الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
سورية.. أقليات متآمرة وأكثرية مظلومة
نصر اليوسف
(Nasr Al-yousef)
2012 / 3 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
مقدمة: في هذه المقالة، سوف أخرج عن النفاق التقليدي، الذي يـُصر أتباعُـه على الاعتذار سلفا عن استخدام مصطلحات كالـ"طائفية" "أقلية"، بدعوى أنهم لا يتبنون مثل هذا الخطاب. لن اقدم مثل هذا الاعتذار الذي فقد كل معنى له، بعد أن سقطت الأقنعة، وأصبحت الحقائق أسطع من أن تـُحجب!!!
يتسابق "مفكرون" و"كتاب" يسمون أنفسهم زورا وبهتانا علمانيين أو تقدميين أو يساريين. يتسابق هؤلاء في التأكيد على أنهم كانوا دائما معارضين، وأنهم عانوا الأمرين من هذا النظام... وفي مضمار موازٍ،، ينافس أولئك في الدجل والمتاجرة قادة ٌوزعماء وأعضاء أحزابٍ لقيطة... ويجتمع الفريقان على أن الأمر أصبح الآن مختلف تماما، لأن الوطن، حسب فلسفتهم، مهدد بالسقوط في يد "الظلاميين".
ولا يحتاج الأمر للتعمق في التفكير لاكتشاف أن المقصود بمن يصفونهم بالـ"متخلفين" و"الظلاميين" و"الوهابيين" و"التكفيريين" هم "السنة". فهذا واضح في كتاباتهم وتعليقاتهم وضوح الشمس!!!
أنا على ثقة تامة بأن المنافقين، أدعياء الأخوة الوطنية، سوف ينبرون لتبرير وتأويل مثل هذه الأوصاف. وسوف ينبرون لاتهامي بالطائفية، عملا بالمثل القائل: "الهجوم خير وسيلة للدفاع". لكن هذا كله لم يعد ينفع!!!
وعلى الرغم من أن التعـمـيـم لا يصح في أي حال من الأحوال، وعلى الرغم ،كذلك، من أن الحالات الاستثنائية لا تشكل مقياسا، فإن الثورة المباركة كشفت حقائق محزنة تماما...
لم يكن سرا على أحد أن "النظام" طائفي إلى أقصى درجات الطائفية. لأن الأدلة والبراهين أكثر من أن تتسع لها مجلدات. لكن الحقائق المحزنة، التي كشفتها الثورة، هي أن "الأقليات" كلها "طائفية"، وأن طائفية كل الأقليات موجهة ضد الأكثرية حصرا. فلقد بات واضحا أن الأقليات التفت حول النظام، وشكلت ما يمكن أن نسميه ائتلافا تآمريا ضد الأكثرية.
فهل عملت الأكثرية ما يستدعي التحالف ضدها، والتآمر عليها؟
لا أريد أن أعود إلى فارس الخوري وسلطان باشا الأطرش، وغيرهما من الرموز الوطنية، التي سطعت بفضل دعم الأكثرية لها، والتفافها حولها، بل أريد أن اسأل:
ـ هل كان من الممكن أن يتشكل "النظام" الحالي لولا تسامح "الأكثرية"؟
ـ ألم يكن باستطاعة "الأكثرية" أن تحد من انضمام أبناء الأقليات للجيش؟
ـ هل سمع أحد قبل هذا "النظام" بأي تمييز أثناء اختيار المواطنين لشغل أي منصب؟
ـ فهل تستحق "الأكثرية" هذه المعاملة من أناس لم تنظر إليهم في يوم من الأيام إلا كشركاء أنداد في الوطن؟
لن يقتنع أحد بأن "التكتل المعادي" موجه ضد "الإخوان" أو "السلفيين" أو التكفيريين". لأن الثوار ما انفكوا يرددون "الشعب السوري واحد" و"سورية بدها حرية". وهل يصدق عاقل أن أطفال درعا سلفيون تكفيريون؟
لا شك في أن صمت "الأقليات" على ما تلقاه "الأكثرية" على يد "النظام" المجرم من تنكيل وإذلال أحدث نقلة نوعية في تفكير أبناء الأكثرية. وإن استمرار الأمور على ما هي عليه، سوف يؤدي حتما إلى توسع الهوة بين أبناء الوطن. وهذا بدوره ينذر بشر مستطير على الجميع دون استثاء.
لهذا،،، أتمنى على الجميع أن يسارعوا إلى مراجعة مواقفهم، ويدركوا أخطار المنزلق، الذي يجرهم إليه هذا "النظام" العائلي الطائفي المتوحش. وإلا فإن سورية ستصبح، لعقود قادمة، مرتعا خصبا للجماعات المتطرفة، التي لم تدخل بلدا إلا ونشرت فيه القتل والدمار...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - لم نرى ثوار الا بهتافات طائفية
بشارة خليل قـ
(
2012 / 3 / 25 - 14:08
)
وتشديد على النعرة الطائفية بكل اسف, اقول بكل اسف لاني اعي ان كل السوريين يريدون تغيير الاوضاع الى الافضل لكن هذه النبرة والتهديد اضافة الى اعمال العنف والتخريب هي التي اضعفت الثورة ونفرت الكثيرين ممن ايدوها في البداية
لا ليست تسامح اغلبية وتأمر اقلية: قبل عشرات السنوات وقبل الهجمة العنصرية التي اسموها صحوة لم يكن هناك تفرقة في اشغال المناصب كالتي زرعها وثابر على انمائها حمد وموزته مع ال سعود وكل ربع الرجعية الخليجية والتي تجلت مظاهرها بزيادة التضييق والتخويف للاقليات المذهبية والدينية بالتوازي مع زيادة التحجب وارخاء اللحى
هذه هي الحقيقة المرة
تحياتي
2 - السيد بشارة خليل
نصر اليوسف
(
2012 / 3 / 25 - 22:26
)
أشكرك لأنك ساعدتني على فهم موطن الخلل في بلادنا.... الآن فهمت أن حمد وموزة وآل سعود هم سبب كل ما نعاني منه منذ 45 سنة... الاستمرار في التفكير بهذه الطريقة، سيجعل سورية ديموقراطية مزدهرة. لئن التشخيص الصحيح هو بداية الشفاء.
3 - عين الحقيقة
خالد المحمد
(
2012 / 3 / 28 - 10:29
)
هذا مع الأسف عين الحقيقة
شكراً على المقال
.. المحكمة الابتدائية في تونس تقضي بإعدام 4 أشخاص أدينوا باغتيا
.. حكم بإعدام 4 مدنيين والمؤبد لشخصين بقضية اغتيال شكري بلعيد ف
.. شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني
.. فرنسا تدرس إحياء ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين
.. حركة النهضة تعتبر الأحكام في قضية اغتيال شكري بلعيد دليلا عل