الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رئيس لكل مواطن

محمد أبو زيد

2012 / 3 / 14
مواضيع وابحاث سياسية


"أنا ترمومتر الديموقراطية"، شعار رفعه أحد المواطنين "المحتملين" يوم السبت الماضي، وهو يتقدم لسحب أوراق ترشحه للرئاسة من مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، المواطن الذي يحمل اسم علي سيف، لم يكن هو الوحيد الذي يرى نفسه ترمومترا للديمقراطية، ورئيسا يستطيع أن يحل جميع مشاكل مصر فقط لو وجد وقت الفراغ.
أكثر من 200 مواطن مصري، توجهوا إلى 50 شارع العروبة، حيث مقر اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، في اليوم الأول لفتح باب الترشح، رغبة منهم في أن يصبحوا رؤساء، فيما غاب تماما الوجوه المعروفة، ما عدا الفريق أحمد شفيق، الذي كان أول الذاهبين، رغم أنه قال في الليلة السابقة "أنا شبعت مريسة".
ويتوقع أن يصل عدد المرشحين للرئاسة، حتى إغلاق باب الترشح إلى عدد يفوق عدد المرشحين للانتخاب، ومن الممكن أن نجد مع نهاية الموسم رئيس لكل مواطن، ومن الممكن أن تحل هذه المشكلة في النهاية بأن نقوم بعمل جمعية، وكل واحد يحكم مصر يوم.
أحد الساعين للترشح للرئاسة، وهو الشيخ عبد الباسط محمد سليمان (47 عاما) من مدينة السويس قال "هدفي من الترشح تطبيق شرع الله عز وجل، وبرنامجي يقوم على الحكم بالعدل"، مضيفا أنه كان موظفا في وزارة الاوقاف، وما لا يدركه هذا الشيخ الفاضل أن برنامجه يمكن أن يطبقه في مسجد، وليس في دولة.
منظر المرشحين أمام اللجنة العليا في الانتخابات، وهم يقفون في طابور طويل، يذكر بطوابير الجمعية، يكشف عن أزمة حقيقية لرؤية كل واحد لدوره في البلد، تشبه تلك الأزمة التي تعانيها القوى المدنية عندما قام عدد كبير من رموز الحركة اليسارية بترشيح أنفسهم، فلا فارق بين برنامج حمدين صباحي، وأبو العز الحريري، وخالد علي، ويحيي حسين عبد الهادي، الفارق الوحيد الذي سيصنعه أنه سيفتت أصوات الناخبين، وهو ما سيصب في النهاية لصالح مرشح العسكري أو الفلول أو الإخوان.
الغريب في الأمر، ليس كثرة عدد المرشحين للرئاسة فقط، ولكن المهن الغريبة التي يمتهنونها، فمنهم من يعمل "ميكانيكي سيارات"، وآخر "مسحراتي"، وثالث "حانوتي"، ورابعة أنت من محافظة السويس خصيصا (شرق مصر)، لتقدم أوراقها، وتعمل عاملة نظافة.
المرشح الرئاسى سامي إبراهيم عبداللطيف، الذي يعمل في مجال دفن الموتى "حانوتي"، قال إن أسباب ترشحه، هو رغبته في الاهتمام بمهنته التي تعد من أهم المهن في "الحياة"، فيما قال المرشح رفعت أحمد الشاعر "محفظ قرآن " انه قرر الترشح للرئاسة من أجل العفو عن الرئيس السابق حسني مبارك واصفا أياه بأمير المؤمنين، وقال محمد موسي ابراهيم ويعمل مزارعا أنه المهدي المنتظر، وأنه وصل من السعودية منذ أكثر من الف عام كما ادعي.
المرشح الرئاسي قال إن المال الذي سيصرفه في الدعاية الانتخابية ليس من عنده، وانما من عند الله وأنه يملك نصف الدنيا ولكنه لا يملك منها الآن إلا 30 جنيها فقط، مدعيا أنه حارب المسيح الدجال والذي تمثل مبارك وبشار وبوش.
المشهد أمام اللجنة العليا للانتخابات بدا مأساويا، مع رغبة الجميع في أن يحكم مصر، وسط الراغبين في الترشح ظهر مواطن معاق، مستندا علي عكازيه، ممسكا بالعلم المصري، معلنا رغبته في خوض انتخابات الرئاسة، وظهرت امرأة في منتصف العقد الثالث، قالت إنها رأت نفسها في المنام تحكم مصر، وظهر شيخ ثالث قال إنه يصلي استخارة منذ عام 2005 حتى يصبح رئيسا لمصر، وثالث قدم نفسه قائلا "رغم أن مؤهلي الدراسي دبلوم صنايع، إلا أنني أمتلك من الخبرات التي مررت بها طوال حياتي ما يجعلني قادرا على أن أكون الرئيس القادم لمصر"، موضحا أن لديه محلات لخدمات الاتصالات، وطبعا يمكن للحاج صالح أن يكون مديرا جيدا لسنترال، لكن لا يعرف أن إدارة البلاد أمر آخر
السؤال الذي يطرحه المشهد الساخر: إذا كان كل هؤلاء يطرحون أنفسهم كمرشحين للرئاسة، فمن إذن الذي سينتخب؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وسام قطب بيعمل مقلب في مهاوش ????


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية: رئيس مجلس ا




.. مكافحة الملاريا: أمل جديد مع اللقاح • فرانس 24 / FRANCE 24


.. رحلة -من العمر- على متن قطار الشرق السريع في تركيا




.. إسرائيل تستعد لشن عمليتها العسكرية في رفح.. وضع إنساني كارثي