الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أكاذيب 5 : ( بيننا وبينكم الشعب ، والصندوق هو الفيصل )

حسين عبد المعبود

2012 / 4 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


أكاذيب 5 : (بيننا وبينكم الشعب ، والصندوق هو الفيصل )
كلما تكلمت مع أحد من المنتمين إلى ما أطلق عليه اصطلاحا ( التيار الإسلامي ) خاصة في وضع الدستور الذي يجب أن يكون توافقيا بمعنى أن لا تحتكره الأكثرية ، وتشكل لجنة وضع الدستور بنسب متساوية لكل فئات وأطياف المجتمع ؛ غابت عنه الرؤية وفقد الحجة وقال لك : ( بيننا وبينكم الشعب ، والصندوق هو الفيصل ) وهو قول فيه مغالطة للواقع ومخالف للحقيقة لأنه لم يقل ذلك استنادا إلى قوة حجته ، وصحة موقفه ، وثقة حقيقية في أصوات الشعب ولكن لأنه لا يريد أن يتراجع عن رأيه الذي هو في الأصل رأي فوقي أي صادر من قيادته وكيف يتنازل عن موقفه ؟ وهو يعتقد انه إذا سلم بالحقيقة فقد انهزم أمامك وانهزمت قيادته ، وضربت الفوقية في الصميم ولم يعد هناك سمع ولا طاعة ، وهو لم يقبل بذلك مهما كان الثمن .
وكيف لمن اعتقد أنه حصل على الأكثرية نتيجة اختيار الشعب لهم أن يقبل بالهزيمة ؟ فهو لم يفكر حتى يقتنع ، ويسلم بالحقيقة ، بل لم يحاول أن يفكر ، ولو فكر لعرف أن اختيار الشعب لهم لم يكن عن قناعة ، بل بطرق كثيرة أهمها التضليل ، واستغلال حاجة الفقراء ، وخداع البسطاء ونعم تدخل الجنة ، و لا تدخل النار ، ولا تنسوا غزوة الصناديق .
لو فكر لعرف من بداية التحاقه بالجماعة أنه إما مخطئ وإما مخدوع ، فالأسماء الذي يدعونها لتنظيماتهم وجماعاتهم مثل : الإخوان المسلمون ، والسلفيون ، والجماعة الإسلامية وكل ما شابه ذلك من أسماء منتسبة إلى الإسلام ليست دقيقة ، لأنهم إذا كانوا إخوانا مسلمين فنحن إخوان مسلمون ، وإذا كانوا سلفيين فنحن سلفيون ، وكل معتقد بدين فهو سلفي ، وإذا كانوا يزعمون أنهم يمثلون الجماعة الإسلامية فنحن نمثل من ؟
وإذا كانوا يظنون أنهم قد حصلوا على الأكثرية عن قناعة حقيقية للشعب فهم واهمون ! نعم هم لهم قاعدة لا تتجاوز ال 30 % للتيار بأكمله وبكل ألوانه وبقية الأصوات إما عقابية وعنادا للنظام الذي نقول أنه سابق ، وإما مجاملة للعسكري الذي صدق الكثير أنه قد حمى الثورة وقبل أن يفقد شعبيته بعد أن اتضح أنه يريد تصفية الثورة لا حمايتها ، وإما مقابل كراتين الزيت والفول والعدس ، وإما أملا في دخول الجنة .
وعليهم أيضا أن يدركوا جيدا أن الانتخابات تمت بعد أن هيأها لهم العسكري بأن جعل الانتخابات قبل الدستور ، وأجرى انتخابات بالقائمة الحزبية في الوقت الذي فقد فيه الشعب ثقته في كل الأحزاب القديمة ، مع ملاحظة أن 2 % فقط من الشعب المصري هم المنتمون إلى الأحزاب والباقي غير مؤمن بها لما أصابها من عطب ، فأصبح المناخ مهيأ لهم فالناس لم تتعرف بعد على الثوار ، والأحزاب الحديثة لم تتضح معالمها بعد ولم يكن هناك الوقت لتعرض برامجها ليعرفها الناس الذين لم يجدوا أمامهم إلا هؤلاء ، فالنتيجة خادعة ولا يمكن أبدا أن تكون مقياسا معبرا عن إرادة الشعب ، وإلا لماذا أصيبوا بالرعب عندما لوح لهم بحل مجلسي الشعب والشورى ؟ ؛ وهل لو أعيدت الانتخابات سيحصلون على نفس النتيجة ؟
نتيجة الاستفتاء أي استفتاء معروفة سلفا لما لها من رصيد مخز عند الشعب المصري ، وإذا كانوا مطمئنين لثقة الشعب فيهم ، وأنه سوف يصوت على الدستور لصالحهم كما يزعمون ، ويرددون دائما ، فلا نطلب منهم إلا تغيير نمط الكلمات الموجودة في بطاقة إبداء الرأي ، فمثلا نكتب في بطاقة إبداء الرأي : ( نعم غير موافق ... ثم نعم موافق ) بدلا من : ( نعم موافق ... غير موافق ) وساعتئذ لا نطلب منهم إلا الاعتراف بالنتيجة ، وعدم الطعن فيها ، أو القول بأن ما تم خداع وتضليل واستغلال للبسطاء .
وإذا كانوا حقا مقتنعين بحق الشعب في التعبير عن إرادته دون وصاية من أحد ، وإذا كانوا حقا يحترمون إرادته أيا كانت فليعطوا الفرصة للتيار المدني ونترك الحكم للشعب ، يقول : نعم ، يقول : لا ، وللشعب كل الحرية في أن يوافق أو لا يوافق ، لكنها الوصاية والاستئثار تحت زعم أن الوضع في النهاية مردود إلى الشعب ومرهون بإرادته ، وهي كلمة حق يراد بها باطل لأنهم لو كانوا صادقين حقا في أن الأمر في نهايته مرهون بإرادة الشعب ، وأن الصندوق هو الفيصل ما كانت هناك أزمة ، ولتركوا الأمر كله للتيار المدني ، ولكن لأنهم يعلمون جيدا أن نتيجة الاستفتاء دائما ما تأتي بالموافقة فلا يمكن أن يتركوه أبدا . وإلا فليكذبوني بالواقع العملي ، وما أطلب إلا أن يغير نمط كتابة كلمات بطاقة إبداء الرأي ، أو نعطي الفرصة للتيار المدني مادمنا نثق في الشعب ، ولا نخدعه ، أو نضلله ، أو نستغل بسطاءه ، وإلا فهي الوصاية ولا شيء أخر .












التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن تعتزم فرض عقوبات على النظام المصرفي الصيني بدعوى دعمه


.. توقيف مسؤول في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس- لحساب الصين




.. حادثة «كالسو» الغامضة.. الانفجار في معسكر الحشد الشعبي نجم ع


.. الأوروبيون يستفزون بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال الق




.. الجيش الإسرائيلي ينشر تسجيلا يوثق عملية استهداف سيارة جنوب ل