الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كلام كاريكاتيري / الشيخ والكفر

سلمان عبد

2012 / 3 / 20
كتابات ساخرة



جمعتنا مصيبة واحدة ، هو يعاني من زيادة في الكولستول وانا اعاني منه ايضا وجئنا لنفحص كولسترولنا عند مختبرات التحليل ،جلسنا معا في ردهة الانتظار بعد ان اجري لنا التحليل وما علينا الا انتظار النتيجة ، وجرى الحديث عن ايامنا الحلوة وايام الشباب والقوة والعنفوان واننا لم نعرف يوما المرض ولم نبتلع اية حباية او ندع الابرة تاخذ طريقها الى مؤخراتنا ، وكالعادة جرى الحديث عن السياسة ، وقلت له انا اؤيد الحكومة واحبها واعادي من يعاديها واصادق من يصادقها ، وكان له نفس الاهتمام اي اننا كما يطلق علينا من ( الموالاة ) ، ثم تحدثثنا عن مرضنا ، قلت له : الكولسترول عندي دائما مرتفع ، وانت ؟ قال : انني رغم التزامي بما يطلبه مني الطبيب من حيث نوع الاكل ، وتناول العلاج باوقاته ، و العب رياضة ، حتى انني قللت النوم مع اختك ( يقصد زوجته ) الا ان الكلسترول يبقى في صعود ، كل شي عندنا في صعود الا انا وانت والمكاريد ، في نزول ، ثم يتابع : اعتقد ان الادوية التي نتعاطاها مغشوشة ، هو ظل شي ما غشوه ؟ والحقيقة ان كل الادوية غير فعالة حتى التحليل مو دقيق يشبه تحليلات اللي يظهرون بالتلفزيون، يا اخي صار الهم حفنة سنين واحنة تيتي تيتي لا مي لا كهرباء لا خدمات واحنة المتقاعدين ماكو واحد يفكر بنا ، كلهم ملتهين باللغف ، ثم اخذ صوته يرتفع ، ما يستحون ، عايشين احسن عيشة واحنة بالضيم ، و اخذ حديثه يحتد ويتحول الى صراخ وكانت خطبته مدوية بذم الحكومة ، فقلت له : يا عزيزي قبل قليل كنت تقول انا احب الحكومة وأؤيدها ، والان انت تسمط بها وتلعن سلفى سلفاها ، ماذا جرى لك ؟ . بعد ان انتهى من القاء خطبته ، هدأ ، ثم اخذ يتحدث :
ـــ زهكوني ، واتمنى فد يوم يسوون شي للمكاريد ، ماكو ، اشلون ما ازهك ،
حكى لي القصة التالية :
بالستينات كنت معلما في احدى القرى وكنا نسكن نحن المعلمين في القرية ، وعقدنا صداقات مع اهلها ، وكثيرا ما كنا نقصد " المضيف " ونشرب القهوة ، وحدث ان كانت ايام عاشوراء ، فجاء الى القرية احد الشيوخ من رجال الدين كعادته في كل سنة لاحياء الذكرى وكان يقرأ في المجالس التي تقام في هذه المناسبة ، وهو رجل لطيف ، وحلو المعشر وخفيف الدم ، الا انه كان يعاني من صعوبة الانتقال من مجلس الى اخر لان الاماكن متباعدة مما يصعب عليه الايفاء بها ويبقى يجول بين القرى لساعات متاخرة من الليل ، فاقترحنا عليه ان يركب الدراجة ، ففعل ، الا انه عدل عنها ولم تكن تفي بالغرض ، فاقترح عليه احد الاصدقاء ان يشتري ماطورسكل ( دراجة بخارية ) فهي سريعة ، ويستطيع ان ينجز عمله مثلما يريد ، وبحثنا له عن ماطورسكل ، واخيرا عثرنا على رجل في القرية المجاورة لديه ما نريد ، وينوي بيعه ، فذهبنا مجموعة ومعنا الشيخ لشراءه له ، وفعلا تم شراء الدراجة ، وتبرع ابن البائع بتعليمه قيادتها بوقت قصير ، وفي هذه الاثناء ذهب صاحب الدراجة بعد ان قبض المبلغ واوصى ابنه بان يشغل الدراجة ليطمئن الشيخ على جودتها ، وتجمهرنا حول الدراجة ومسكها ابن البائع واخذ يضرب ( هندر ) مرة واثنين وثلاثة والدراجة لا تشتغل ، واسقط في يدنا ، فقال الشيخ : يا ابني انا لا استطيع ان افعل مثلك فانت شاب ، ثم كل هذا الجهد الذي بذلته ولم تشتغل ، فرد عليه الابن : ابوي عندما لا تشتغل بسرعة يزهك ويبدأ يـكفّّّّر ، كفرة ، كفرتين ويشتغل الماطور، فرد الشيخ : قبحك الله انت وابوك والخلفوك ، ولك اشلون اكفر ؟ ما اتشوف عمامتي ؟ ، ثم اضاف الشيخ : حتى ما اعرف اشلون اكفر ، فرد عليه الابن : شيخنا هذا الماطور راح يعلمك .
فيا عزيزي ، سالفتي مثل سالفة الشيخ والماطور .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي


.. الفنان أحمد عبد العزيز ينعى صلاح السعدنى .. ويعتذر عن انفعال




.. االموت يغيب الفنان المصري الكبير صلاح السعدني عن عمر ناهز 81


.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد




.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه