الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وداعا ..زوربا السوداني(2-2)

عفيف إسماعيل

2012 / 3 / 17
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية


عم علي.. أو علي الفك.. أو ابوحميد أو زوربا السوداني كما اتفقنا ان نسميه نحن شلة اصدقاءه عبد العزيز عبد الرحمن و نور الدين عبد الباقي، كائنا استثنائيا في أزمان العادية والتشابه، اصابه قلق الوجود باكراً فانتعل روحه الغجرية وطموحه الزورباوي وتنقل بين المدن والمهن في الكثير من مدن وقري أكبر قطر في افريقيا الذي كان من قبل هبوط الطفابيع بأرضة مليون ميلا مربعا، تجد عم علي أو زروبا السوداني بهذه المدينة حائكا افرنجيا، وبأخري مصورا فوتوغرافيا بارعا، وبتلك القرية مزارعا يعرف اسرار الأرض ويعشقها وتبادله عشقها بمحاصيل وفيرة، لكن أغلب الظن ان مهنة الأولي والآخيرة هي التأمل في شأن الخليقة والمخلوقات علي هذا الكوكب وما جاوره، و بحثه الحياتي الاهث عن ايجاد صيغية توافق توازان تحترم حقوق هذا الجمع المتنافر من الكائنات علي هذه الأرض، اوصله بحثه في محطاته الباكره إلي دوحة ورافة الظلال وجنية الثمار كما يسميها، وهي الجبهة المعادية للاستعمار، فوجده فيها ضالته في التفكير الحر لمارق مثله من ملة القطيع، والقبيلة التي حاولت ان ترسم له خطوط روحه العصية علي التدجين والركود للاستسهال وارضاء الذات. فنهل من الجبهة المعادية للاستعمار زاد عمره الفكرى ثم انطلق بروحه الزورباوية لا يلوى إلا علي تحدى آفاق الانطلاق بالخروج عن المأولوف والسائد، وادمن التجوال كي يهدهد ظمأ روحه الغريبة.
أبو حميد في قطار نيالا:
عم علي تجده دائما يعاظل اكثر من فكرة في وقت واحد مما اكسبه شروداً مؤقوتاً، ونسيان لما حوله ولما درج الناس الانتباه له والتركيز حوله، وتوقد وحضور في اغلب الاحيان، وانت تجالسه لا تدري احيانا هل يخاطبك أم يتحاور مع اقراناً له غير مرئيين من سكان المستقبل والكواكب الأخري او تلك الارواح العابر التي تشاكسه وتسامره وتجئ إليه بأفكار لا يستطيع غيره التعبير عنها جهراً أو تنفيذها في مجتمع يضع كل فرد فيه دائم تحت عدسة المجهر.
كانت وسيلة التنقل الناجعة بين المدن في ذاك الزمان مخلفات الانجليز النافعة، وتلك السكك الحديد وسفر بيوتها الذي قرب المسافات، ذات حلم زورباوي طاف بخيال عم امتطي قطارا، فارا من ملل اصاب روحه من الخرطوم وما حولها واهتدى بنبوءات بوصلته الغجرية التي حددت له أحد مدن غرب السودان كمرسي، كالعادة بعد اقل من نصف ساعة من تحرك القطار تعالت القهقهات من "القٌمرة" التي اتخذها مسكنه المؤقت لحين وصول، وصار يجذب سكان "القَمرات" المجاورة بقفشاته وطرافته وهو منهمك في لعب الكونكان مع زميل له من ابناء الابيض اسمه ايضا "علي" تعرف عليه في القطار اثناء بحثه عن زميل له حريف في لعبة كونكان14، وصارا ملكا الملعب لساعات طويلة بدون هزيمة، وكعادة عم وذهنه الذي يعاظل اكثر من فكرة واحده في نفس الوقت،كان يلعب بنصف ذهنه وبالنصف الآخر يفكر في البوادي الخصبة التي يمر بها القطار وخالية حتي من الجن نفسه لكنها تصلح للزراعة، وصار يخطط مشاريع زراعية في ذهنه، ويلعب الورق بآلية، ينادونه احيانا عندما يتاخر في اللعب:
- ما تلعب يا علي ياخ!! جُر واجدع البايظ سريع دي كوتشينة ما شطرنج!!
كي يبرر تأخيره في اللعب قال لهم:
- يا جماعه انا عندي اقتراح، انتو لمن تنادوا "علي" انا فاكركم بتقصدوا علي زميلي ما انا، عشان نفرق بينو وبيني، وما اتاخر ليكم في اللعب، اذا سهيت او سرحتا قولوا لي العب يا ابو حميد،أبو حميد دا لقبي من الطفولة، وتكون كدا مشكلة التاخير اتحلت.
وامتد اللعب لساعات وصار لقب ابوحميد هو سيد تلك الحظات، وتميمة حظ جديدة وخاصة بعد هزيمة اي من اللاعبين وهو يجر "خمسين" بصوت راعد، عندما يصيح عم علي باعلي صوته:
-انا الشافو خلو،انا التسخو الـ الله مسخو ،الدخل البحر ومرق بوسخو، انا علي ابوحميد ود ابوحميد، يالله ادونا غبار "....." تتعالى الضحكات اعلي من هدير القطار،
- يا جماعه سريع خلو غيركم يجي يتغلب،اللية جاكم بلا، انتو عارفين لمن تفتح صندوق الكوتشية مش بتلقو فيها جواكر زائده، آهه.. أنا واحد من الجواكر دي زااتا، يعني جاي مع الصندوق، والله الليله حنة عرسي بس اي زول ندبل ليه غلبو، ندبل ليهو وكان دائر مثني وثلات ورباع كمان عندنا. تتعالى الضحكات زاد تلك الرحلة التي يسكتها توقف القطار المفاجئ لعطل ما، وظن الجميع بان عم علي عندما سار مبتعدا في ذاك الخلاء البهيم انه ذهب ليقضي احد حوائجه، لكنه كان يسير بغير هدي خلف اقرانه غير المرئيين الذين كان يجادلهم عن افضل مكان لبيارة دائمة للمياه في هذا السهل الممتد كي يصير أخضر طيلة العام، فجاءة انتشلته اصوات كانها آتية من عصور أخري تنادية:
- يا علي.. يا علي اسرع القطار اتحرك، ويركض حافيا كي يلحق به، ويجد علي سلم الباب "علي" الآخر زميله في اللعب كونكان 14 لنصف يوم باسطا يده من سلم القطار كي يساعده علي الركوب، يشكره بحرارة، وكان "عم علي" قد نسي تماما من هو "علي" الآخر وهو ما زال يعالج افكار في كيفية تخضير هذا السهل الممنبسط الذي فقط يحتاج إلي ماء متدفق كي ينتج ما يكفي ملايين الناس.
- ما بينا يا "علي" تشكرني علي شنو نحنا ما زملاء واخوان..
- الأخ من وين في الأهل؟
- يا أبو حميد انتا نسيتني ولا شنو؟!
هنا..
فكر عم علي سريعا ما دام هذا الرجل الغريب الذي امامه يناديه بلقب ابو حميد هذا يعني انه من اصدقاء الطفولة،أو من اقاربه المتفرقين في كل البلاد وافضل طريقة كي يتخلص من هذا المأزق ان يعطي اجابة مموهة فقال له
- كيف ما عرفتك، عشان عملت ليك جلحات وشنب زي الساعه تلاته وربع
- انتا صحي صحي نسيتني ،يا علي بتبالغ لكن.......
- ابالغ شنو يا اخ ، هو زمن نصاح من آخر مره اتلقينا فيها،زمن ياخ، عُمر، عُمر ناس، زمن!!
وطارت بتلك الواقعة قطارات البلاد وصار تروي بشخوص مختلفة واصلها هو عم علي أبوحميد، علي الفك،أو زوربا السوداني.

علي بطيخ لقب لم يدم أكثر من ليلة واحدة:

ذات مساء خريفي كنت اجلس برفقة محمد فتحي المصري" حماده" ونور الدين عبد الباقي في حضرة عم "علي " نتسامر عن القابه الكثيرة التي يُعرف بها، قال عم علي بمناسبة هذا الدعاش هناك لقب لم يدم سوى ليلة واحدة، وهو علي بطيخ، لأنني في الليلة التي نلته هربت قبل الفجر من الحى.
- كنت في العشرين من عمر أو اكثر بقليل، عندما تزوج احد اقربائنا الاثرياء زوجة الثالثة، وكانت العروس في عمر اصغر من بناته، لم تطق زوجته الأولي والثانية ان تشاركهم هذه القادمة بعنفوان الشباب مملكتهما المشتركة، درءاً للفتنة اختار الحاج ان يسكنها في بيته القديم الذي يلاصقنا، وكنا نحن شباب الحي نعرف مجئية المتباعد من رائحة الصندل الذي ينطلق كسحابة لطيفة ليعطر كل الحي، ذات خريف،من ذلك النوع الذي يفاجئ السكان والمسؤلين معا، خرجت بعد توقف الامطار لتفقد خسائر بيتنا، بينما احفر جداول لتصريف المياه اطلت الجارة العروس من فوق السور وقالت:
- يا ابو علوة ، زي ما انتا عارف انا الله ورقبتي،عايزاك تساعدني المويه قربت تغرق بيتنا.
عبرت إلي بيتها في الحال تسبقني همة الجار وقت الشدة، ووجد بيتها غارقا تماما في بركة مياه، برغم خبرتي الطويلة في تصريف المياه في التصليح والهدم احيانا، ظلت اعمل لمدة نصف ساعة حتي عادت باحة المنزل بدون مياه، وفي تلك الاثناء شممت رائحة الصندل تعبق اكثر من دعاش اول مطره في الخريف، فادركت بأن الحاج سوف يزور حينا هذه الليلة، وقلت في سري الناس في شنو والحسانية في شنو، المهم يا زول خلصت تصريف المياه وناديتها من وراء الستار الذي يفصلني عن حفرة نطعها، واخبرتها بإكمال المهمة علي الوجه الأكمل ، وعليها ان تنبه الحاج عندما ياتي ان يسير في الطوب الذي رصفته من مدخل المنزل حتي الغرفة.
- الرسووووول يا أبوعلوة خليني اكمل دخاني دا، واعمل ليك كباية شاي
- مره تانية انا ماشي اصلح صبابة الديوان بتاعنا، التقول مركبة بالقلابا ما كبت ولا نقطة برا.
وانا اخطو نحو باب الخروج سمعت صرختها المدوية
- سجمي عقرب.. عقرب،
فركضت مسرعة كي انقذها من سموم تلك العقرب،فرأيت ما لا يجوز لي ان اراه، سالتها بارتباك اين العقرب، اشارت اي كومة من انصاف الطوب الأحمر قربها، ونبشتها واحدة واحدة وانا اغالب دوار الصندل، واحاول ما امكن ان لاانظر تجاها، ولم اجد أثر للعقرب المزعوم، وهي مازالت علي عريها المعطر.
- بتكوني اتخيلتها ساكت
- سجمي يا أبوعلوة، انتا مبلول كلل، كدي خش جوه الاوده ديك في سروال وعراقي بتاعت الحاج نضاف البسهم، وامتثلت لذلك كي افر من امامها، وقبل ان اكمل ارتداء تلك الملابس وجدتها تقف خلف ظهري، بعريها المعطر،فقط في تلك اللحظة ادركت نواياها، وسالتني بصوت كسول:
- يا ابو علوة الجو دا جو شنو؟
طارت كل مفردات اللغة من رأسي، وانفاسها التي تلامس ظهري ، وانا اغالب دوار الصندل،قلت لها وانا افر بقميص زوجها قبل ان يقد من دبر
- جو بطيخ
صاحت خلفي غاضبة
- بطيخ.. يا بطيخ.. بطيخ انتا.
وفررت بسرى لأحد الثقاة من اصدقائي واخبرته غاضبا بما حدث، كان متعاطفا معي وقال
- أنتا يا ابوحميد أخلاقك كويسه، وولد ناس، و حسنا فعلت، ما فعلته يشبهك تماما.. فذهبت من عنده رائق البال، فليس هناك شئيا في الوجود أجمل من صديقك صدوق يكتم سرك و يفهمك في كل الأوقات من غير ان تحتاج إلي شرح مطول. ووعدته ان نلتقي بعد قليل في جلسة المسامرة المسائيه لمجموعة شباب الحي.
وذهبت لهم بعد ان تخلصت من قميص الحاج وخبوب وطين المطره ، ورائحة الصندل مازالت تحتل انفاسي، عندما ههممت بالجلوس قال احدهم الآخر وهو يتصنع الجدية والبراءة في صوته:
- يا سلام يا اخي ما تقولي الجو دا جو فول، ولا جو اوربي، دا جو بطييييخ عديل كدا..
- انتا البطيخ موسمو جاي ولا لسه؟
- والله ما عارف لكن.. بالجد كدا انتا البطيخ دا بزعوا كيف؟عندو شجر، ولا بشتلوا ولا بقوم بروس ساكت، ولا عندو ساقين زي ناس معنا هنا؟
- انتا البطيخ بجيبو من وين من الروصيرص ولا سنار، ولا وارد حينا هنا؟
- شن عرفني انا، اسال علي بطيخ الجمبك دا.
فتركت مجلسهم وتلاحقني صدي ضحكاتهم المتهكمة، فقررت في تلك اللحظة مغادرة الحي بغير رجعة.
واكمل عم علي وهو يضحك ضحكته التي تنتهي بسعال خفيف وبحة في الصوت، وقد كان، في فجر اليوم التالي غادرت الحي لمدة عام كامل في شنطني هدوم الحاج كتذكار كمان.
قاطعه نور الدين وهويتسال بخبث:
- يعني يا عم علي عايز تقنعني انك ، وفوتا فرصة مدردقه زي دي عملت فيها إبن يعقوب ؟
ضحكنا جميعا عدا عم علي الذي اكتست ملامحه بمزيج من الجدية والغضب وقال:
- يا نور هووى .. ارع بقيدك، انتا عارف انا فالت من يومي، لكن في حدود ما بتجاوزا ، انتا قائل ناس الجبهة المعادية للاستعمار ديل زمان لمن كنتا معاهم بدرسونا بس عن التغيير والثورة،وماركس ولينين وعبد الظنبار، لا..لا..لا.. يا زول، اول حاجه علمونا ليها انو نحترم كل شئ الشعب السوداني بحترمو، الجار والقرابة، وبرش الصلاة، والعلاقات الاجتماعية، ومعتقدات الناس وكل القيم الايجابية في الحياة السودانية، وان تكون مثل ايجابي ايضا للناس التانين، وحاة اسامه ولدي أنا ما شفتا في حياتي أجمل من بت الناس ديك العروس جارتنا، لكن لو هسع دي بعد العمر دا كان مريت بنفس الموقف ح اقول ليها الجو جو بطيخ، انتا بتلعب ولا شنو.. نحنا الغنو لينا
بالعدا معروف ما ببادر
ما بخون الجار ماني غادر
لو كان عم علي حيا بيننا اليوم وهو يقرأ علي صفحات نشرات حقوق الانسان عن اغتصاب نساء السودان ورجاله يتم كسلاح من اسلحة الحرب في دار فور وكردفان، و..و..و.. وفي بيوت الاشباح...أو حتي في مكاتب الدولة الاسلاموية في جمهوريتها الأولي والثانية علي مرمي ضفة من القصر الجمهوري، قطعا كان سيقول: من أين جاء هؤلاء عبدة الشيطان والفسق والرذيلة، الذين يقننون للسحل والحرق والتعذيب والاغتصاب، ويجرمون كل من يقول كلمة حق، او يعارض أو يفضح هذا الفعل المشين يقدمونه للمحاكمة بتهمة اشانة سمعة الجهاز.

عم علي والاستنساخ:
يتابع عم علي بنهم معرفي كل نشرات الانجازات العلمية الجديدة، خاصة في المجال التكنولوجيا الطبية، عندما تم استنساخ النعجة "دوللي" صار ذاك موضوعه المفضل و يتابع كل النشرات الخاصة بذلك ، تجد عنده موضوعات من مصادر مختلفة، وصار ذلك شغله الشاغل فهو على قناعة راسخة بان مستقبل البشرية معلقاً بإستنساخ النعجة الدوللي وما يليه من اكتشافات طبية، وكان يتحدث حديث العارف عن حضارات قديمة تخاطرت لها فكرت التحنيط لإيمانهم بالخلود و البعث وكحل لسؤال الفناء والديمومة.
وكان يقول بأن الاستنساخ هو ثورة البشر ضد الموت.
في تلك الأيام قرر الطبيب المتابع لصحته بالحصاحيصا بعد فحوصات كثيرة ، لا بد ان يجري له عملية البروستاتا، ففر عم علي بخوفه إلي الخرطوم يستشير طبيبا أخصائيا مشهورا آخر باهظ التكاليف، فكانت الإيجابة أن يجري العملية باسرع ما يكون.
في غرفة العمليات كان ذهن عم علي شاردا يعاظل اقرانه من سكان المستقبل، عندما تحدث معه الطبيب قبل التخدير عن نسبة نجاح العميلة وسهولتها، وكان عم علي بالطبع قد درس كل الأحتمالات وصار علي معرفة تامة بأدق تفاصيل مرضه بكل مصطلحاته العلمية، وظل يتحدث عن النسب المسكوت عنها في فشل العملية والخسائر الجسيمة المترتبة عن ذلك حتي ظن الجراح بانه زميل له فسأله:
- يا "علي" انتا دفعة يا تو سنه؟!
لم يجب عم بذهنه المشغول باقرانه اللامرئيين.
انشغل الجراح في حديث مع طبيب التخدير الذي كان جاهزا لأداء مهمته، فجاءة تسأل عم علي:
- ما عندك طريقه تخديرك دا يخليني انوم لي زي خمسين ستين سنه كد؟؟
- يا علي انتا خائف ولا شنو؟؟!
- لا.. لا..لا..انا ما خائف بس بفكر انو اي صناعة في الدنيا دي عندها اسبيرات تايونية ولا صينية، يمكن بعد خمسين ستين سنه كدا ناس النعجلة "دوللي" ديل يمكن يكون عملوا اسبيرات لينا والواحد ياخد ليهو "عَمّرَا" كامله.
وتغيب ابتسامة عم علي المتاسمحة في الضفة الأخري ، ، وتلك البهجة الخاصة التي تحتل اللحظة كل ماجاء ذكر سيرته الناصعة التي كرسها للنضال بطريقته الزورباوية ضد أعداء الحياة.










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فى الاحتفال بيوم الأرض.. بابا الفاتيكان يحذر: الكوكب يتجه نح


.. Israeli Weapons - To Your Left: Palestine | السلاح الإسرائيل




.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا


.. إيران و إسرائيل -كانت هناك اجتماعات بين مخابرات البلدين لموا




.. تصريح عمر باعزيز و تقديم ربيعة مرباح عضوي المكتب السياسي لحز