الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الإضراب الفاشل

مصطفي النجار

2012 / 3 / 27
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها


حالف الفشل إضراب العاملين في هيئة النقل العام رغم ما حققوه من مكاسب خاصة بهم ورعم أنها مكاسب شرعية وحقيقية أيضا، إلا أنهم خسروا أهم مكسب وهو التعاطف الشعبي معهم في أزمتهم، ومع استجابة وزير النقل لمطلبهم رغم أنهم لا يتبعون وزارته، ليس ما أسرده من رأي هو تجني أو استعلاء على مطالب عمالية مشروعة لكني ألفت النظر لأهمية التوقيت الذي يحتج فيه العامل، فلولا التوقيت الزمني ما قامت ثورتي 23 يوليو و25 يناير، ولولا المطالب الفئوية ما قامت الانتفاضات الشعبية على كل ديكتاتور، وقد أصبح كل عامل بالهيئة ديكتاتوراً بالنسبة للشعب المطحون الذي يركب اتوبيس هيئة النقل العام "المدعم"، وانطلقت دعوات الغلابة تقول "منهم لله سواقين الهيئة.. حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم"، وهذا ليس إهدارا لحق أحد بل احتراماً لحق الأخر في الحياة.

والفرق بين ديكتاتور وأخر هو صمود وتماسك الشعب ضدهه، في تونس ومصر وليبيا واليمن استطاعت التحركات الشعبية المليونية أن تزعزع الأنظمة وتخلعها رغماً عنها، بينما فشلت أو لم تؤتي ثمارها في البحرين وقطر وسوريا والمغرب، وذلك بسبب التوقيت الذي انطلقت فيه المظاهرات والتي تطورت بفعل عدة أمور لتصبح ثورة، واختلاف المكان والظروف المحيطة وطبيعة البشر ويدكتاتورية الحاكم لا تغني عن الفوران عليه وغرقه في حمم من الانتقام كما حدث في معمر القذافي حاكم ليبيا وتم قتله بعد تعذيبه وحبسه وفي النهاية تم دفنه في مكان مجهول!

ومع كثرة الأحداث السياسية في مصر والعالم العربي بسبب الظلم وسوء الإدارة، نري العالم من حولنا يتطور ويتقدم بفعل قوة العلم والمعرفة والإدراك ونحن مازلنا نتعامل بعقلية الأجهزة الأمنية في أن كل معلومة تمثل خطورة معينة على الأمن القومي رغم أن الحكام يتركبون أخطاء أو تصرفات هي أشد وطأة على أمننا نحن الشعوب، ونتأخر أكثر فأكثر بسبب إقحام الدين في أدق أدق أمور حياتنا حتي ما لا يستلزم ذلك، وما دمر أوروبا ومصر الفرعرونية من قبل هو دور الدين في الحياة العامة وليس معني هذا أن الدين شئ سيئ أو غير مرغوب فيه بل إن الحكمة تقول أن لكل مقام مقال فلا يجوز أن نقول ما لا يتحمله المقام من قول حتي نكون كالذي يقول الكلام الصحيح في الموضع الصحيح لتكتمل جملة حياتنا ويصبح لها معني لغوي مفيد يتم إعرابه وترجمته إلي معاني عظيمة.

ودائماً أكرر الآية الكريمة في موضعها الصحيح لتحقيق النمو والنهضة الحضارية لأي دولة في العالم أياً كانت ديانتها أو من يتعبدون له أو إذا كانوا كفاراً وهي: "إن الله لا يغير ما بقوم حيت يغيروا ما بأنفسهم..."، ومن هذا نستخلص أن التغير ليس بالدعاء ولا بالصلاة في المساجد ولا بقراءة القرآن أو الإنجيل أو الطوارة أو غيرها من الكتب بل التقدم والنعيم الدنيوي يأتي بالعمل والمعرفة والإنجاز، وأؤكد أن العلم يصنع المعجزات وهناك فرق بين خلق المعجزة وهي قدرة ربانية وصنع المعجزات وهي إرادة وعزيمة بشرية تتحقق برغبة من الله تطبيقا للآية الكريمة: "وما أتيتم من العالم إلا قليلا" صدق الله العظيم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد -الإساءة لدورها-.. هل يتم استبدال دور قطر بتركيا في الوس


.. «مستعدون لإطلاق الصواريخ».. إيران تهدد إسرائيل بـ«النووي» إل




.. مساعد وزير الخارجية الفلسطيني لسكاي نيوز عربية: الاعتراف بفل


.. ما هي السيناريوهات في حال ردت إسرائيل وهل ستشمل ضرب مفاعلات




.. شبكات | بالفيديو.. سيول جارفة في اليمن غمرت الشوارع وسحبت مر