الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التحدّيات أمام الحزب الشيوعي الإسرائيلي

دوف حنين

2012 / 3 / 12
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


"الصمود" بحسب الشيوعيين هو ليس الصمود السلبي أي مجرد البقاء في البلاد كضحايا والاستسلام لمفهوم كون الجماهير العربية ضحية، بل استراتيجية ثورية بكل ما في الكلمة من معنى. وهي تضم أيضًا مفهوم تغيير المجتمع الإسرائيلي بكامله. "صمود" ايجابي وفعّال من أجل خلق مصير الجماهير العربية وتحديده بأيديها هي



نعيش في الفترة الأخيرة واقعا خطرا للغاية، تهديدات بالحرب وتهديدات للحيز الديمقراطي بالإضافة الى مخاطر جدية للجماهير العربية في البلاد والتي يتحمل الحزب الشيوعي بتاريخه العريض مسؤولية خاصة تجاه هذه الجماهير ومستقبلها.
نحن نرفض وعلينا ان نرفض النظر الى أنفسنا على أننا قوة صغيرة بل علينا النظر الى أنفسنا كقوة كبرى وأساسية في كل قضية وقضية: ان كان ذلك في قضية الاحتلال أو في المعركة من أجل الديمقراطية ومن أجل مساواة الجماهير العربية. وكذلك في قيادة الاحتجاجات الاجتماعية خلال الصيف الماضي.
الحزب يلعب دورا مركزيا وأساسيا وإيجابيا في البلاد. نحن أثّرنا ولا زلنا نؤثّر على السياسة في البلاد، أحيانا بمنع مخاطر سياسية مختلفة وفي أحيان أخرى بتحقيق الانجازات. موقع حزبنا وجبهتنا هذا يعترف به أعداؤنا أيضًا ولكن نحن لا نعطي هذه الحقيقة حقها ولا نتعامل معها بالشكل المناسب.
بين الجماهير العربية نحن نواجه ولفترة طويلة قوى وخصوما يحاولون إقناع الجماهير العربية بالتراجع والانسحاب والتنازل عن المجتمع الإسرائيلي، وهذا التوجه مبني في الأساس على مشاعر اليأس والإحباط حيث يتم تضخيم هذه المشاعر من أجل تحويلها الى أيديولوجية.
هذا النقاش يدور منذ العام 1948 منذ ان اختارت الجماهير العربية بقيادة الشيوعيين طريق "الصمود" مقابل البقية الذين اختاروا الانكفاء. وهذا الاختيار لرفاقنا الأوائل لم يكن بالمرة اختيارًا سهلا بل كان اختيارًا صعبا وصحيحا في ذات الوقت.
"الصمود" بحسب الشيوعيين هو ليس الصمود السلبي أي مجرد البقاء في البلاد كضحايا والاستسلام لمفهوم كون الجماهير العربية ضحية. بل ان هذه الاستراتيجية هي استراتيجية ثورية بكل ما في الكلمة من معنى. وهي تضم في داخلها مفهوم تغيير المجتمع الإسرائيلي بكامله. هو "صمود" ايجابي وفعّال من أجل خلق مصير الجماهير العربية وتحديده بأيديها هي.
هذه الاستراتيجية التاريخية تحولت اليوم الى هدف لهجوم منقطع النظير من قبل جهات مختلفة. جهات تدعو للتنازل عن هذا "الصمود" الفعال والايجابي والتنازل عن التأثير على المجتمع الإسرائيلي في البلاد. وهي بالتالي تدعو الى "ترانسفير" الجماهير العربية من الساحة السياسية في البلاد.
المأساة الكبرى هي ان هذا التوجه يحقق الحلم الأكبر والوردي بالنسبة لأسوأ أعداء الجماهير العربية في البلاد.
مقابل هذا التوجه من قبل خصومنا علينا ان لا نتنازل ولو قيد شعرة. لأن التنازل قيد شعرة في الأمور الأساسية سيؤدي بنا الى "كيلومترات" من الأخطاء في السياسة اليومية. ومن المهم ان نفهم ان اختيارنا للدخول بمعركة على المجتمع الإسرائيلي هو ليس خيارًا شيوعيًا فقط بل هو أيضا خيار وطني للجماهير العربية حيث ان هذه هي الطريق الوحيدة التي تمكّن هذه الجماهير من الدفع باتجاه النضال من أجل المساواة والحقوق داخل إسرائيل بالإضافة الى وضع كامل وزن الجماهير العربية السياسي في الجهة الصحيحة من معادلة السلام في المنطقة من أجل إحقاق حقوق الشعب الفلسطيني بشكلٍ عام.
عملنا في السياسة كحزب عليه ان ينطلق من قاعدة الثقة بالنفس. لقد أثبتنا في الماضي ان خطنا السياسي يثبت نفسه مرة تلو الأخرى وخصوصا في الأوقات الصعبة. أيضا عندما تكون سياستنا غير مفهومة من قبل الجماهير مثلما في أعوام ال-40 وال-50 من القرن الماضي بين الجماهير العربية. أو غير مقبولة مثل سياستنا بعد حرب 1967 بين الجماهير اليهودية. فنحن لدينا قاعدة ايديولوجية عميقة وهي تسمح لنا بالتحليل والبحث في الواقع المعاش وتعطينا أجوبة صحيحة وتحليلا صحيحا لهذا الواقع. وهذه هي أفضليتنا على بقية القوى في الشارع.
وبالذات بسبب ثقتنا بنفسنا علينا ان نكون منفتحين على الآخر وان نسعى الى خلق تعاون وان نمد أيدينا الى الجماهير الواسعة والى القوى المتواجدة من حولنا.
عندما نقوم بوضع أسس للتعاون الصحيح على أساس المواقف السياسية فنحن نقوم بتقوية هذه المواقف وإمكانية تأثيرها على الواقع السياسي في البلاد. في المقابل فان التراجع والانكفاء على الذات سوف يؤدي الى ضعفنا، وبشكل جدلي قد يؤدي الأمر بك الى الوصول الى تفاهمات وتنازلات خطيرة ولا مبدئية أمام أعدائك. وهذا كان موقفي بالنسبة لانتخابات الهستدروت على سبيل المثال.
لقد دعمت فتح باب التحالفات والتعاون بشرط ان يتم بذل مجهود حقيقي من أجل تحقيق التعاون الحقيقي مع مجموعات عمال حقيقيين (مثل العاملات الاجتماعيات ومجموعات من النشيطين الاجتماعيين) وذلك على أمل خلق جبهة واسعة ورحبة لتكون بديلة لقيادة الهستدروت الحالية برئاسة عوفر عيني.
اذا لم نقم ببذل هذا المجهود من أجل خلق جبهة واسعة مع القوى القريبة منا فإننا سنجد أنفسنا نُدفع دفعا الى واقع يفرض علينا الوصول الى تفاهمات مع قوى بعيدة كل البعد عنا، وفي بعض الأحيان حتى عدوة لنا.
وبالتالي، وعلى هامش المؤتمر ال-26 لمؤتمر حزبنا فهذه دعوة لخلق أوسع جبهة كفاحية اجتماعية عمالية حقيقية.
عاش حزبنا الشيوعي!
عاش صمود حزبنا وتاريخنا ومستقبلنا!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. سيارة تحاول دهس أحد المتظاهرين الإسرائيليين في تل أبيب


.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in




.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو


.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا




.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي