الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من أم المعارك الى قمة بغداد القائد ينتصر من جديد
ماجد فيادي
2012 / 4 / 5اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
سمع وشاهد العالم عاصفة الصحراء، المعركة التي أعادت للكويت استقلالها عام 1991، عندما هُزِم الجيش العراقي على يد القوات المتعددة الجنسيات، كان نتيجة المعركة أن دمرت الآلة العسكرية العراقية، وتفكك الجيش وعاد الجنود سيراً على الأقدام، عبر طريق الموت الذي غص بالعجلات والقتلى العراقيين، على أثرها انتفض الشعب العراقي ضد الدكتاتور، الذي لم ينقذه غير ”مستر يس“ الفريق سلطان هاشم، عندما وقع في خيمة صفوان على كل طلبات الأمريكان، ليسمحوا بعودة آلة الموت في قمع الانتفاضة بكل وحشية.
ما أن استوت الأمور لصدام، حتى خرج علينا بتسمية أم المعارك على معركة عاصفة الصحراء، مدعياً أن الدول التي اشترك في حربها على العراق ما كانت ستنتصر لو نازلته فرادى، وهو يطالب بأن يحصل على قطعة أرض يحارب فيها العدو الصهيوني ليمحيه عن بكرة أبيه، بعد هذا الخطاب شرعت كل الصحف العراقية والإذاعة والتلفزيون وهي تطبل للانتصار العظيم الذي لم يفهمه الشعب أبداً، راحت حناجر المغنين وآلات الموسيقيين وأقلام الشعراء، تغني وتعزف وتكتب لهذا النصر العظيم، والشعب يقف منزوياً متسائلا ما القضية؟ فجيوش التحالف وصلت قريباً من بغداد، القتلى من الجيش العراقي بالآلاف، الهاربين من الحرب قادوا الانتفاضة، العراق أصبح تحت الحصار والاقتصاد نزل في الحضيض... أسئلة كثيرة تتعارض ومفهوم النصر، حتى مل الشعب هذه الوقاحة وصار يتندر على أم المعارك بأم المهازل، أم المهالك، أم الهزائم والى ما ذلك من أوصاف ساخرة، لكن القائد الضرورة وحده مع آلته الإعلامية يحتفل بالنصر، إنه نصر البقاء على قيد الحياة وعلى رقاب العراقيين.
اليوم أصرت حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي على استضافة القمة العربية في بغداد، وبعد مماطلات وتسويف، عقدت في نهاية آذار بحضور عشرة رؤساء أغلبهم من دول غير مهمة، مثل جزر القُمر التي نسمع عنها في المؤتمرات العربية فقط، وغياب ملوك وأمراء ورؤساء الدول الأكثر تأثيراً في الواقع العربي مثل مصر والسعودية.
دفع العراق ثمن هذه القمة باهضاً، بإطلاق سراح الإرهابيين، دفع تعويضات مالية ونفقات بملايين الدولارات، تنازلات أخرى غير معلن عنها، سلب راحة أهالي بغداد وقطع أرزاقهم وتكبيل حريتهم، بمنع التجوال وتعطيل الهواتف النقالة وإجراءات امنية أخرى، كلها من اجل تسعة رؤساء عرب، وقمة يطغي عليها ممثلين دون الصف الثالث في دولهم، وقرارات لا تختلف عن القمم سابقاتها.
