الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحرمان الجنسي وطرق علاجه في المجتمعات الاسلامية

شاكر حسن
(Shaker Hassan)

2012 / 3 / 17
العلاقات الجنسية والاسرية



يعتبر الجنس حاجة طبيعية ضرورية يحتاجها الانسان من الجنسيين كما يحتاج الى الاكل والشرب , وان عدم اشباعه لهذه الرغبة يسبب له الكثير من المشاكل والامراض النفسية والاجتماعية والعضوية . ويعتبر الحرمان او الكبت الجنسي من اهم عوامل تراجع وتخلف المجتمع وله تأثير كبير وواضح على معدلات الانتاج والانماء لآنه يؤثر سلبا على كفاءة وقدرة الفرد سواء في التعليم او العمل.

ان الحرمان والكبت الجنسي يؤدي الى حالة القلق والاكتئاب التي يعاني منها الانسان عندما تسلب منه عملية التواصل العاطفي والجسدي مع الجنس الاخر , وبحصوله عليه يستطيع ان ينصرف للقيام بمهماته الحياتية والاجتماعية دون ان يكون محكوما بتلك الرغبة غير المشبعة فيصبح مسكونا بها , وعند ذلك تعطله عن اداء واجباته تجاه نفسه وتجاه مجتمعه.

وكذلك يساعد الحرمان والكبت الجنسي على ظهور جيل جديد من الشباب اكثر عنفا واكثر ضياعا واقل طموحا وحماسا لغياب العواطف والمشاعر التي تحرك الهمم والطاقات وتضفي اللذة والمتعة على الحياة.
وقد اشار العالم والطبيب سيجموند فرويد مؤسس علم النفس التحليلي , جيدا الى علاقة الكبت الجنسي بمختلف العلل والامراض العقلية والنفسية واستطاع ان يعالج الكثير من مرضاه عن طريق التطرق لعقد ومشاكل كانت عالقة في نفس المريض تتعلق بتجاربه الجنسية وتتعلق برغبات جنسية تم كبتها وقمعها في الصغر .

ولتسهيل التواصل والتفاهم والزواج بين الرجل والمرأة , يمكن اعطاء المرأة حق طلب يد الرجل للزواج كما هو حق للرجل اذا لم يكن هناك مانع شرعي من ذلك , وحسب علمي لايوجد مانع من ذلك , وقد استفسرت من بعض علماء الدين الافاضل حول هذا الموضوع فكان الجواب لامانع من ذلك فقط العرف والتقاليد العشائرية لاتسمح بذلك وليس الشرع الاسلامي وخير دليل على ذلك ان السيدة خديجة الكبرى ( رض ) زوجة الرسول محمد ( ص ) هي التي طلبت يده للزواج , وهذا يعني انها سنة على المسلمين الاقتياد بها وليس الاقتياد بالعرف والعادات والتقاليد العشائرية البالية والتي تجبر الفتاة بالزواج من ابن عمها او ابن خالها رغما عنها وهذا هو السائد في اغلب المجتمعات العربية خاصة في الارياف والبوادي وهو زواج باطل مخالف بالتأكيد للشريعة الاسلامية بالاضافة انه مخالف للاخلاق والعقل والمنطق. وكذلك يسبب زواج الاقارب الى انتشار الامراض الوراثية ولا يؤدي الى تحسين النسل وهذا مايؤكده العلم الحديث بالاضافة الى الحديث النبوي الشريف ( أغتربوا لا تضووا ) والذي معناه تزوجوا من غير الاقارب تصحوا . فبلأضافة الى الفوائد الصحية والنفسية للزواج من غير الاقارب , فانه يؤدي الى زرع المحبة والتسامح والقضاء على العنصرية والطائفية والمناطقية والعشائرية بين ابناء البلد الواحد وبين ابناء الشعوب المختلفة نتيجة الاختلاط بين العشائر والطوائف والقوميات وصلات الرحم التي تربط بينهم عن طريق هذا الزواج المقدس والانساني.

ولأشباع هذه الرغبة المهمة وتحقيق التوازن لدى الفرد وحمايته من الانحراف في المجتمعات الاسلامية , على الدولة ادخال الثقافة الجنسية في المناهج الدراسية للشباب وباسلوب علمي مبسط بعيد عن الاثاره وكذلك طرق واساليب منع الحمل . فكما يقول الشرع ( لاحياء في الدين ).
ويمكن تزويج الشباب , الذين ليس لهم امكانات مادية او سكن خاص بهم , بسن مبكرة بتسهيل النفقات المادية للزواج مع الحرص الشديد على عدم الانجاب الا بعد توفر الظروف الملائمة لذلك , مع المرعاة التامة للشروط الشرعية لهذا الزواج .
ويمكن التفكير بأحد طرق الزواج التالية والتي يمكن ان تقضي او تساعد في التخفيف من الاثار السلبية للحرمان الجنسي , وكل طريقة من هذه الطرق لديها قبول من بعض المذاهب الاسلامية او لدى بعض فقهائها على الاقل .

1 – زواج الفريند
فتوى اثارت جدلا واسعا في العالم الغربي والعربي والاسلامي اطلقها الشيخ عبد الحميد الزنداني رئيس جامعة الايمان في اليمن عندما أصدر فتوى بأسم زواج فريند , ثم اكد انه زواج ميسر. ويصر الشيخ الزنداني على ان فتواه تعد تيسيرللزواج وتصحيحا لوضع يعتبره من وجهة نظره شاذا.
ويستند اساسا الى الاركان الواجب توفرها في الزواج الشرعي والمحددة بوجوب المأذون والشاهدين وصيغة العقد والمهر المتراضي عليه , اضافة الى ما يستوجبه من اشهار لعقد الزواج واعلانه .
وليس في شروط هذا الزواج وجود منزل مع الزوج , حيث يستطيع الزوج ان يخلو بزوجته سوى في بيت اهل الزوج او في بيت اهل الزوجة او اي مكان اخر . وهو زواج شرعي .


2 – زواج المسيار
حيث ان الرجل في هذا الزواج يسير الى زوجته في اوقات متفرقه ولا يستقر عندها , وهو أن يعقد الرجل زواجه على امرأة عقدًا شرعيًا مستوفي الأركان. لكن المرأة تتنازل عن السكن والنفقة . وهو زواج شرعي يتميز عن الزواج العادي أن المرأة أو الزوجة فيه تتنازل عن بعض حقوقها على الزوج ، مثلاً أنها لا تطالبه بالنفقة او السكن، امرأة غنية أو موظفة أو غير ذلك مستورة , وليست في حاجة إلى من ينفق عليها، تتنازل مثلاً عن المبيت الليلي.

3 - زواج المتعة
ويسمى بـ(الزواج المؤقت أو الزواج المنقطع)، وذلك لأن له وقتً معيناً ينتهي فيه بدون طلاق، بخلاف الزواج العادي المسمى بـ(الدائم)، فإنه لم يحدد له وقت خاص، فيستمر ولا ينتهي إلا بالطلاق. وهذا الزواج يشبه الزواج الدائم في كثير من أموره، ويختلف عنه بما يلي: أولاً: يجب أن يذكر في صيغة العقد المهر والمدة، والصيغة هي: أ-أن تقول المرأة: زوجتك نفسي بمهر قدره (...) لمدة (...). ب - فيقول الرجل: قبلت. ثانياً: ينتهي هذا الزواج بإنتهاء مدته المحددة في العقد بدون حاجة إلى طلاق. ثالثاً: يجب على المرأة المدخول بها أن تعتد من علاقتها السابقة إذا أرادت التزوج بشخص آخر، وعدتها هي مضي حيضتين عليها بعد إنتهاء مدة عقدها السابق، وعليه فإنه لايحل لها التزوج من شخص آخر إلا بعد مضي عدتها، أما مع عدم الدخول فلا عدة عليها، ولها أن تعقد على غيره مباشرة. رابعاً: لا يلزم الرجل بالإنفاق عليها خلال فترة العقد إلا إذا إشترطت عليه ذلك. خامساً: لا يرث أحدهما الآخر إن حدثت الوفاة خلال فترة الزواج.



4 - الزواج العُرفي: وهو نوعان:
أ‌- وهو أن يكتب الرجل بينه وبين المرأة ورقة يُقر فيها أنها زوجته، ويقوم اثنان بالشهادة عليها، وتكون من نسختين؛ واحدة للرجل وواحدة للمرأة، ويعطيها شيئًا من المال كمهر.

ب‌- وهو أن يكون كالزواج العادي، لكنه لا يُقيد رسميًا عند الجهات المختصة , وهو موافق للشريعة الاسلامية , وبعض العلماء يُحرمه بسبب عدم تقييده عند الجهات المختصة، لما يترتب عليه من مشاكل لا تخفى بسبب ذلك.

أوجه المشابهة بين الزواج العرفي -الموافق للشريعة- وزواج المسيار:
1 - العقد في كلا الزواجين قد استكمل جميع الأركان والشروط المتفق عليها عند الفقهاء، والمتوفرة في النكاح الشرعي، من حيث الإيجاب والقبول والشهود والولي.

2 - كلا الزواجين يترتب عليه إباحة الاستمتاع بين الزوجين، وإثبات النسب والتوارث بينهما، ويترتب عليهما من الحرمات ما يترتب على الزواج الشرعي.

3 - كلا الزواجين متشابهين في كثير من الأسباب التي أدت إلى ظهورهما بهذا الشكل، من غلاء المهور، وكثرة العوانس، والمطلقات، وعدم رغبة الزوجة الأولى في الزواج الثاني لزوجها، ورغبة الرجل في المتعة بأكثر من امرأة، وخوف الرجل على كيان أسرته الأولى... وغيرها.

ويختلفان في النقاط التالية:

1 - زواج المسيار يوثق في الدوائر الحكومية، ولكن الزواج العرفي لا يوثق أبداً.

2 - في الزواج العرفي تترتب عليه جميع آثاره الشرعية بما فيها حق النفقة والمبيت، ولكن في زواج المسيار يُتفق على إسقاط حق النفقة والمبيت.


أوجه الفرق بين زواج المسيار وزواج المتعة:

1- المتعة مؤقتة بزمن، بخلاف المسيار، فهو غير مؤقت ولا تنفك عقدته إلا بالطلاق .

2 - لا طلاق يلحق بالمرأة المتمتع بها، بل تقع الفرقة مباشرة بانقضاء المدة المتفق عليها او بوفاة احد الطرفين .

3 - أن الولي والشهود ليسوا شروطاً في زواج المتعة الا في حالة كون المرأة غير بالغة او كونها بكرا فيجب موافقة الولي ، بخلاف المسيار فإن الشهود والولي شرط في صحته.

وحسب رأي المتواضع , ومع احترامي الشديد للأراء الاخرى , فأن احد اهم عوامل التخلف والتأخر الحضاري والفكري في المجتمعات العربية بصورة خاصة والمجتمعات الاسلامية بصورة عامة , يرجع الى الحرمان والكبت الجنسي وزواج الاقارب , فأن الاول يؤدي الى الشذوذ والقلق والميل الى العنف , والثاني يؤدي الى التخلف الفكري والتعصب وعدم قبول الاخر بالاضافة الى الامراض الوراثية المختلفة .

وأخيرا اختم مقالتي بقول المفكر الفرنسي ميشال فوكو( 1926 – 1984 ) : ان اكثر الشعوب تحريما لشئ , هي اكثرها هوسا به .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اخرى
حمورابي سعيد ( 2012 / 3 / 17 - 08:05 )
اخي شاكر..هناك زواجات اخرى مثل ..الزواج بنية الطلاق والويك اند والمضياف والوناسة والسواقة والصباحي ,ما هو راي الدين بها ؟ تحياتي


2 - كلها انظمه (زنى ) مقننه ياسيدى وليست زواج
مـينا الطـيبى ( 2012 / 3 / 17 - 14:34 )
وللعلم ياصديقى يوجد هناك 32 نوعآ من انظمة الزواج فى الأسلام وماهى الا زنى مقنن طالما لم توجد النيه الحقيقيه فى الأستقرار وبناء اسرة كامله ودائمة التواصل وغير ذلك فالنيه من الزواج هو الزنى ولا داعى ان نتهرب من الواقع وما يمليه العقل علينا وان اصحاب الأموال والغنى هم الوحيدون يستغلون هذه الطرق وتحويلها الى شرع دينى اسلامى لتحميهم من البغضاء امام الناس ومن الزنا امام الله ( وان الله يعلم مابقلوبهم وبنياتهم) واننى لا اوفقك ياسيدى على هذه الحلول المقننه للزنا والزواج الغير متوافق من اجل الحصول على الجنس وفقط مثل الطعام والماء فهذا غير حقيقى كما ذكرت فهناك فرق بين الحيوان والأنسان فى هذا الشأن وانك اعتبرت الأنسان مثل الحيوان فى هذا الأمر فهناك حلول اخرى اكثر تأثيرآ ونفعآ وعملية ايضآ نبغوا فيها واقروها بلاد الغرب التى يبحون بالجنس ذاته ومنها كيفية قضاء اوقات الفراغ والأبتعاد عن مايثير الشهوة الجنسيه والتفكير فى كل ماتحبه نفسك وليكن القرأة والكتابه والرسم والهويات الآخرى الجميله الكثيرة جمع الطوابع والعملات الخ... ولا تجعل الجنس هو الشىء المسيطر الوحيد على عقلك والا اصبحت حيونآ من نوعآ آخر


3 - الزنا الحلال
شاكر شكور ( 2012 / 3 / 17 - 18:20 )
برأي ان الله لم يخلق متعة الجنس لأجل المتعة وأنما اوجدها لكي ينجذب الطرفين بهدف تكاثر الخليقة وبدون وجود تلك المتعة لما اقترب رجل من امرأة والعكس صحيح ، وخلق المتعة لم يكن بلا نظام بل خلق الله بكارة المرأة لتحديد خطيئة الزنا ان وقعت ، ان الزنا وحده خطيئة وتبرير الزنا تحت مسميات الزواج المؤقت وتحت راية الشرع يعني ذلك ان الله اتهم باعطاء الموافقة لذلك وبهذا اصبحت الخطيئة خطيئتين الأولى خطيئة الزنى والثانية اتهام الله بالموافقة على ممارسة انواع المتعة ، الأهتمام بوسواس الجنس موجود كتشريع في الدين الأسلامي كآية المتعة (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ) وأنسحب هذا الوسواس لما بعد الممات في الجنة ايضا ، في المسيحية لا يوجد تبرير الهي للزنا ومن يريد ان يزني يقوم بذلك على ذمته او ذمة قانون وضعي من صنع الأنسان وليس من صنع الله لأن الله يعرف المآسي الأجتماعية من الزنا فحرمه كما ان الزواج عند الله من الأمورالمقدسة ولا يسمح ان يستغل المقدس لأجل متعة الجنس المؤقت ، تحياتي للجميع