الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
منصور حسن..رئيس في الوقت بدل الضائع
محمد أبو زيد
2012 / 3 / 14اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يبدو المشهد السياسي المصري مثيرا للسخرية والأسى، فالمرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية والذي يبدو هو الأقرب إلى أن يكون الرئيس التوافقي، بين القوى السياسية الأقوى، هو منصور حسن، كان مرشحا لهذا المنصب قبل أكثر من ثلاثة عقود.
كان منصور حسن، المولود في 10 فبراير عام 1937، كان وزير دولة أيام الرئيس الأسبق أنور السادات، حيث كان يشغل وزير الإعلام والثقافة عام 1979 ليكون هو الوزير الخامس الذي يجمع بين وزارتي الاعلام والثقافة ثم عين في سنة 1981 وزيرا للرئاسة والاعلام والثقافة في أن واحد، ورشحته جيهان السادات، قرينة الرئيس الأسبق نائبا للرئيس، إلا أن مبارك أطاح به ليصل هو إلى مقعد الرئاسة بعد اغتيال السادات بدلا منه.
اختفى منصور حسن، من المشهد السياسي، طيلة ثلاثين عاما، حكم فيها مبارك، لكن أعاده المجلس العسكري مرة أخرى، إلى الصورة، عندما عينه رئيسا للمجلس الاستشاري، بعد مجزرة محمد ومحمود، لكن اللافت أنه على الرغم من استقالة عدد من رموز السياسة من المجلس بعد مجزرة شارع مجلس الوزراء، إلا أن حسن أصر على الاستمرار في منصبه، ومن وقتها بدأت التكهنات حول ترشيحه للرئاسة، التي لم ينفها ولم يؤكدها، بل ظل طوال الوقت يفكر ويفكر ويفكر.
يحسب البعض منصور حسن على المعارضة إبان النظام السابق، وإن لم يكن له موقف معارض واحد، فقد كان كذلك بالرغم منه، لأن مبارك كان يرى فيه منافسه على مقعد الرئاسة، لذا استمر في الظل حتى أعاده العسكري إلى الضوء مرة أخرى.
لكن مع ذلك يبدو أن منصور حسن، سيكون هو الرئيس التوافقي، خاصة مع ما تم تداوله من أنه اتخذ قراره بعد مشاورات مع المجلس العسكري، ودعم منه، وإعلان بعض الصحفيين ورؤساء التحرير المعروفين بنفاقهم وتسلقهم، أن حساباتهم الإعلامية تغيرت بعد نزول حسن إلى ساحة معركة الرئاسة، وتسرب أخبار من داخل جماعة الإخوان المسلمين عن دعم الجماعة له، بشرط اختياره نائب المرشد خيرت الشاطر نائبا له، وهو ما رد عليه حسن بأنه يفضل ألا يحدث ذلك الآن، حتى لا يقال أنه مرشح الإخوان.
قبل شهور تم تداول حديث عن صفقة سرية بين الإخوان والعسكري وحزب الوفد، والآن بعد إعلان حسن ترشيح نفسه، يتأكد ذلك، فالصفقة كانت تقتضي تقسيم مصر بين الثلاث قوى، حيث يحصل الإخوان على البرلمان، وهو ما أكده حسن عندما قال إنه يريد دولة برلمانية، ويحصل الوفد على الحكومة، وهو ما أكده حزب الوفد، عندما تراجع في آخر لحظة عن دعم عمرو موسى مرشحا رئاسيا، ودعم حسن، واللافت أن إعلان حسن ترشحه جاء في نفس يوم إعلان الوفد دعمه.
الجزء الثالث من الصفقة هو أن يحصل العسكري على الرئاسة، وهو ما تأكد بعد إعلان حسن عن اختياره الخبير الاستراتيجي والأمني، رجل الجيش والمخابرات السابق سامح سيف اليزل نائبا له، والذي يقدم حلا مناسبا لبقاء العسكري في السلطة بصيغة مناسبة، وإن كان يذكر بما حدث في الخمسينيات، حينما جاء مجلس قيادة الثورة برئيس كبير في السن (محمد نجيب)، كرئيس لمدة عامين، قبل أن ينقلب عليه بعدها بعامين ويحدد إقامته عام 1954.
الرجل الذي حلم بالرئاسة قبل 35 عاما، يقترب منها الآن، لكنه لا يدرك أن آليات السياسة التي تعامل بها في السبعينيات تغيرت، بل إن الفترة التي اختفى فيها من الحياة السياسية، طوال ثلاثين عاما، ولد فيها جيل كامل، وتربى، وتعلم، وثار وخلع النظام الفاسد، فترشحه للرئاسة يعني أن مصر لم يحدث فيها شيء طوال ثلاثين عاما، وتتجاهل أحلام وآلام وتطلعات الجيل الذي ثار.
ما يحدث في مصر، يدعو للأسى والسخرية، فقد كنا نظن أن الأمور في مصر لم تتغير منذ قيام الثورة قبل عام، لكن يبدو أن المجلس العسكري الحاكم، والإخوان، والوفد، والرئيس القادم، يرون أنها لم تتغير منذ اكثر من ثلاثة عقود.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. البيت الأبيض: نعتقد أن الخطة التي تنوي إسرائيل تنفيذها في رف
.. سقوط 8 قتلى بصفوف حزب الله وحركة أمل جراء غارتين إسرائيليتين
.. تطوير نحل روبوتي يزيد من نسل النحل ويمنع انقراضه • فرانس 24
.. الإعلام الإسرائيلي: الجيش يستعد لإجلاء المدنيين من رفح تمهيد
.. غواص مخضرم يكشف مخاطر البحث بمنطقة انهيار جسر بالتيمور وسبب