الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ننتصر و لا نموت
علي الأمين السويد
2012 / 3 / 17اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
يُحيي عمالقة سورية الشباب الحي مستهل عام ثورتهم الثاني بالترحم على شهداء الحرية و الابتهال لله عزّ وجل ليحفظ المعتقلين من كل سوء، و أن يتكفل بسلامتهم، و بقرب تحريرهم من سادية آسرهم.
ففي مثل هذه الأيام منذ عام خلى دقَّ الشعب السوري الأبي أبواب الحرية بيده العارية، و قد حمل أغصان الزيتون بيده الأخرى بعد أربعين عاماً مرت عليه في قبر الذلِّ و الانكسار.
و بدلاً من أن يفتح النظام السوري باب الحرية على مصراعيه للشعب الذي ظنّ أنه ما جاء يطرق الباب إلا لرفعة الوطن و ازدهاره فتح النار عليه، و اتهمه بالهلوسة و الجنون بعد أن أعلن قائده – قائد الإرهاب في العالم أن مجرد طلب الحرية خيانة، والسعي للديمقراطية فتنة، والتغني بالعدالة مؤامرة.
و مع هذا فقد أصرَّ الشعب السوري على محاولة إفهام النظام أنه طالبٌ للإصلاح بشكل سلمي، فأصرَّ النظام على أنه يرى الإصلاح في إبادة طلاب الحرية معتبراً أن هذا هو الإصلاح الوحيد الذي يمكن فعله.
لكن الشعب السوري الحر استعظم في نفسه أن يُقذف بالخيانة أو بالعمالة أو بالتآمر فضجت صدور أبناءه تصدح في سماء الوطن بهتاف "الموت ولا المذلة." هتف بمكنونات صدره عالياً وتذوق طعم الحرية التي صارت تعني له الحياة و قرر أنه لا عودة إلى تابوت العبودية بعد الآن. فوجد الطاغية بشار الأسد نفسه وجها لوجه مع الحقيقة فوحّد أهدافه و حدد مساره نحو سحق كل من نزع القداسة عن ربوبيته ولكنه تناسى أن قوة الشعوب لا تقهر مهما تكبر هو أو تجبر.
فهذا المستأسد المعوق نسي بعضاً من الحكم التي كانت تنسب لأبيه ربُّ الإرهاب الأول حين قال: "قوتان لا تقهران – قوة الله وقوة الشعب"، وربما أنه لم ينسى ولكنه و لسوء تربيته لا يثق بأبيه على الإطلاق فصَّوب نيران الأسلحة التي دفع الشعب السوري ثمنها لتحميه من الصهاينة إلى صدر هذا الشعب نفسه وضغط على الزناد بقوة عضلات صهيونية و روسية و ايرانية.
لقد أطلق هذا المصاب بداء الاستهبال المبكر نار حقده على الصغير قبل الكبير حتى أنه اقتلع أعضاء الاطفال التناسلية و نهش أجساد الرجال و هتك أعراض النساء، و نهب الممتلكات العامة و الخاصة وكل هذا و ماينفك يتبجح بدوره المزعوم الموصوف بالممانع و المقاوم.
وهذا الممانع و المقاوم الخرافي مانع ممارسة الحرية في وطننا و قاوم الكلمة بحديث البنادق فكانت حصيلة هذا العام أكثر من احد عشر ألف شهيد، و خمسة وستين الف مفقود، و خمس وثلاثين الف جريح، و مئتين و خمسة عشرة الف معتقل، و حوالي عشرون ألف لاجىء في دول الجوار.
لقد هبَّ الشعب السوري لطلب الحرية مسالماً، فوقف النظام الأسدي له محارباً بكل ما أوتي من صلف و إجرام لا يمكن تفسير دوافعه إلا بانفصاله عن الإنسانية فأجرى الدم السوري الطاهر ليعانق تراب الوطن الجريح وليزيد في اتقاد شعلة ثورتنا و ليزيد من تصميم أبطالها على بلوغ الهدف و نيل الحرية مهما كلَّفه ذلك من تضحيات. فهذا شعب كلما تذوق الشهادة طلب منها المزيد.
ورسالتنا للنظام السوري اليوم كما في كل يوم بأنّا كنا قد عقدنا العزم على اسقاطه بإسقاط هذه الطغمة المجرمة بقيادة آل الاسد ولو آزره العالم بأسره ولكننا اليوم عقدنا العزم على إعدام هذا النظام.
وليُعلم أن الشعب السوري سائر إلى النصر لا يثنيه شيء أبداً حتى الموت الذي أصبح مطلباً جماهيريا. ونتيجة لإيماننا الراسخ بالنصر عدلّنا ما يُعتقد أنها مقولة المجاهد عمر المختار: من "نحن لا نهزم؛ ننتصر أو نموت" إلى "إننا في سورية لا نهزم ننتصر و لا نموت."
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فيتو روسي ينهي النظام الأممي لمراقبة العقوبات على كوريا الشم
.. وضع -كارثي ومرعب- في هايتي مع تواصل تدفق الأسلحة إلى البلاد
.. المرصد: 42 قتيلا بقصف إسرائيلي على حلب بينهم عناصر من حزب ال
.. -بوليتيكو-: محادثات أميركية لإنشاء قوة حفظ سلام في غزة | #ال
.. العدل الدولية: على إسرائيل زيادة عدد نقاط العبور البرية لغزة