الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اعترافات آخر الليل

خالد علي سليفاني

2012 / 3 / 12
الادب والفن


لم يكن خطيئتي ولا خطيئتها ولا خطيئة الشر الذي كان يتربص براءتنا، ربما كان هنالك شيء آخر كل الآخر لم نفقهه حتى الآن، لكن سرى بنا المصير الذي صنع الواقع إلى هذا الحضيض...أو ربما لا يكون حضيضاً...إلا إنني واثق أنه ليس جنة، ولا روضة، فالجنان لا تخفض أجنحتها،و الرياض لا تنثر اشمئزاز الحياة...مهما كان فهو لم يكن ما أردنا...

فأنتِ زهرة لا تستحق أن تنمو في غير الجنان، وأنا مجهول لم يصفني الزمن ولم تنصفني الأيام...
في تلك الأيام التي مرت...كنتِ وحيدة جدا، أحسست بتلك المشاعر التي مررتِ بها...رغم تأخر إحساسي بها...إلا أني علمت الآن كم هو صعب أن تنمو بين الأشواك وقد كنتِ تتأملين جنة أبي آدم...
يا أنتِ...أنا أيضا سقطتُ سهوا من خريف عجوز...وانت أصبحتِ ورقة ساقطة من شجرة الخلد...الريح لمت شملنا تحت أدنى خط معاناة.
تحت لحاف الغبار...تحت تحت الدمع المخفي بين الأحداق...
اعتذر وان اتى اعتذاري مؤخرا جدا...اعتذر عن جدب مشاعري..عن قحط أحاسيسي تجاهك...
النهايات السعيدة لا..لا نحلم بها فنحن لم نلمك بداية قط حتى نأمل بنهاية سعيدة....نحن نرى الغد من وراء ستائر الخوف ،ذلك الخوف الذي يفقد الحليم حسن تصرفه...ويغطي البحر بالرعشة المتقطعة...
من أول شخص نزل ساحة فؤادك في الوقت الذي كنت أجهز حمل الهروب.؟
"هذا هو قدرنا" نحن ضحيتان انسكبتا من فوهة شهوة غير مجدولة...و متى كانت للشهوة جداول.؟
أنت في مهب الجرح تبتسمن وعينيك تخفيان معاناة تسع لسبع قارات...ما كان الجوع يوما سدا بوجه بوح العاطفة...ربما الفقر يقلل مناعة التعبير...ربما العوز يفقد الهيبة...ربما الرغيف الذي جمعنا اليوم كان أقصى حلم طفل أفريقي يموت بين كل نمو سنبلة...
إنها احتمالات لا يغني عن الطريق....لا يرشدنا الحق...
يا أنت...أرسيت في مرفئ ليس له آذان تسمع تراتيل الموج.
وأنا دنوت منك في أقصى حاجة لك في التفرد والتخلي بنفسك...
في صمت هذا الليل العكر...نتهامس على فراش من الاعترافات...
بعد هذا الأمد الطويل من التيه المنقوش بالموت المطرز...مطرز بكل خيوط الحرمان...
أنتِ الحليم الحيران وأنا الزمن الذي أتى بالعجائب.
لك حق الشكوى ولي حق البكاء...لك حق التمرد ولي حق الهروب...ما أوسع أبواب الهروب...ما أرحب آفاق الخيال...
ولكن حقا... لماذا لا نجرب طريقا آخر...ربما نجد جديدا يتلاءم مع سعة قلوبنا و ضيق حظوظنا...
لماذا لا نخلق غدا...نصنعه بأيدينا كما نصنع الخيال المتسع..لماذا لا نتحدى الخيال فنرسم الجنة...جنة أبينا الذي تركها من اجل الخلد...والأنثى التي كانت تغوي..فاغويني اليوم كي أخلق العجب...كي أتفنن في مد الرياض...
فقد آن لكِ أن تستقري على غصن حقيقة جميلة...وقد آن لي أن أعصر الحلم...انزع منه الراحة التي فقدناها ونحن نسير دون وعٍ...
لنسعى لتحقيق الجميل بأيدينا و نرفع أكف قلوبنا تجاه السماء...
فالله في السماء لا يخيب رجاء من طلب منه...بل قالوا إنه يغضب إن لم نطلب منه، من يدري ربما لأننا لم نطلب منه شيئا منذ أمد فغضب و كانت حكمته كي نرجع إليه نناجيه..مَن يدري...
إذا فهيا.


خالد علي سليفاني
شاعر وكاتب من دهوك
11-3-2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه