الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
معلول المنقول و دلالة المعقول
حسن الشرع
2012 / 3 / 21التربية والتعليم والبحث العلمي
بينما كان العالم الشهير ألبرت اينشتاين في إحدى الحفلات العامة اقتربت منه سيدة وطلبت منه أن يشرح لها النظرية النسبية فروى لها القصة التالية: كنت مرة مع رجل مكفوف البصر فذكرت له أنني أحب الحليب فسألني: ما هو الحليب قلت والكلام للسيد اينشتاين : إنه سائل ذو لون أبيض. فقال الرجل: أما السائل فإنني أعرفه . ولكن ما هو اللون لأبيض ؟قلت: إنه لون ريش البجع قال أما الريش فإنني أعرفه . ولكن ما هو البجع ؟قلت : إنه طائر رقبته ملتوية فقال : أما الطائر فإني أعرفه . ولكن ما معنى ملتوية؟ عند إذن أخذت ذ راعه ومددتها ثم ثنيتها وقلت هذا معنى الالتواء فقال الرجل : الآن عرفت ما هوالحليب ثم قال آينشتاين للسيدة : والآن يا عزيزتي أما زلت ترغبين في أن اشرح لك النظرية النسبية.
لست متأكدا من صحة هذه الرواية فانا اميل الى تضعيفها وربما حسنها غيري او صححها اصحاب الصنعة الذين لا يكترثون بما اميل اليه مادام لا يجاري مقاييسهم في جرح من يريدون وتعديل من يحبون ولكنني ازعم انه هذه الرواية وان انقطع سندها لا تخلو من دلالة معتبرة عند اهل الصنعة وعند غيرهم من امثالنا نحن المساكين الذين يفترض بنا التصديق من غير نظر او تدقيق او تأويل او توجيه والا فقد- قطعت السن وآذان ورقاب ربما لانها كذبت ماكان لايجب تصديقه او صدقت اوصدقت ما كان لا يجب تكذيبه.وعلى كل حال فنحن في بلاد النهرين لسنا معنيين بما يقوله اينشتاين وامثاله قدر اهتمامنا ببيانات الثورات والانتفاضات والحروب بارقامها الاول والثاني والثالث ابتداءا باعدام الرئيس ومرورا بمنع التجول ووصولا الى النقل غير السلمي للسلطة ثم تصريحات الناطق العسكري والمتحدث باسم الحكومة وممثلي الكتل والنشرة الكهربائية...والقائمة تطول! سمعنا ان الحق في الرؤية والباطل في السمع وان مابين الحق والباطل ليس غير اصابع اربعة تفصل العين عن الاذن فما بالك بروايات ذهب الكثير منها ووضع كثبر آخر وزيف غيرهما.
الرواية الاولى ارويها لكم بتصرف وبسند صحيح عن احد صحابة الرئيس العدول الذين كان من ابناء المهاجرين الاوائل من الريف الى المدينة الا انه لم يكن من الانصار ولا حتى من المؤيدين ..يقول ان قرار الزي الموحد لم يكن بدافع رؤية رئاسية شريفة او من اضعاث ايحاءات احدى قيلولات ظهيرة قيظ رئيس جامعة تحت نسمة مبردة هواء الهلال.ان ذلك القرار( والكلام للصحابي الجليل) كان يعبر عن منهج ومسيرة وحكم (شرعي)وليس رأيا قابلا للتاييد او النقض فكل شئ كان يوحي بسيطرة حكومة الثورة (الدولة)على الفعاليات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والعلمية وماسواها ...ازياء موحدة (uniform) للعمال وبدلات اشتراكية للنقابيين واخرى لعمال البلديات وسواق النقل العام والجباة والدفاع المدني و..و...وازياء للموظفات وطالبات وطلبة المدارس وطلبة الجامعات .المساواة وتكافؤ الفرص وعدم التمييز والمسيرة الاشتراكية هي علة لكل هذا...ومرت الايام ودارت الايام وقبيل سقوط النظام كادت الدولة ان تتخلى عن هذا وذاك ..فلا مجال لاشتراكية في ظل الحصار ورحيل كورباجوف والسقوط الشرقي المدوي والهم الامني والسلطوي هي علة التهاون بل وترك منظومة الفكر التي كانت تعمل لاكثر من ربع قرن .وبعد سقوط منظومة الدولة على يد الاميركان وغيرهم من دول الائتلاف التي قادت الحرب على العراق ومن ثم احتلالة روى بعض التابعين من المهاجرين بان كل ذلك الفعل (الاشتراكي ) كانت علته عسكرة المجتمع بعد ان تم للنظام عسكرة الدولة ولهذا السبب كان هؤلاء الصحابة كما تشير اليه رواياتهم وسيرتهم ومن خلال وسائل الاعلام يناهضون وبشدة كل عمل يقود الى هذا الهدف بما فيه الازياء الموحدة،بل ان بعضهم ربط الموضوع بالحريات الشخصية وحقوق الانسان التي لابد انها ستنتهك بهذه الازياء!
الرواية الثانية يحكى ان نصرانيا وأعرابيا اجتمعا في سفينة تعبر بهما الفرات , فصب النصراني خمراً من زق كان معه وشرب , والأعرابي ينظر إليه ثم صب مرة ثانية وعرض على الأعرابي فتناولها منه وشربها ودنما تفكيرفقال له النصراني : جعلت فداك .. إنما هي خمرفال : ومن أين علمت أنها خمر ؟فقال : اشتراها غلامي من يهودي , وحلف أنها من أجود الخمورفقال له الأعرابي : يا أحمق .. نحن نروي أمثال سفيان بن عينة ويزيد بن هارون وهم عدول ولا نصدقهما , فكيف نصدق نصرانيا عن غلامه عن يهودي والله ما شربتها إلا لضعف الإسناد .
الرواية الثالث سندها معلول كسند روايتي اينشتاين والنصراني : يحكى ان رجلا طلب من زوجته ان تعد له وجبة السمك المقلي وراح يتابعها بشغف وهي تقكع رأس السمكة زذيلها فخطر بباله ان يسألها عن العلة في ذلك قالت :لم اجهد نفسي في معرفة علل الاشياء التي لا تنفعني معرفتها ،لكنني رأيت امي تعمل ذلك ‘قال وهل تعرف هي ،قالت ربما تعرف فطلب منها الأتصال بها فأجابت كما اجابت الزوجة ٌ،قال فلتسأل امها فما زالت على قيد الحياة فتم له ذلك لكن الجواب كان غريبا في العلة،يابني انتم في زمنكم لا تحتاجون كل عناء هذا الفعل فنحن نقص الرأس والذيل لان المقلاة في ايامنا كانت صغيرة اما مقلاتكم فما شاء الله اكبر واوسع من مقلاتنا! الروايات كثيرة ،والرواة اكثر مما يعقل ان يروى فما علة من يقول ما لا تقبله العقول..ربما كانت علة ذلك كله في صناعة الطاقة وتجهيزها...أسألوا مشغل جهز سونار الشوارع أسالوا عجائز السمك أسألوا اليهود والنصارى بل اسالو من افتى بسند صحيح بمداعبة الولد الاكبر لامه الارملة تحصينا لها من الفحشاء ،اسألوا فتيان التويتر ،أسالوا المجربين فلستم بحاجة الى راى الحكماء ولا اينشتاين او غيره من العلماء ...صدقوا ان جهاز له هوائي مسؤول عن امن الدولة والمواطن ،صدقوا ان الوعود الكهربائية صادقة، صدقوا ان الزي الموحد هو الحل لمشاكل طلبتنا الجامعيين،وان الامر لايتعلق بعلة منقول..
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. آلاف الوجبات تدخل القطاع يوميا.. هل تكفي؟ | الأخبار
.. أكثر 10 إعلانات ما سوت شغلها ???? | TOP 10 مع بدر صالح - الح
.. الرئيس عباس يصادق على تشكيلة الحكومة الفلسطينية الجديدة برئا
.. البيت الأبيض: عودة الهدوء إلى الحدود بين لبنان وإسرائيل -أول
.. صور جوية حصرية لسكاي نيوز عربية لقطاع #غزة #سوشال_سكاي