الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عمر سليمان الأفضل في هذه المرحلة

زياد صيدم

2012 / 4 / 12
الصحافة والاعلام


في مصرنا الحبيبة تتصارع قوى وجماعات وأحزاب قديمة وجديدة وأقوام وشخصيات على كرسي الرئاسة ..علما بان النظام الدستوري يعطى للرئاسة سلطات تنفيذية واسعة ومن هنا كانت المسئولية كبرى في أدق المراحل وأخطرها التي تمر بها مصر العروبة على خلفية الإطاحة بالنظام السابق وحله وصعود الأحزاب الدينية إلى الواجهة واستحواذها على مقاعد مجلس الشعب في انتخابات حرة ونزيهة ..لكن في مثل بلد كمصر وأجواء الديمقراطية الجديدة والمستجدة واختلاط مفاهيمها على المواطن العادي البسيط والذي يشكل أغلبية الشعب المصري فان المخاطر القادمة على الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية كبير وخطير..كما أن حجم التحديات الجسيمة التي تواجه البلاد تزيد من فداحة المسئولية للرئيس القادم في هذه المرحلة الحساسة والانتقالية لمصر العروبة.
إن رغبة الجماهير العاطفية في التغيير السحري وفقا لبساطة تفكيرهم و اندفاعهم وراء آلة إعلامية تنشط في الأحياء الفقيرة و تجوب الأرياف والمناطق النائية بوعود لشعب فقير ومحروم من ابسط حقوقه لعقود طويلة وعاطل عن العمل بالتغيير السريع والسحري لمعيشتهم من قبل القوى الإسلامية الصاعدة على أطلال حكم دكتاتوري فاسد امتص دماء شعبه بلا رحمة وترعرع على فقره وحرمانه وتركه يعيش في المقابر بالرغم من أن تكلفة قرية سياحية واحدة على البحر الأحمر لمستثمرين بنفوذ الفساد الحاكم كانت كفيلة بإعادة تسكينهم في فترة 10 سنوات فقط وإنهاء هذا الملف الذي بقى قائما لأسباب كثيرة ومتعددة مع العشوائيات المنتشرة في ضواحي المدن الكبرى حيث مفرخة المتربصين للحكم الآن وعصابات البلطجة التي أطاحت بالأمن والاستقرار في أعقاب ثورة 25/ يناير ..
الشعب المصري في تجربته الديمقراطية الأولى منذ قرون طويلة قد تعرض البلاد إلى فوضى شوارع من جديد تشل كل نواحي الحياة والى اختناق داخلي وتراجع على المستوى الدولي وفوضى اجتماعية عرقية فيما لو أساء الشعب اختياره للرجل المناسب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والخطيرة.. فالاختيار الخاطئ للمرة الأولى هنا سيكون الأخير وسيكون مسمارا في نعش الحياة الكريمة لشعب بسيط وطيب في مجمله و ستزيد من مشاكل مصر لدرجة تهدد معها ما تبقى من تماسك للنسيج السكاني فيها وقد تعصف بالاستقرار والأمن الداخلي لسنوات طويلة قادمة لا سمح الله وقدر لشياطين الأرض من الانفلات !! مما ستسبب في تقزيم وضياع لدور مصر الريادي في المحيط العربي والإقليمي وستغرق البلاد في فوضى من جدل ونقاشات لها طابع ديني أشبه بسنوات الستينات والسبعينيات مما يبعثر دور مصر الطليعي بعد ثورة 25 / يناير وأحلام الشعب البسيط وخاصة من الشباب العاطل عن العمل وستنهار أحلام وطموحات الفئات المثقفة والمبدعة لإغراقها في دوامات وجدال في قضايا ذات طابع محلى اجتماعي ديني صرف..وسنجد مصر قد أصبحت كدويلة صغيرة لا تأثير لها على المستوى العربي والاقليمى والدولي ..لان التجربة الجديدة في ممارسة الانتخابات الرئاسية ستكون في مأزق ناجم عن عدم تكرارها بل واستحالتها على المدى المنظور وهذا طبع وحال القوى الإسلامية حين تسيطر على مقاليد الحكم عبر تاريخها ولا تنفك عنه إلا بانحلالها كنتيجة لصعود قوى الجذب والشد الداخلي التي تعمل على انهيارها وضعفها ..