الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أدلجة العنف

زيرفان سليمان البرواري
(Dr. Zeravan Barwari)

2012 / 3 / 14
السياسة والعلاقات الدولية


إن ما يحدث في سوريا ليست مجرد عمليات رد فعل تقوم بها نظام قد اقتربت من لحدها، إن المذبحة اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري يعبر عن عمق الكراهية التي تحملها عصابات الشر المأجورين ضد المدنيين والعزل بل وتعبر عن عمق ايدولوجي ومذهبي وراء عمليات القتل الجماعية، إن المال لا يمكن ان يجرد الانسان من انسانيته بالشكل التي نراه اليوم في سوريا، بل لا بد من معتقد ومبدا وراء الاحداث السورية، هناك الكثير من العوامل التي ساهمت وتساهم في استمرار الهمجية البعثية ويمكننا تقسيم تلك العوامل الى قسمين :
اولا: المحلية والاقليمية
يحكم سوريا عائلة منذ عشرات السنين تمدد جذورها المذهبية الى الفئة العلوية (الطائفة العلوية هي طائفة من الشيعة. ولهم نفس تسلسل الأئمة الإثنا عشر وقد افترقوا عن الاثناعشرية ما بعد الإمام الحادي عشر الحسن العسكري، وكان الاختلاف في المرجعية والزعامة وأمور أخرى. تترواح عدد السكان العلوين في سوريا حوالي حوالي 12% او اقل من اجمالي عدد السكان في سوريا *) ان المعتقد تختلف عن معتقد ومذهب اهل سوريا الذين هم من اهل السنه، اذن ان هناك حالة من اللاتوازن في المعادلة السورية، وان التفاوت الطبقي وحكم الاقلية هي السائدة في سوريا منذ1970، هنا لابد من تحليل العامل المحلي من خلال استغلال عامل المذهبية صحيح ان ايدولوجية البعث ايدولوجية قومية علمانية إلا ان الاسد استفاد من المذهبية في دعم ركائز حكمة المستبد من خلال احتكار السلطة والمراكز الحساسة بيد الفئة العلوية.
اما البعد الاقليمي فقد استفاد النظام البعثي السوري من الثورة الايرانية في 1979 ونظرا لكون انصار الثورة من دعاة ولاية الفقيه حاول النظام السوري من استغلال المذهب في التقارب من طهران ووضع استراتيجية المصالح المشتركة مع طهران، وساهمت الحرب الايرانية- العراقية في تنمية العلاقات بين طهران والاسد لوجود خلافات بين بغداد ودمشق حينها. فالايدولوجية يبدو الصفة التي قامت على اساسها العلاقات السورية –الايرانية وهو ما يخدم نجل الطاغية حافظ الاسد في الوقت الراهن.

ثانيا: البعد الدولي
إن العامل الدولي في الملف السوري مقسم الى محورين : المحور الاول تضم كل من الصين وروسيا وايران. والمحور الثاني تضم المحور الامريكي ، الاوربي ، العربي فالمحور الاول تحاول جاهدا التحرر من العزلة الدولية خاصة بعد الحسم العسكري في الملف الليبي والتقارب بين الغرب والانظمة العربية الجديدة، لذا تحاول الصين والروس من الحصول على ضمانات قبل السماح للامريكيين والاوربين من التوجه نحو حلول عسكرية على غرار الحالة الليبية.
اما المحور الثاني فترى في الحالة السورية لعبة وتسابق دولي حول مستقبل الخريطة السياسية في الشرق الاوسط، لان دمشق تعد احدى القلاع المهمة للتوجه الايراني وان سقوط بشار سوف تؤثر على مجمل المعطيات السياسية القائمة ، إلا ان التردد التي تشهدها المحور الثاني لا يخدم الشعب السوري الجريح حيث عمليات الجينوسايد ولابد من إدخال العنصر الانساني في الحسابات والاجندة الدولية، لان السياسة الدولية قائمة على اساس المصالح ولكن هذا لا يمنع البعد الاخلاقي والمسؤوليات الدولية للمجتمع الدولي . ان التنافس بين المحورين والمجاملات السياسية بين القوى العظمى اثرت سلبا على الشعب السوري ويستمر الطاغية في قتل المدنيين.
اخيرا اريد ان اشير الى نقاط محورية في الحالة السورية، اولهما ان هناك جماعات مذهبية تقوم بالقتل والنهب بهدف عقائدي وان تحرير سوريا ستكشف عن تلك الجماعات الارهابية والجهات التي تمول النظام العبثي في سوريا. ثانيهما ان هناك حالة من التصفيات الدولية على حساب الدم السوري وارواح الاطفال وهذا يعبر عن غياب الاخلاق في السياسات الدولية. ثالثهما ان بشار وزمرته الخبيثة ادركو ان لا مفر من حساب الشعب لذا يقلدون رفيق دربهم القذافي في ممارسة سياسة الارض المحروقة. رابعا واخيرا. ان التعامل الدولي مع بشار فيها الكثير من الازدواجية لاننا في القانون الدولي الانساني نتعامل مع القادة الذين يقتلون المدنيين والعزل بكونهم مجرمي الحرب لذا على الامم المتحدة التعامل مع بشار كمجرم حرب لا اكثر.

*Syria’s Alawis and Shi‘ism, in Shi’ism, Resistance, and Revolution, ed. Martin Kramer (Boulder, Colorado: Westview Press, 1987), pp. 237-54.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تقارير عن ضربة إسرائيلية ضد إيران وغموض حول التفاصيل | الأخب


.. إيران وإسرائيل .. توتر ثم تصعيد-محسوب- • فرانس 24 / FRANCE 2




.. بعد هجوم أصفهان: هل انتهت جولة -المواجهة المباشرة- الحالية ب


.. لحظة الهجوم الإسرائيلي داخل إيران.. فيديو يظهر ما حدث قرب قا




.. نار بين #إيران و #إسرائيل..فهل تزود #واشنطن إسرائيل بالقنبلة