الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أنساب السادة وأنساب العوام

باسم محمد حبيب

2012 / 4 / 10
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني



من المعايير التي يتم اعتمادها في بلدنا للتمييز بين الناس هو معيار النسب ، فهناك وفق هذا المعيار مجموعتين من الأنساب ، مجموعة النسب الرفيع التي تشمل أنساب السادة ( الذين ينتسبون لآل الرسول ) و الملوك والأمراء والشيوخ وغيرهم ومجموعة النسب الوضيع وتشمل أنساب بقية الناس الذين يطلق عليهم مصطلح (العامة) أو (العوام).
وعلى الرغم من أن هذه الظاهرة بدأت تنحسر في معظم بقاع العالم ، إلا ان الامر لا يبدو كذلك في منطقتنا التي مازلت تعيش على أرث وأمجاد الاجداد الذين تفصلنا عنهم مئات القرون والذين مازالوا يحيون في ذاكرتنا المصابة بداء العنصرية وفي أشجار نسبنا المتوارثة أبا عن جد كما نزعم .
ففي العراق البلد المبتلى بآفة العنصرية المقيتة تشيع أشجار النسب التي تختلط فيها الانساب إختلاطا عجيبا ، فينقسم سكان هذا البلد المعروف بشدة تنوعه العرقي إلى مجموعتين مركبتين كبيرتين مجموعة السادة ومجموعة العوام في داخلهما فروع أصغر تحت مسميات عشائرية مختلفة ، وفي الغالب يشعر كل من ينتمي إلى هاتين المجموعتين انه محدد بهذا النسب بحيث يضبط سلوكه وأفعاله على وفقه ، فمن ينتسب للسادة يمارس تفوقه وأفضليته فلا يقبل بمصاهرة من ينتسب إلى المجموعة الاخرى حتى وأن كان مكافئا له في نواحي اخرى كما يحضا أيضا بامتيازات أخرى مشابهة لامتيازات سادة العبيد في العصور الماضية ، أما من ينتسب لمجموعة العوام أو العامة ، فعادة ما يشعر بالدونية ويقبل بما تفرضه عليه العادات والتقاليد تجاه افراد المجموعة الاخرى مثل مناداة السيد بلقب ( مولاي ) وتقبيل يديه والتذلل له وما إلى ذلك .
وعلى الرغم من ان الكثير من هذه السلوكيات تبدو طوعية ( أي أن الفرد غير مجبر على ممارستها ) إلا أن ثقافة المجتمع وأرثه العبودي المستتر بثوب الدين تجعل هذه السلوكيات اقرب ما يكون إلى الإلزام ، فلا يمكن للفرد التخلص منها بدون ان يتعارض مع انساق هذه الثقافة وأعرافها الاجتماعية فيكون بالتالي محط لوم وتسقيط الآخرين .
وبالتالي لا يجب الاستهانة بهذا الامر وعده امرا شكليا على أساس انه غير مرتبط بإطر قانونية أو شرعية ، فما دامت هذه الظاهرة موجودة ومتغلغلة في منظومة العادات والتقاليد تفعل فعلها في مجتمعنا فهي بالتالي تمثل إستمرارا لثقافة التمييز العنصري وإستكمالا للإرث العبودي الذي يتنكر للمباديء الإنسانية ومنها مبدأ المساواة ، الامر الذي يدعونا إلى العمل بجد للقضاء على هذه الظاهرة الشائنة المسيئة لسمعة بلدنا ولقيمنا السليمة حتى نكون جزءا حقيقيا من العالم المعاصر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هكذا قالوا لنا ولكن الحقيقة غير ذالك
سمير آل طوق البحراني ( 2012 / 4 / 10 - 03:38 )
قالول لنا لا فضل لعربي على اعجمي الا بالتقوى وهذا غير صحيح والا لماذا يعتمر بما يسمون السادة العمامة الخضراء او السوداء تمييزا لانفسهم عن بقية البشر والعجيب ان لا تمايز للسادة الاناث عن غيرهم من النساء.وماذا عن خديعة الخمس في الاموال وابتزاز الناس لفئة معينة علما بان الخمس في الغنائم كما صرح به القرآن وبهذا جعلوا الله يفضل فئة معينة لا فرق بينهم وبين غيرهم الا انهم ينتمون لقبيلة معينة وفي الوقت ذاته يستنكرون الامر نفسه على العائلات الحاكمة وما يتمتعون به من امتيازات وعامة الشعب فقير. اما في الانتخابات البرلمانية وغيرها فتصدر الفتاوى لانتخاب السادة والروزخونية لان الفئة الاولى من اهل البيت وحنى لا يعرفون الف باء السياسة والفئة الثانية خدامهم وهم في الحقيقة مخدوميهم. اخي الكريم نحن الشيعة مخدوعون ومدجنون ولهذا يترتب على المثقفين من امثالكم كشف الحقائق لازالة الزيف وتطهير عقول الناس من سخافات لا تمت لاهل البيت بصلة ولكنها ابتزاز تجاري باسمهم. ما معنى آية الله وحجة الاسلام والمسلمين وقدس سره الشريف والفقيه الاكبر مما يتخيل للسامعين بان حاملي هذه الالقاب هم صفوة البشر وهم في الحقيقة صفر.

اخر الافلام

.. بحجة الأعياد اليهودية.. الاحتلال يغلق الحرم الإبراهيمي لمدة


.. المسلمون في بنغلاديش يصلون صلاة الاستسقاء طلبا للمطر




.. بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري


.. رحيل الأب الروحي لأسامة بن لادن وزعيم إخوان اليمن عبد المجيد




.. هل تتواصل الحركة الوطنية الشعبية الليبية مع سيف الإسلام القذ