الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حينما ينفجر بالون قادة الحركة الاحتجاجية

عباس موسى الكعبي

2012 / 3 / 12
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


حينما ينفجر بالون قادة الحركة الاحتجاجية
هل انتهى غضب النخبة ضد رجال الحكومة القتلة والفاسدين والمزورين، أم انه انتهى بعد استشهاد قائدها ومفجرها شهيد الحرية هادي المهدي.. لماذا صمتت الالسن وغضت العيون عن رؤية القتل والفساد المستشري.. ما الذي حدث لنا ياترى بعد رحيل الرجل الصلب صاحب الصوت الجهوري الذي جعل ازلام الحكومة بكم يرتعبون ولايعرفون ما يقولون فتخبطوا بتصريحاتهم لتهدئة الشارع الغاضب لوهلة علهم يسحبون انفاسهم.. لقد اصبح قادة المجاميع التي خرجت صبيحة يوم 25 شباط لا يعرفون ما يعملون ولاذوا بالصمت بعد ان حققوا مرادهم فاصبحوا من المشاهير ونجوم سينمائيون تبحث عنهم وسائل الاعلام .. هذا ما اراده قادة الاحتجاجات فلم يعد امامهم ما يشغلهم سوى الشهرة التي سلطت عليهم دون استحقاق وكانت نتيجة تضحيات اشخاص اخرين يتحلون بالشجاعة والشهامة.. ودأبوا يجتمعون ويلتقون فيما بينهم دون مشاركة اتباعهم المساكين وتقمصوا دور نجوم السينما البارزين والمنظرين.. وهذا ما ادركه رجالات الحكومة.. فشرعوا باغتيال قائد الاحتجاجات الابرز هادي المهدي فقطعت بذلك الرأس عن الجسد.. كان ذلك كالابرة التي غرزت في بالون مليء بالهواء الساخن حد التخمة سرعان ما تبخر بعد ذلك بفترة وجيزة.. كان قادتنا يتباهون بانتصار النخبة على شلة الرعاع وصدعوا رؤوسنا بابطال اسطوريين ممن قلبوا تاريخ البشرية ولبس بعضهم قميص ليتغنى ببطولات جيفارا ويتحدث عن الانسان الثوري بلباقة ويحط من قدر الانسان الذي يرتضي الظلم والقهر، لكن لا شيء نراه على ارض الواقع سوى هزيمة هؤلاء القادة بعد اول جولة مع ازلام الحكومة ومرتزقتها فاحنوا رؤوسهم وانزووا بعيدا عن الاضواء بحجة الاغتيال (نظرية الموت الصدامية) والخطف واعذار اخرى لا يمكن ان نطلق عليها سوى جبن تاريخي متأصل في هذا الشعب وتحديدا نخبه ومثقفيه.. نعم فلم يكن المثقف يوما ما مشاركا في اي تغيير حدث طيلة تاريخ العراق .. فقد دأب على الانتظار عله يحصل على مايريد دون تضحية يقدمها، بل كان غالبا ما يدور في فلك السلطة التي ارغمته ليتسكع امام بابها كباقي افراد القطيع طالبا رغيف خبز وبعض الاموال ليشحذ بها همته ليعود من جديد لتمجيد السلطان وحاشيته..
اليوم يبدو ان قادة الحركة الاحتجاجية غير ميالين لمعاودة الكرة على الاقل لحفظ ماء الوجه، فقد اكتفوا بالشهرة التي اغدقتها عليهم وسائل الاعلام.. وبوسعك ان ترى قسم منهم في شارع المتنبي يمشون ويتبخترون كمشاهير السينما.. وجوههم عابسة بوجه اتباعهم الفتيان ومبتسمة بوجه حسناوات او صبايا شارع المتنبي الجميلات يبحثون عنهن ما بوسعهم لمجرد الجلوس بصحبتهن ومبادلة اطراف الحديث..
انا لست متحاملا على جميع هؤلاء القادة بل هدفي تصحيح الموقف واعطاء صورة اخرى عن نخبة العراق ومثقفيه، وان نسعى قدر ما نستطيع لابعاد التهم عن النخب والمثقفين بعد ان اطلق الناقد محمد غازي الاخرس في كتابه الرائع (خريف المثقف) اوصافا لا تليق بهم مع انها واقعية بنسبة كبيرة..
نحن بحاجة الى تغيير كبير يطرأ على قيادات المجاميع المشاركة في انتفاضة 25 شباط ، نحن بحاجة الى دماء شابة غير كسولة وشجاعة لمواصلة الدرب بعد ان تمادت الحكومة في غيها، فبالامس اغتالت هادي المهدي وقبله كامل شياع واخرين غيرهم من رموز التحرر والتحدي واليوم تنتظر الحكومة الفرصة لتنهش ما تبقى من الحركة العلمانية الليبرالية وكان قتل شباب ما يسمى بالايمو بداية اسلمة المجتمع ورفع شعار (الموت لمن يطالب بحقه وحريته) ومن ثم سيأتي دور الحزب الشيوعي بحجة الكفر والالحاد .. وسنبقى ننتظر دورنا للصعود الى مسلخة الجزار ليقطع رؤوسنا بدم بارد وهو يكبر ويسبح بحمد الله للقضاء على العلمانية والليبرالية بعد ان يرفع بيده اخر رأس علماني ليبرالي مقطوع.. فهل من متعظ...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. WSJ: لاتوجد مفاوضات بين حماس وإسرائيل في قطر حاليا بسبب غياب


.. إسرائيل تطلب أسلحة مخصصة للحروب البرية وسط حديث عن اقتراب عم




.. مصادر أميركية: هدف الهجوم الإسرائيلي على إيران كان قاعدة عسك


.. الاعتماد على تقنية الذكاء الاصطناعي لبث المنافسات الرياضية




.. قصف إسرائيلي يستهدف منزلا في مخيم البريج وسط قطاع غزة