الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
عندما يكون لفضائية الجزيرة اكثر من شرف
قاسم السيد
2012 / 4 / 7الصحافة والاعلام
عقدة احترام الأجنبي وخصوصا الغربي صفة ملازمة للمسؤولين الخليجين وقد عكس هذا السلوك ادواتهم الأعلامية وخصوصا الفضائيات والأبرز منها فضائية الجزيرة عندما رأينا تعاملها مع سفاح تولوز الذي عكس هذه العقدة بأجلى صورة لها.
خرجت عليها الجزيرة بتاريخ 2012/3/27 بخبر هو اقرب للتنويه تعتذر فيه عن عدم بثها شريط فديو تلقاه مكتبها بباريس يظهر حوادث القتل الثلاثة التي وقعت بوقت سابق من الشهر الماضي في تولوز وضاحية مونتوبان وهي القضية التي اصبحت تعرف بسفاح تولوز مبررة موقفها من عدم بثها صور هذه المجزرة التي ارتكبها مراح حينما اقدم على قتل عدد من العسكريين والأطفال الفرنسيين انه يمليه عليها شرفها المهني نتيجة البشاعة التي تظهرها هذه الصور .
وطبعا قبل ان استطرد في ملابسات قضية شرف الجزيرة المزعوم لابد ان ننوه للقاريء الكريم ان الرئيس الفرنسي ساركوزي قد وجه تحذيرا لقناة الجزيرة بعدم بث الأشرطة التي التقطها محمد مراح خلال عمليات قتله الجنود الثلاثة في مونتوبان واليهود الأربعة في تولوز وقال ساركوزي في نبرة تهديد ان البث ستكون له عواقب كما هدد اي فضائية اخرى بالتشويش على تردداتها في حال اقدامها على بث هذا التسجيل كما ان منافس الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مرشح الحزب الأشتراكي لأنتخابات الرئاسة الفرنسية قد هدد هو الأخر قناة الجزيرة من بث هذا التسجيل وطالبها بالألتزام بأخلاقيات المهنه وقوانين الجمهورية الفرنسية وبالتالي هذا الأمر يوضح ان الجزيرة رضخت للتهديد الفرنسي وليس كما تدعيه في اعلانها ان شرف المهنة هو الذي حتم عليه عدم بث الصور التي تظهر عمليات القتل .
ولنا ان نتسأل اين كان شرف الجزيرة المهني وهي تثبث صور اشلاء الضحايا وهي مقطعة الأوصال اثر عمليات الأرهاب التي ضربت بلاد العرب والمسلمين خصوصا في كل من افغانستان وباكستان والعراق بإعتبار ان هذه البلدان قد نالت نصيبا مميزا من العمليات الأرهابية لم ينله غيرها ولا ندري هل ان عرض صور الضحايا من الفرنسيين بإعتبارهم من اصحاب الدماء الزرقاء هي وحدها تثير القشعريرة والأشمئزاز وطبعا لم يكن نشر فضائع الأرهاب هذه مهنية بل ورائها اغراض سياسية حيث لم تترد هذه الجزيرة في اذاعة خبرا مصورا عن عمليات اعدام مزعومة في مدينة كربلاء ولما تم فضح هذا الأمر اجبرت الجزيرة على اصدار تنويه تبين فيه انه خبر غير صحيح وان الصور التي رافقت الخبر لم تكن لأعدامات لافي كربلاء وحدها بل لم تكن في العراق كله وانها اوقفت اذاعة الخبر بعد بثه مرتين فقط بعد ان تبين لها انها صور مغلوطة ومن يريد ان يطلع على هذا التنويه بإمكانه ان يطلع عليه منشورا على موقع الجزيرة نت فأين كان شرف الجزيرة عندما بثت صور الأعدام المزعومة هذه وهي لم ترفع الخبر الا بعد الأيقاع بها .
طبعا قضية مراح تعد الان فضيحة كبرى على المسرح السياسي الفرنسي لكن مسؤولوا الجزيرة اصابهم الذعر من تهديد ساركوزي وخافوا حتى تسليط الضوء على جوانبها الأخرى التي لاعلاقة لها بنشر صور الضحايا واثروا الصمت وهذا خلاف الرسالة الأخلاقية التي توجب على اي وسيلة اعلامية ان تتحلى بها من ان توصل الحقيقة الى متلقيها بكل امانة وصدق.
ولنعد الى الجانب المهم من القضية الذي لم تسلط عليه الجزيرة الضوء ويبدو ان شرفها المهني لم يكن حاضرا حينها حيث كشف رئيس المخابرات الفرنسية السابق ايف بوني عن تفاصيل حول قضية محمد مراح حينما صرح في حوار مع صحيفة لاديباش ان هناك احتمالا كبيرا ان المتهم كان يعمل بصفة مخبر لدى دوائر الأمن الفرنسيه وانه كان على اتصال بأحد ضباط الأستخبارات الداخلية واضاف ايف بوني انه تم تسيس قضية مرح حينما تخاذلت السلطات في طريقة التعامل مع المتهم قبل وبعد القضاء عليه وأكد انه كان على هذه السلطات ان تفتح تحقيقا بالأمر بمجرد اغتيال عسكريين لأن هذا الأمر وحده يعد عملا ارهابيا من الدرجة الأولى ولكن السلطات لم تقدم على هذه الخطوة الا بعد اغتيال الأطفال ومرشدهم كما لفت ان قتل المتهم كان غير مبرر وكان بالأمكان الحصول على تفاصيل اكثر لو تم القاء القبض عليه حيا بدلا من التساؤلات التي بقيت بلا اجابه .
هذا وكانت الكثير من مراكز استطلاع الرأي الفرنسية قد ذكرت ان هناك نزعة مناوئة لدى الفرنسيين من رئيسهم ساركوزي الذي خيب ظنونهم حينما تخاذل عن تنفيذ وعوده الأنتخابية التي قطعها لهم في الدورة الماضية حيث يوجد الان تصميما جماعيا راسخا لدى الناخبين على مقاطعة الأنتخابات القادمة وهذا الأمر ان حدث فعلا فمن شأنه ان يطيح بالجمهوريه الحالية ولهذا فإن قضية سفاح تولوز يبدو انها جاءت في الوقت المناسب لترفع من اسهم ساركوزي في اعين الفرنسيين ان لم تكن اصلا مصممة فعلا لكي تكون طوق النجاة لكي يتم انقاذه من الغرق السياسي ويبدو ان ترجيح هذا الأحتمال وارد جدا اذا اخذنا بعين الأعتبار انه اعقب قضية مراح ابعاد عدد من الأسلاميين الأصوليون من فرنسا وهذا الأمر يبدو هو الأخر موظف بعناية لخدمة الحملة الأنتخابية لساركوزي .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - تنويه
قاسم السيد
(
2012 / 4 / 7 - 15:11
)
لقد وقعت في خطأ طباعي في بداية السطر الرابع حينما اوردت عبارة خرجت عليها والصحيح هو خرجت علينا فعذرا على هذا الخطأ ... تحياتي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي