الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-الشاعر في النهاية شاهد على ما كان وما يكون وما سوف يكون لأنه يهدم ويعيد إنتاج ما هو قائم-

نوال زياني

2012 / 4 / 8
الادب والفن


"الشاعر في النهاية شاهد على ما كان وما يكون وما سوف يكون لأنه يهدم ويعيد إنتاج ما هو قائم"

على هامش المهرجان المتوسطي للثقافة الأمازيغية بطنجة، كان لنا موعدا مع شاعرة شابة صاعدة تضاهي بقصائدها وبكتابتها الشعرية كبار الشعراء، فكان لنا معها هذا الحوار الشاعري.

من تكون نوال زياني؟

نوال قصيدة غجرية .. لحظة بوح .. ذاكرة تأبى النسيان ... وصرخة تردد صداها جبال تحمل أكثر من ألم وذكرى وأمل.

نود أن نعرف بداية كيف ولجت نوال زياني عالم القصيدة أو كيف تسربت القصيدة إليك؟

الكتابة همّ نشأ مع طفولة الأنثى الممنوعة في داخلي، جمعتنا كل لحظات الخلوة الممكنة، تعرف إكراهات نمط التفكير في الريف، زيادة على هشاشة المنطقة، لم يكن هناك مجال أو فضاء مهيئ لاستقبال مواهب الأنثى، فبالأحرى تمردها ضد منطق التهميش والإقصاء والإختزال النمطي في سيرورة الأم الناشئة، كانت الكتابة منذ البداية حياتي الثانية، لاوعي واع آوي إليه كلما ضاق العيش والعش.
بالتدريج تحولت الكتابة إلى بوح وتحول البوح إلى خربشات وتحولت الخربشات إلى قصائد.
لو قدر لي يوما أن أكتب قصتي مع الكتابة فسأسميها سيرة الماء.

لماذا الشعر كجنس أدبي دون غيره من الأجناس الأدبية الأخرى؟

كما قلت لك، الكتابة كانت متنفسا، جربت أن أكتب القصة، وعندما قرأت الشعر، أحسست أنه ضالتي، قرأت لبدر شاكر السياب، ولنازك الملائكة وغيرهم، أحسست أن تجربتي تتكرر في حياتهم.
الشعر يمنحك هامش أكبر من حرية الحركة والتعبير،
لغته الرمزية تعفيك من اجتياز العديد من حواجز التفتيش.. وتمنحك قدرة أكثر على تأمل الوجود بعمق الشاعر والصوفي والفيلسوف.
الشعر لغة داخل لغة كما قال أحد النقاد .. لأنه في النهاية ترجمة صادقة لعمق الذات في علاقتها بالموضوع.

تلقب نوال زياني نفسها بأرمانوسة أو كما يحلو لها أن تلقب نفسها ما سر هذا التلقيب؟؟ أ هو إعجاب أم تقمص لشخصية تاريخية ارتقت إلى مستوى الأسطورة في مجال الأدب أو الشعر أو هو اسم أردت أن ترتقي به أو تضاهي به فطاحلة الشعراء المشارقة؟

أولا ليس للأمر علاقة بمضاهات المشارقة، فعلا نحن نعترف بالدور الكبير الذي لعبه الشعراء الرواد في إنضاج تجربة شعر الحداثة، لكن هذا لا ينفي أن المغاربة أيضا كان لهم إسهام مهم في هذا المجال، والشعر ليس كالغناء، ربما يستقيم توصيفك في مجال الغناء، أما في مجال الشعر فمهما كان الشاعر مقلدا، خاصة في البداية، فسيجد نفسه يشق مساره الخاص، لأن الأمر يتعلق هنا بجانب الصدق..، الصدق في نقل تجربة ذاتية متموضعة في سياق اجتماعي/ ثقافي/ تاريخي معين هو الذي يحكم درجة صدقيتها وحميميتها لذلك لا مجال للحديث عن التقليد أو الإنبهار الآلي المجاني.
بالنسبة لمسألة اللقب هي جزء من عناصر القصيدة الحداثية التي قامت أساسا على استلهام التراث والرمز والأسطورة، ويحضرني هنا الشاعر السوري الكبير أحمد علي سعيد الذي اشتهر بلقب أدونيس حتى أن غير المختصين يجهلون إسمه الحقيقي.
المسألة في النهاية بحث عن جذور/ انتماء وتأصيل لحداثة تريد أن تنتزعنا من هويتنا.

لكل فنان أو شاعر رسالة أو قضية فما هي الرسالة الحقيقية التي تبتغيها أرمانوسة من وراء شعرها؟

قلت لك أن ما ينضج التجربة الشعرية عموما هو تموضعها في سياق معين، الشاعر ليس وليد لحظة الكتابة، والكتابة ليست لحظة ترف أو عبث، هناك تداخلي لا إرادي مع زمن الذاكرة من جهة واللحظة التاريخية من جهة أخرى.
الشاعر في النهاية شاهد على ما كان وما يكون وما سوف يكون لأنه يهدم ويعيد إنتاج ما هو قائم.
لكن يجب التنبيه إلى مسألة جد مهمة، وهي أن كل محاولة لخندقة الشاعر تعني موته، لأن انتمائه الحقيقي هو للمطلق لا النسبي.

للكتابة الشعرية عبق لا يشمه إلا الراسخون في الابحار في عوالم الكلمة المشرعة على المرهف من الإحساس الصادق، كما تصطبع القصيدة بظروف الذات البشرية النفسية والإنسانية والمجتمعية، فما مدى حضور أرمانوسة في الحراك الإجتماعي الأخير باعتبار الشاعر مؤثر ومتأثر بالحياة الإجتماعية أو المحيط الذي يلفه ويحتضنه؟

أعتقد أن الأسئلة السابقة قد حملت بشكل ما نفس هذا السؤال، وضمنيا كان الجواب حاضرا، هناك مسألة مهمة يجب التنبيه إليها وقد استفاض حولها نقاش النقاد والشعراء وهي مسألة الإلتزام في الأدب عموما والشعر خصوصا، الإلتزام بمعناه الإيديولوجي الضيق انتهى بموت الإيديولوجيا نفسها، لكن بقي هناك الإلتزام بمفهومه المطلق، وهو الذي يحدد شكل تعاطي الشاعر مع محيطه وفق رؤيته الخاصة الخالية من الإملاءات التي قد يفرضها أي انتماء إديولوجي معين قاتل للإبداع، بالمحصلة الشاعر جزء من حركة المجتمع وشاهد على اللحظة كما أسلفت، وإلا سيصير نخبويا وتافها وبلا صدى.

حاورها منير الكرودي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف أصبحت المأكولات الأرمنيّة جزءًا من ثقافة المطبخ اللبناني


.. بعد فيديو البصق.. شمس الكويتية ممنوعة من الغناء في العراق




.. صباح العربية | بصوته الرائع.. الفنان الفلسطيني معن رباع يبدع


.. الأسود والنمور بيكلموها!! .. عجايب عالم السيرك في مصر




.. فتاة السيرك تروى لحظات الرعـــب أثناء سقوطها و هى تؤدى فقرته