الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جمعيات -مناضلة- أم شاحنات لجمع النفايات؟

مصطفى بن صالح

2012 / 4 / 1
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي



بمدينة طنجة على الأقل، ولا علم لي بمدى انتشار الظاهرة في مواقع و مدن مغربية أخرى، أصبحت بعض الحركات و الأحزاب، أو تلك الحركة التي احتضنت أحزابا و فسيفساء من التيارات السياسية من أقصى اليمين لأقصى اليسار، ومن أعتى الظلاميين إلى أنصار الحداثة و التقدمية و حقوق الإنسان.. إنتشرت ظاهرة خطيرة تجسدت في تخصص بعض الأحزاب في جمع نفايات الحركات و الجمعيات و التيارات المناضلة، إذ و بمجرد ما يتم طرد المزيفين من المناضلين و المناضلات من بعض التيارات و الإطارات..تتلقفهم على وجه السرعة، بعض الأحزاب المحسوبة على الصف، التي أصبحت مختصة في مجال تبييض السيرة المشبوهة للبعض ممن تم ضبطه في حالة تلبس قصوى من مخبرين و مخبرات و أعوان سلطة و تجار المخدرات الصلبة..الخ
ما يهمنا في الأمر هو العمى السياسي الذي أصاب البعض و على الخصوص أعضاء الجمعية المغربية لحقوق الإنسان الذين وزعوا، في إطار من المنافسة مع جمعيات أخرى تحترم نفسها و مبادئها، بطائق الإنخراط لمن اعتبرناهم نفايات يجب أن تفضح و تعزل عن مجال الإحتجاج و النضال، الذي لا يستقيم الوضع فيه بوجود عناصر من هذه الشاكلة، يكون هدفها الدائم هو نقل الأخبار و الصور، وزرع التشويش، ونشر النميمة في حق المناضلين و الحركات المناضلة..الخ.
وإذا استمرت هذه المؤازرة و هذا الإحتضان باسم أي كان من التيارات و الإطارات و كيفما كان ادعائها بالتقدمية و الدمقراطية و إحترام حقوق الإنسان..سنكون لها بالمرصاد عبر الفضح و التشهير وأشياءا أخرى تقينا العدوى، وتحمي ما راكمناه من قيم و تجربة يحترمها العديد من المناضلين و الحركات المناضلة بالداخل و الخارج.
فسواء كان التستر باسم جمعية حقوق الإنسان، أو باسم حركة عشرين فبراير، أو باسم أي كان من الأحزاب المكونة لهذه الحركة التي لم تتوانى عبر أحد بياناتهاالأخيرة عن الإفصاح عن دورها التشهيري و البوليسي، في حق مناضلي جمعية أطاك التي لا تقوم سوى بدورها النضالي في مؤازرة حركة الشباب المعطل التي تعرف محاكمة صورية لثلاثة من مناضليها الشرفاء.. حمزة، زكرياء، عبد الواحد.
فمنذ لحظة الإعتقال و حملة التشهير في مناضلي و مناضلات جمعية أطاك سارية المفعول بشراسة قل نظيرها، تجندت لها جميع أنواع البلطجية و المرتزقة، ومخبرين و مخبرات من أدنى المراتب، بهدف خلق التشويش و التشويه و التحريض عبر كتابات و مقالات منحطة و رديئة في الفايسبوك، وعبر نشر النميمة و الزائف من الأخبار حول المناضلين و المناضلات من جمعية أطاك و من حركة الشباب المعطل..إذ لا غرابة مثلا أن يدعي البعض من حقوقيي الزمن الرديئ، أن ملف حمزة ملف غير حقوقي، و أن يدعي آخر من جمعية حقوق الإنسان بأنه لا يوجد معطلون بمدينة طنجة، وبأن يصرح أحد ممن حصل على بطاقة الجمعية الحقوقية "في خمسة أيام" بعد ارتباطه بأحد الأحزاب المتخصصة في جمع النفايات،بأن نشطاء أطاك يدفعون بالشباب للامتناع عن الشغل أو لمغادرة المعمل حتى يصبحوا معطلين،و بالتالي محتجين امام مؤسسة ANAPEC؟هكذا إذن يتفتق خيال الإنتهازيين و الوصوليين الذين لم يجدوا شيئا مما ادعاه الأعداء الطبقيين في حق أطاك، من تمويل و سفريات و مخيمات..الخ.
ونحن نكتب هذه المقالة بحسرة عن بعض العلاقات مع بعض المناضلين من هذه الإطارات و الذين مازالوا يحظون ببعض الإحترام و التقدير لدينا،بالنظر للتاريخ النضالي المشترك، وبالنظر للقمع الجماعي الذي ذقنا مرارته أكثر من مرة في ساحات النضال..فلن نحجب الشمس بالغربال، لنقول لمن يمتلك أو يسكن بيوت الزجاج الهش بألا يرمي الآخرين بالحجارة..فقريبا ستنشر لائحة الجمعيات المدعمة و الممولة من مالية الشعب و من مالية الشعوب وقريبا ستظهر فضيحة مالية المؤتمرات و الملتقيات و السفريات و المخيمات.. لسنا الجمعية المغربية التي تقيم مؤتمراتها بالملايين ولسنا جمعية لاميج التي تصرف على ملتقياتها و مخيماتها الملايين.. نحن جمعية شباب فقير و مناضل من تلاميذ و طلبة و معطلين و عمال وحرفيين، لا نتلقى الدعم لا من الدولة ، ولا من الجماعات، و لا من الإتحاد الأوربي، ولا من الأمم المتحدة..لأننا بصراحة في غنى عن الدعم المادي الذي نوفره بطرقنا الخاصة وعبر المساهمات الفردية البسيطة داخل الجمعية وفي قلب الإحتجاجات الجماهيرية.
بهذه الطريقة و الأسلوب فرضت الجمعية قيمتها، وخلقت الإحترام لنفسها وسط متعاطفيها و المدعمين لخطها..فلن تضيف تشهيراتكم شيئا لمعلومات جهاز المخابرات الذي يعرف الجميع ويعلم عنهم الكل، مواقف و تحركات وحضور احتجاجي.. ما يخفى عنه وعنكم هو سر الإستمرارية ومكمن قوة الجمعية وضرباتها الصادمة والإستباقية حين كنا نعرفها "بمنع المنع" كرد فعل على منع بعض الوقفات، هذا الذي اعتبره أحد "الجواسيس الحقوقيين" على انه تهرب من المواجهة لأن أطاك استعملته، ولما استعملته "العدل و الإحسان" بعدما دجنت جميع القوى و التيارات اليسارية و احتضنتهم تحت ابطها النتن لمدة سنة بالكامل، كان الإحتجاج عبر الأزقة و الأحياء الشعبية شكلا راديكاليا للاحتجاج.
نكتفي بهذا القدر عسى أن يجد العقلاء في ردنا هذا تحذيرا مما يمكن أن تتجه له المناوشات و التشويش على نضالاتنا التي حاولنا إبعادها عن هذه الصراعات الصبيانية منذ أزيد من السنة، وبه وجب الإعلام والميدان بيننا دوما و أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غارة إسرائيلية تقتل 3 عناصر من -حزب الله- في جنوب لبنان


.. عملية -نور شمس-.. إسرائيل تعلن قتل 10 فلسطينيين




.. تباعد في المفاوضات.. مفاوضات «هدنة غزة» إلى «مصير مجهول»


.. رفح تترقب الاجتياح البري.. -أين المفر؟-




.. قصف الاحتلال منزلا في حي السلام شرق رفح