هذا ما خطه التاريخ على صفحات الكتب..ولنا عبرة في حكمهم في السودان وما حدث له وما يحدث له الآن وما سيحدث له غدا ولنا عبرة في حكمهم في قطاع غزة ومنعهم للانتخابات الفائت ميعادها منذ أكثر من سنتين بل واستهتارهم وتسخيفهم لها بمعنى نكران الشعب وحقه المقدس هذا على سبيل المثال لا الحصر..ويجب على القارئ التمييز بين الإسلام والدين الراسخ في قلوبنا كعقيدة ومبدأ ومنهج حياة وبين زج الدين في السياسة والحكم في عالم معقد ومخيف فمصالح ملايين البشر لا يمكن إدارتها في منأى عن العالم المليء بالذئاب والجوارح ؟!!.
لهذا فان رجل كعمر سليمان يستطيع أن ينقل البلاد إلى وضع جديد ويضع حد للانهيار والانفلاش المتصاعد ولن يأخذ طابعا دكتاتوريا فمجلس الشعب سيكون له رقيبا ومحاسبا لطبيعة القوى المهيمنة عليه وهذه ضمانة فاعلة وعملية على سلوك الرئيس القادم بالتقيد بالدستور وأجهزة المراقبة.. انه الرجل المنقذ لوضع خطير يتشكل في مصر الآن.. سيمنح السلم الاهلى بمعنى السلامة والأمان لجميع الأديان والأفكار..وسينقل مصر إلى ريادة دولية وعربية وسيعمل على تجسيد تطلعات الثورة والشعب المحروم والذي فجعه النظام الفاسد الذي استحوذ على مقدراته وخيراته من أجل مصالحه الحزبية للجماعة من دون بقية الشعب..وقد يتساءل البعض على اعتبار انه كان رجلا في خدمة الحزب الحاكم سابقا وهنا الإجابة بسيطة مفادها: انه الرجل المنفذ للأوامر دون التدخل في قضايا داخلية فاسدة فمهمته قد أداها على أكمل وجه فى حماية امن مصر الخارجي بكل أمانة وصدق وإخلاص فهو الرجل الصامت والقوى واللامع عربيا ودوليا ويفرض احترامه على الجميع وله قدرة على إدارة هذه المرحلة المعقدة فعلا وقولا وعملا..
وأخيرا أقول: ليس نوعا من التنجيم في طرح عنوان المقال على هذا النحو من اليقين.. لكنه الواقع الحالي وطبيعة القوى الصاعدة على أكتاف وعواطف البسطاء والفقراء والتي ستغرق البلاد في مستنقعات التراجع والاضمحلال والتقوقع لعقود قادمة.. ولن يفهم الشعب لاحقا لماذا لا تنعقد انتخابات أخرى جديدة في ميعادها كما جاء في نص الدستور وقانون الانتخاب كي يستطيع معها تصحيح أخطاء قد ارتكبها بناء على تجربة أرادها برغباته المغيبة والمعمقة.. وحينها لا ينفع ندم.. وغزة خير شاهد وخير دليل.
إلى اللقاء.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - وكانك يابو زيد ماغزيت
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 13 - 04:58 )
ليتقدم عمر سليمان او حتى مبارك نفسه المطلوب انتخابات نزيهة وان رضيه الشعب المصري
فالنصل صلاة الجنازة,عمر سليمان ربيب النظام المخلوع
لم كل هذا لسد الباب امام الشرفاء ذوي الكفاءة والمصداقية من حزبي الحرية والعدالة والتور
الدمقراطية مجرد شعار وقميص عثمان
والحكم لله

اخر الافلام

.. هل ساعدت كوريا الشمالية إيران بهجومها الأخير على إسرائيل؟ |


.. مسلسل يكشف كيفية تورط شاب إسباني في اعتداءات قطارات مدريد في




.. واشنطن تؤكد إرسال صواريخ -أتاكمس- بعيدة المدى لأوكرانيا


.. ماكرون يدعو إلى أوروبا مستقلة أمنيا ودبلوماسيا




.. من غزة| 6 أيام في حصار الشفاء