث كانت المرحلة التي هيئت لما قبلها من تغيير ضمني وشكلي ، وبداء صراخ المنظمات المدعومة والغير مدعومة من انه بالامكان التخلص من الانظمة الفاسدة والفاشية ، وبالتالي ظلت الشرارات تقدح هنا وهناك ، كما حصل مع ايران والتي اخمدت ثورة الشبان المستنيرين بسلطة الدين و ولاية الفقيه ، وهذا دليل قاطع على ان القادم اسلامي الطابع ، فلو كان عكس ذلك لتحققت طموحات الشعب الايراني الذي ثار من شدة قسوة الحكم فيها ، ولانها اسلامية فبات الاسلامييون بمامن من هز عروشهم ، ولنشاهد هنا الانظمة الشبه علمانية ، فقد حطت رحالها في اول الطريق وانهارت مع اول جسد تخترقه النيران ك( ابو عزيزي ) في تونس ، لتشتد ولنذكر ان تايلند كانت قد بداءت الاعتصامات والتظاهرات قبلها بقليل لكنها فشلت كما اسلفت سابقا للاسباب نفسها هو ان الدين يلعب دوره في هذه الحياة السياسية الجديدة ؟.
والان ننتظر ما ستؤل اليه الامور في سوريا ، حيث هي ستكون مفتاح التغيير الجديد للخطة الامريكية ، فبعد الانتهاء من التحرك الديني ، سيكون هناك ردات فعل شبه علماني في دول يمزقها الاسلام من الداخل كدول الخليج وهي انظمة عتيقة ومطيعة لاامريكا ، وحيث هي الان اي (قطر والسعودية )جنود خط المقدمة في مرحلة محاربة الانظمة العربية وهذه الدول لها رد فعل عنيف تجاه اشقائها السياسيين من العرب ، فتارة يحمون هذا واخرى يحاربون ذاك وكلها بتوصيات عليا ، واوامر صارما عليهم تنفيذها خوفا من التلكئ او الوقوع بالخطاء فيعود بالدمار عليهم ، وهم كذلك يعرفون ان الدور القادم عليهم ، وما زالوا يجهلون الخطة التي ستعمل به امريكا ضدهم ، ولكنهم مطمئنين من ضمان انفسهم وعائلاتهم الملكية لدى امريكا ، واعتقد ان الخطة ستكون باشعال نار الحرب الطائفية بين دول الخليج وايران المتصدي للحكم الشيعي بما ان الاولى سنية التيار ، فستكون المواجهة حتمية اجلا ام عاجلا ، فلا بد لفريق منهم الانتصار في هذه الحرب التي ستطول متخذة عدة اشكال وبعدها سيرتب البيت العربي والشرق اوسطي من جديد وهذه المرة على يد القطب الواحد ، وبمصطلح جديد هو الاتحاد الاقليمي ، وهو يدل على تمزيق الممزق وتفريق المفرق ، وتشتيت المشتت اصلا ، وبالتالي سيعود حكم الدويلات الصغيرة ، وهذه سياسة راقية تدعوا الى الصبر من جانب الدولة المنفذة ، فان الخطاء فيها وارد ولربما ستخرج زعامات جديدة في المنطقة على شاكلة حزب الله وحماس وغيرها ، وهي طبعا مسيطر عليها لكنها ستنعكس سلبا على الشعوب التي ستخضع لاارادة هذه المجموعات ؟؟!!!!.
لنعود لعنوان هذه المقالة ، فما نعنيه بالحروب المنخفضة الكلفة ، وهي كما اشرت اي دون تدخل واضح من الدول المحتلة الاستعمارية ، امام الشعوب هي دول تريد تحقيق الديمقرطة للهذه المجتمعات المحطمة ، وكما حدث في ليبيا فقد تم تحقيق اكبر الاهداف الاستراتيجية للمعركة دون الزج بجندي واحد في صلب المعركة ، فكان العمل استشاريا ومن خلف الحدود وعن طريق المخابرات السرية لتلك الدول ومجموعة من قوات الكماندوا لتنفيذ ضربات مهمة واغتيالات قاسية في الخصم ، وبعض الصواريخ العتيقة الطيراز ، والتي بيعت على هذه الدولة بسعر اخر ما توصل اليه العلم العسكري ، وهم فرحون بصرف اموال شعوبهم على تدميرها .
المهم من الموضوع سنرى تغيرا دراميتيكا في سياسة الحرب القادمة ، سنرى المعارضة تاخذ زمام التحرك على الارض كالجيش النظامي من خلال احتلال ممتلكات الجيوش الخاضعة للحكم وهذا ايضا تصرف شاهدناه في اواخر الحرب ضد ليبيا ، ونلاحظه في سوريا الان ، المشكلة الان في دائرة التفاهمات والولاءات حيث تغيرت ،كثيرا وهذا ما لاحظناه في الخطاب الايراني لصديقها السوري ، ونصحه باجراء الاصلاحات المطلوبة للخروج من عنق الزجاجة ، وحزب الله الذي بات يدعوا الرب مليار مرة على ان لا ينقطع عنه خط الامداد خوفا من وقوعه في فخ التغير الديموغرافي الجديد وبالتالي هو وحيد الساحة ، وهو الاخير الذي ستنتهي ورقته وتسقطها عنه المخابرات الاسرائيلية ، لذلك نعلم ان الموضوع شائك ولكنه ليس معقد فقط عليك اسقاط الحجر الصحيح للدومينوا لتاخذ ورائه الاحجار بالتساقط الصحيح ، وهنا كما اشرت الكلفة منخفضة جدا ، عن كلفة احتلال افغانستان والعراق .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجناح العسكري لحركة حماس يواصل التصعيد ضد الأردن


.. وزير الدفاع الروسي يتوعد بضرب إمدادات الأسلحة الغربية في أوك




.. انتشال جثث 35 شهيدا من المقبرة الجماعية بمستشفى ناصر في خان


.. أثناء زيارته لـ-غازي عنتاب-.. استقبال رئيس ألمانيا بأعلام فل




.. تفاصيل مبادرة بالجنوب السوري لتطبيق القرار رقم 2254