الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصطفي النجار..استغفر للإخوان أو لا تستغفر لهم

مصطفي النجار

2012 / 3 / 24
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


في كل ديمقراطيات العالم وعلى مر العصور فإن الكتل المهمشة تكون ممثلة حتي المختلفين عن القواعد العامة يكون لهم نصير داخل عالم السياسة والاقتصاد والمجتمع نفسه، لكني اتعجب من الديمراطية الحديثة التي تريد جماعة الإخوان المسلمين التي حذرنا منها في السابق قيادات النظام المنحل ولم نصدق، حيث تعتزم الجماعة على اختيار اللجنة التأسيسية للدستور بموجب 50% من داخل البرلمان الذي تسيطر عليه هي وشقيقتها الجماعة السلفية، بينما النصف الأخر من مسلسل لجنة صياغة الدستور ما بعد الثورة من قيادات مكاتب الإرشاد للجماعتين الإسلاميتين مع وعود لشخصيات مسيحية بتمثيل محدود جداً.


أختلف مع المحاربين لنصرة الإسلام سياسياً لأن قواعد اللعبة السياسية تختلف كلية مع قواعد الأديان السماوية المحترمة، لأن السياسة تتميز بالنفاق والمؤامرات بينما الأديان تتميز بالتسامح والتصالح مع النفس والأخر، ودليل على ذلك وبمنطق أن غلطة الكبير بمليون فنجد أن الدعية الإسلامي المحبب والمقرب من التيار السلفي وجدي غنيم، قد تطاول على البابا شنودة ووصفه في إحدي خطبه تعليقا على خبر وفاته وإنتقال روحه إلي الحياة الأخري، ووصفه بأحد الحيوانات ونعته بالكافر وهذا الأمر لا يمكن السكوت عنه لأن الإسلام وصانا بذكر محاسن الموتي، واتذكر كيف تعامل الرسول صلي الله عليه وسلم مع عمه وكيف كان يستغفر له إلي أن أنزل الله قوله: "استغفر لهم أو لا تستغفر لهم لن يغفر الله لهم" صدق الله العظيم.


أحد الدروس المستفادة بعد أن تولي الإخوان البرلمان هو أن كلام الحزب الوطني عنهم أنهم لا عهد لهم هو أمر صحيح ومنطقي ليس تصديقا لإدعاءات الحزب المنحل لكن عرف في الأوساط البوليسية أن أصحاب المهنة الواحدة يعرفون بعضهم جيداً وأتضح لي بعد سنوات أن أكثر من عرف الإخوان والسلفيين هم قيادات الوطني المنحل فالطيور على أشكالها تقع، وجدير بالذكر أن بداية النفاق السياسي هو دعوة مشايخ الجماعتين جموع الشعب المصري للتقشف وعدم المبالغة في الإنفاق على متاع الدنيا الزائف وذلك لأن الله سبحانه وتعالي سيحاكم كل منا من أين اكتسب ماله وفيما انفقه؟.. ونسي هؤلاء المشايخ أنهم يركبون أحدث السيارات ويعيشون في فلل حتي أن رئيس مجلس الشعب وحرسه الرسميين منعوا كاميرات المصورين من رصد عمليات التطوير حول الفيللا التي يسكن فيها وكيف تم رصف الشوارع من حولها وتأمينيها لتكون كما كانت فيللا رئيس مجلس الشعب المحبوس الدكتور فتحي سرور، وكأن الدكتور محمد سعد الكتاتني رئيس المجلس الجديد أراد بهذا أن يكون كسابقه ويتمتع بما لا يتوافر للعامة من الشعب المصري.


وشهادتي كصحفي أؤكد لك سيدي القارئ أن قيادات الإخوان المسلمين كانوا متاحين لنا كصحفيين للاتصال بهم والحصول على معلومات عن الجماعة منهم بينما الآن أصبح الوصول للمتهم محمد حسني مبارك أسهل وأيسر من الوصول للحر الطليق المدعو الدكتور محمد بديع زعيم أو المرشد العام لجماعة الإخوان، ليس العيب في مبارك أو بديع لكن العيب في الحقيقة هي التي كذبت علينا ولم تصدقنا، أن على يقين بأن التواضع والتقشف يملأ صدور وقلوب الإسلاميين لكنه لم يصل بعد لمظهر وربما يكون هذا من مبدأ أن المظاهر خداعه لا مؤاخذة!


يوم السبت سيكون يوماً حاسماً لمصير مصر وليس للجنة التأسيسية للدستور فقط، فالمشهد السياسي يرجح فساد صفقة المجلس العسكري والإخوان والسلفيين، في إدارة البلاد وعلى رأي المثل "الجواب بيبان من عنوانه" وهذا ليس مثلا نسائياً بل ثبت أنه واقع بأيدي من يدير البلاد، ولا يخيل عليك سيدي ألاعيب السياسة بالتاحيل على العقول وذكر جملة "بما لا يخالف شرع الله" قبل كلام المتأسلمين في البرلمان حيث أن الدين معاملة وليس أقول فقط، وقد أمرنا الله بحسن المعاملة والبعد كل البعد عن النفاق لأنه يزيل الإيمان من الفؤاد.


الأمر الأخير الذي أود الإشارة له، أن حصول الإسلاميين على أغلبية برلمانية ليس معناه أنهم حصلوا على تأييد الشعب المصري لأن جزء كبير من الشعب تم الضغط عليه باسم نصرة الإسلام مقابل التوغل المسيحي في كل دول الشرق الأوسط، كذلك تم الضغط عليهم بدافع القبلية ونصرة العائلات والقبائل في عدد من محافظات مصر، وأخيراً رغبة قيادات المجلس العسكري في تأمين خروجهم الآمن من خلال الإسلاميين لأنهم يعرفون أن الإسلاميين جائعين سياسياً ومثلهم كمثل أي جائع مستعد لتناول أي طعام حتي ولو كان بلا توابل!.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عصابة صهيونية بإسم الإسلام
Amir_Baky ( 2012 / 3 / 23 - 23:01 )
العمل فى الخفاء لمصلحة الجماعة و ليس لصالح مصر. تمويل خليجى لتنفيذ مخطط الإستيلاء على حكم مصر. المكيافيلية و مبدأ الغاية تبرر الوسيلة. تعاون مع الأمريكان و الإسرائيليين فى الخفاء و نعتهم بالكفر و الشياطين فى العلن و أمام مريدهم من السذج. يتكلمون عن حقوق ساكنى القبور وهم ساكنى القصور. يضعون ايديهم مع من يوصلهم لحكم مصر حتى ولو كان إبليس نفسه. خططوا للإستفراد بوضع الدستور عن طريق أستفتاء عجيب تم توجيهه دينيا. غباؤهم جعلهم يعتقدون أن الشعب سيظل ساذج على هذه التصرفات الصبيانية المفضوحة. الشعب المصرى أراد الحرية و الكرامة الإنسانية ولكنهم هم و العسكر يتعاملون مع الشعب بمنطق ما قبل الثورة.

اخر الافلام

.. عرب ويهود ينددون بتصدير الأسلحة لإسرائيل في مظاهرات بلندن


.. إيهود باراك: إرسال نتنياهو فريق تفاوض لمجرد الاستماع سيفشل ص




.. التهديد بالنووي.. إيران تلوح بمراجعة فتوى خامنئي وإسرائيل تح


.. مباشر من المسجد النبوى.. اللهم حقق امانينا في هذه الساعة




.. عادل نعمان:الأسئلة الدينية بالعصر الحالي محرجة وثاقبة ويجب ا