الكارثة بعد كل هذه الصورة المتردية للقمة، نقرأ ونسمع ونشاهد تطبيل آلة الإعلام الموجه من قبل حكومة المالكي وبعض أحزاب السلطة بنجاح قمة بغداد، وغزل بالنتائج التي لم نلمسها، غزل يفوق الخيال. عودت العراق الى الحاضنة العربية، عنوان تكرر كثيراً، غريب متى كان التواجد على مقعد العراق في قمة الحكومات دليل على انتماء العراق للحاضنة العربية. بغداد قبلة ضيوفها، عنوان تصدر الفضائيات، متى كانت القبلة تدفع الرشاوى لحجاجها وتخضع لشروطهم. تغيير هيكلية الجامعة العربية، ورقة العراق التي ستطرح على الزعماء، لم تناقش هيكلية الجامعة ولم يحضر الزعماء. بحث الملف التجاري ودعوة الدول الخليجية للاستثمار في العراق، إذا كان قانون الاستثمار العراقي غير جاهز، كيف يدخل المستثمرين. حل المشكلة مع الكويت، هل الطرفين متفقين أن لا تحل المشاكل العالقة إلا في قمة بغداد، ما يعني أن الاثنين يتاجران بمعاناة العراقيين. عناوين فنتازية كلها تصب في الاستخفاف بالمواطنة والمواطن وكأن العراقيين نكرات ليس لهم إلا القبول بما يقوله القائد وجوقته الإعلامية.
إذا كانت تركة الدكتاتور من نوع أم المعارك، فلماذا تعملون بها، هكذا يستهان بالشعب العراقي وتداس كرامته وتسرق أمواله وتراق دمائه، لكي ينتصر الحاكم بأمره.
قمة بغداد بوري امرتب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - استهزاء
عدنان عباس
(
2012 / 4 / 5 - 17:33
)
انهم يضحكون حتى الثماله على هذا الشعب الذي اثبت التاريخ انه يلدغ مثنى وثلاث وحتى مئات من ذات الحفره او الجحر
لا ادري متى يصحو ويفهم اللعبه جيدا
عشرة دنانير لا اكثر اضافها صدام الى راتب الموظف قادت الى اهوال تشيب لها الشباب من حروب وتصفيات دمويه طالت الجميع
قمه ثم تصفية ثم قمه فحرب ----هكذا كانت حياة العراقيين الكذبه تلو الاخرى
هل يفهموا اللعبه اخيرا؟؟؟
2 - استغراب
ماجد فيادي
(
2012 / 4 / 5 - 20:50
)
الاخ عدنان عباس المحترم
الغريب في الموضوع حتى بعد أن انتهى النظام الدكتاتوري وجاءت الفرصة للتغيير نجد الشعب العراقي يختار بنفسه صناعة دكتاتورية جديدة بوعاظ السلاطين الجدد، وكأن التاريخ لم يمر يوماً على هذا الشعب.
3 - الى متى هذا التجني على الشعب العراقي
حسن
(
2012 / 4 / 10 - 11:14
)
تحيه طيبه لكاتب المقال والاخ عدنان عباس,لم يلفت انتباهي المقال كثيرا,بقدر ما قرأت من معنى لتعليق الاخ عدنان ورد الاخ ماجد كاتب المقال اعلاه ,من تجني على الشعب العراقي .
ما استشفه من تعليقاتكم يشير الى انكم في نفس الخندق المعادي للشعب العراقي,من خلال تحليلكم واستغرابكم من مواقف هذا الشعب واختياراته.
انتم الاثنان اشرتم الى مرحلتين مهمتين مر بها الشعب العراقي ,مرحلة صدام ومرحلة الاحتلال,وواحده اقذر من الاخرى,وعلقتم على نتائج المرحلتين (من خلال وصفكم اعلاه )
وحملتم الشعب العراقي مسوؤلية صناعة دكتاتورية جديدة.
اليس من الظلم على الشعب العراقي اختزال هذه المرحلتين بنتائجها (من خلال اشارتكم الى فرصة الاختيار الي حصل عليها الشعب العراقي من خلال مايسمى بألعملية السياسية),دون التوقف عندها أقصد المرحلتين وما تضمنها من تغييب فكري وتضليل وسلب لخصيته الوطنيه,وقدرته على التمييز والفرز والاختيار .
أتمنى من كل عراقي يستطيع ان يشعل شمعه في طريق هذا الشعب المظلوم والذي اعصبت عيناه بسبب المرحلة الصدامية ومرحلة الاحتلال وعملائه, من خلال الاسهام في توعيته وتنوير دربه,ليصبح له القدره على التمييز والاختيار.
4 - لا للمواقف المسبقة
ماجد فيادي
(
2012 / 4 / 10 - 17:15
)
الاخ حسن ,,, تحية طيبة
يبدو انك متحامل اكثر من اللزوم بدليل انك لم تهتم بالمقال بقدر اهتمامك بالردود، وهذا تناقض في تحديد المواقف، لا اريد أن ادخل في سجال ليس له معنى، لكن احد وسائل التغيير في فكر وقرار المواطنة والمواطن العراقي، هو تحميلهم مسئولية مواقفهم، كأنتخاب ممثليهم في البرلمان أو السكوت على قضم الحريات أو التخلف عن الخروج في تظاهرات احتجاجية وما الى ذلك من مواقف، أما أن نبقى نطبطب على اكتافهم بعد كل موقف خاطأ فهذا ما لن افعله
5 - عرابي المرحلة
حسن خورشيد
(
2012 / 4 / 11 - 10:20
)
بشرى ساره الى الشعب العراقي.
يبدو تحققت الامنيات بظهور عرابين للشعب العراقي , لهم القدره على تقييم مواقفه ومن ثمه محاسبته كما جاء بقلم الكاتب اعلاه ( أما أن نبقى نطبطب على اكتافهم بعد كل موقف خاطأ فهذا ما لن افعله),وكأن لا احد من الشعب العراقي يدرك الحقيقه الا كاتب المقال(ما ادري هل هذه نرجسيه) , أم امر الاهي يحمله كاتب المقال,بأمر رباني.
عمي اشخليتو للأهل العمايم ,يعتبرون نفسهم عرابين على الشعب العراقي بأمر من رب العالمين. وشكرا مني ومن الشعب العراقي لكاتب المقال وكل العمائم على المجهود المبذول في تقييم ومحاسبة الشعب العراقي.
والله اساعدكم على حمل هذه المسولية ,ويساعد الشعب العراقي على رد الجميل لكم ياعرابي المرحله.
6 - تفسير ما انزل الله به من سلطان
ماجد فيادي
(
2012 / 4 / 11 - 22:38
)
عزيزي حسن ،،،، تحية حب واشتياق
يبدو أن النرجسية صفة سائدة في الشعب العراقي، بدليل أن احداً من العراقيين لا يقبل أن تقال له كلمة اعتراض، وأن المواقف اصبحت انتقائية في تقييم الاخرين، فإن كان كاتب المقال قد اتى بامر رباني فهو يتسائل بدوره بماذا اتيت انت من فعل منذ السقوط لليوم يمكن لاحد أن يفسره بالايجابي، هل شاركت في انتخاب طرف أم اعتبرت الجميع خونة في الوقت الذي رفضت به موقف الشيوعيين عندما وقفوا ضد الحرب وقبلت بدخول المحتل، هل شاركت في تظاهرة ضد انتهاكات الحكومة لحقوق الانسان، هل صوت بلا للدستور، لا اريد ان ازيد لانك تعلم بالبقية. لكل من يقرأ هذا التعليق اقول أن حسن خورشيد هو اخي من والدتي وهو شيوعي سابق وقد علمني الكثير في السياسة من حيث يدري أو لايدري وعراقي ساخط على كل شيئ، لكن سأبقى احبه لاني اعرف معدنه النضيف.
.. مقتل عشرات العسكريين السوريين في غارات إسرائيلية على حلب
.. بوليتيكو: البنتاغون في -محادثات مبكرة- لتمويل قوة حفظ سلام ف
.. رغم استمرار خطر الهجمات.. النازحون الفلسطينيون يريدون العودة
.. رئيس الأركان الأميركي: إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبت
.. بحضور أوباما وكلينتون.. بايدن يجمع 25 مليون دولار لحملته الا