الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل القران كتاب و دستور كل زمان و مكان

علي مهدي الاعرجي
انسان

(Ali Mahdi Alaraaji)

2012 / 4 / 17
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


هكذا يدعي المفكرين الاسلامين و لا سيما من يهدف إلى ربط الاسلام كدين مع السياسة بعد أن جعلوا من الاسلام أقسام و أنتجوا لنا إسلام سياسي و اقتصادي و اجتماعي و كذلك الفلسفة و الفكر الاسلامي و غيرها اليوم احاول أن اناقش بعض الأمور و لا سيما الرنانة منها و هيه القران كتاب و دستور كل زمان و مكان . لا أدري على ماذا استند رجال الدين أو السياسيون المتدينين في جعل القران دستور للحياة اليومية على مر العصور و لم يقتصر هذا على البلدان الاسلامية فقط بل يحلموا بجعل هذه النظرية باطار وقالب يصل إلى مرحلة عالمية ضاربين كل الأفكار و المذاهب الأخرى عرض الحائط. نرى اليوم إن الاسلام غير مطبق بشكل كامل في الدول الاسلامية بل الكثير من أحكامه وقوانينه تم عزلها و ركنت على الرف . لنمر بشكل سريع على البعض من هذ القوانين و نرى إن كانت صالحة أم لا منها أحكام العبيد حيث يرى الاسلام في إمكانية بيع وشراء العبيد و هذا كان من المتعارف عليه في السابق .ليس في الاسلام فقط أو المجتمع العربي بل كان في سائر ارجاء الأرض. كذلك ذات اليمين على الرغم من أن القران جاء بالعديد من التوصيات في كيفية التعامل مع الرق و العبيد و ذات اليمين إلا إنها لا تعمل اليوم . الناس في هذا الوقت أمام القانون واحد لا فرق بينهم لا يوجد عبد أو سيد بل الكل سواسية كأسنان المشط. أيضا في امر الشهادة حيث يقول لله و استشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل و امرأتان ممن ترضون من الشهداء . هنا إشارة إلى إن الشهداء هما من المسلمين من رجالكم أي لهم بعض المميزات ليثبتوا امر شيء أو يشهدوا في جرم حدث . أما إذا كان ذمي أي مسيحي أو كتابي لا تقبل شاهدته وان كانوا عشرون شخص لا واحد. كذلك الكافر لا تؤخذ شهادته قطعا. أما اليوم أمام القانون الناس سواء لا يسأل المرء عن فكره أو معتقده و لا يقال له آنت مسلم أو كتابي و ملحد لا بل يعامل على إنه شاهد إثبات يقوم في القسم بما رأى . كذلك الجزية في القرآن الكريم الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ اليوم في جميع الدول الاسلامية نجد هذا القانون غير مطبق !! أي لم نرى جباية أموال من المسيحين أو اليهود في البلدان الاسلامية تحت مسمى الجزية بل تم تعطيل هذا القانون بشكل تام . أيضا نرى في حكم قتال الكافرين يقول لله يا أيها الذين آمنوا، قاتلوا الكافرين من أهل الكتاب الذين لا يؤمنون إيماناً صحيحًا بالله ولا يقرون بالبعث والجزاء إقرارًا صحيحًا، لربما كان هذا في السابق قتل الكافر أو قتل الكتابي جائز أما اليوم من المستحيل تطبيق هذا النص القرآني لتعارضه و مبادئ حقوق الانسان و كذلك تعارضه مع الفكر البشري المعاصر الحديث ... انا لا أشكك في القران أو أحكامهم بل أنا أقول إن القران و كل ما جاء به صحيح لكن في عصر نزوله و عهد الرسالة أما اليوم من الصعب لا من المستحيل تطبيق القران و نصوصه على الحياة اليومية المعاصرة .و تطبيق القرآن في شكل كامل يعد أول أهداف الأحزاب الاسلامية أي جعل القران دستور لهم في النظرية و التطبيق . الكثير من أحكام القران السابقة أصبحت مخالف للقوانين الدولية بل أصبحت أيضا مخالفه إلى فكر المسلمين أنفسهم !! إذا جئت لأحد من المسلمين اليوم وقلت له إن جارك وثني لا يؤمن بالله أو إنه مسلم يؤمن في بعض الكتاب و يكفر ببعضه هل تقبل أن تقتله سوف يجيبك بشكل مباشر لا . إذن الرفض لأحكام السلام تأتي من قبل المسلمين قبل غيرهم و إن طبقنا الحكم القرآني اليوم أصبحنا في عزلة كبيره عن العالم و المجتمع الدولي بل أصبحنا في تناقض مع بعضنا البعض .لعدم توحيد الآراء أو الفتاوى في أحكام القرآن . منها عملية قطع يد السارق إلى اليوم مسألة اختلاف بين الفقهاء. ما أريد أن اشير إليه إن القران كتاب إلهي مقدس لكنه يحمل في طياته تقاليد و أفكار المجتمعات السابقة لا المجتمعات الحالية و من يدعي إن القران يتحدث عن امور مستقبلية فهو خاطئ لسبب بسيط ما فائدة وضع قانون أو التحدث عن شيء لم يحدث بعد ?! ما فائدة وضع قوانين لها قبل حدوثها . هذا ليس من المنطق وليس من الحكمة الإلهية أن تجعل قوانين لأمور مستقبلية لا نفهمها اليوم بل يفهمها الناس بعد مليون عام . أيضا لا يوجد شيء يشير إلى سريان مفعول القانون القرآني على البشر اليوم و إن كان فتجد فيه الفتوى والرأي و هذا أيضا يشير إلى إن القران فسر بعقل بشري و هذا العقل وضع ما يراه مناسب و يعطي القانون و التفسير ضمن الحدود البشرية لا الحدود الإلهية وهذا ليس هو القران الحقيقي بل هو فكر المفسرين . هناك جزء ثابت من القران يمكن أن يجعل من القران كتاب لكل زمان و مكان و هذا الجزء هو الجزء الأخلاقي أي النصائح الالهية لا تسرق لا تقتل لا تكذب لا تعتدي حب الوالدين حب الناس حب الخير .و غيرها تعد من المسلمات أي إنها لكل مكان و زمان لأنها من الثوابت في الفكر البشري أما القوانين الأخرى لا يمكن الاعتماد عليها اليوم . و أرى من الأجدر على الأحزاب الاسلامية أن تأخذ من القران كتاب حكمت و موعظة لا كتاب قانون و بهذا يمكن أن يكون القرآن كتاب كل زمان ومكان أما إذا أخذ القران كله في أحكامه و محاولة تطبيقه على أرض الواقع اليوم سوف يكون كتاب قديم لا يمكن تطبيقه لصعوبة أحكامه وكذلك قسوة ما توارد به من النصوص و التي كانت متماشية مع العهد السابق أي عهد النبوة أما اليوم من المستحيل تطبيقها و بهذا أرى من الأجدر صون حرمة القران وجعله كتاب دين و نصائح لا دستور سياسي كما يدعون








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - هل فعلا هي آيات بينات
شاكر شكور ( 2012 / 4 / 17 - 22:11 )
لا شك بأن هدف مقالتك هو لغاية نبيلة تنويرية ، لكن في نفس الوقت انا اريد ان اعطي بعض الحق للذين يدّعون ان القرآن يجب تطبيقه لكل زمان وهذا لا اعني به انه صالح لكل زمان ، فأله القرآن لم يكن واضح في تحديد اوامره ان كانت مرحلية لفترة محدودة ام هي مفتوحة الى يوم القيامة ، وبأعتقادي ان عدم تطبيق بعض احكام القرآن في الوقت الحاضرلا يعني انها كانت مرحلية ، فلو كان القرآن من عند الله لعرف الله مسبقا ان اوامره سوف لا تطبق في كل زمان وكان من خلال معرفته للغيب يعطي اشارة لتحديد اوامره لفترة زمنية محددة ، وبما انه اطلقها ثم فشلت في التطبيق فهذا يعني ان القرآن هو من فكر بشري وليس من عند الله ، تحياتي وشكرا لجهودك استاذ علي


2 - لماذا القرآن فقط
إيمان السيد ( 2012 / 4 / 17 - 22:32 )
لقد أنزل الله الكثير من الكتب على أنبيائه حسب الاعتقاد الإسلامي فلماذا القرآن فقط هو الذي يصلح لكل زمان ومكان؟؟؟ إذا كان السبب هو التحريف فلماذا حفظ الله القرآن فقط من أن يحرف وترك كتبه الأخرى نهبا للتحريف هل هي إرادته أم عجزه عن حماية كلامه رغم أن الآية التي يحتج بها المسلمون بأن الله قد قرر حفظ القرآن تستخدم فيها لفظة -الذكر- وليس -القرآن- ولا نريد أن نغرق في مماحكات المفسرين الذين لديهم تبريراتهم دوماً للقول بأن المقصود بهذه اللفظة هو القرآن حصراً دون أي كتاب آخر منزل؟؟ وأخيراً لماذا القرآن فقط الذي نزل قبل 15 قرن وبلغة محددة هو الكتاب الكوني الوحيد الصالح لكل مكان وزمان ؟؟ إن مقتضى العدل والمنطق الإلهي لا يمكن أن يتفق مع فكرة صلوحية القرآن لكل زمان ومكان لأن هذا يعني إما أن كلام الله محدود بين دفتي المصحف وهذا مناقض للآية التي تقول أن كلمات الله لا تنفذ حتى لو كان البحر مدادا لكلمات الله... أو أن الله عاجز لا يمكنه أن ينزل وحي جديد أو أنبياء جدد... أو أن الله ظالم أراد أن يبين شريعته لجيل من البشر وترك كل الأجيال الأخرى تحت رحمة فهم ذلك الجيل من أبناء لغة معينة لقرآنه؟؟؟


3 - ستوقف حنفية ثراء الشيوخ
حكيم العارف ( 2012 / 4 / 18 - 04:22 )
اذا عرفت ان تنصح الحرامى لكى لايسرق ....فلن تنجح فى اقناع الشيوخ ان يتركوا مواقعهم ويقولوا ورائك امين لان هذا ببساطه هو اكل عيشهم ورزقهم ....

فكيف ستقنعهم بالكف عن ازعاج الناس وبث الجهل بينهم الذى سيوقف حنفية الثراء بالنسبه لهم ...
وانت عارف الثراء معناه عز ومال وجاه ونسوان وكل ماتشتهيه البطون والمزاج ....


4 - الاستاذ الاعرجي المحترم
عبد الرضا حمد جاسم ( 2012 / 4 / 18 - 04:53 )
تحيه وتقدير
لقطه جميله وذكيه اتمنى ان تتوسعون فيها
شكرا


5 - الكتاب النازل
احمد ( 2012 / 4 / 18 - 16:12 )
الاستاذ علي المحترم
تحية طيبة...
افهم من كلامك ان القرآن كتاب سماوي فأن كان كذلك فأنه صالح لكل زمان لا بل لكل مكان ايضا, لأن الكتاب النازل من السماء (الله) لابد ان يكون كذلك, لكن حين نقرأ التاريخ نرى ان الله قد ارسل آخرين في تلك الفترة يدعون النبوة مثل مسيلمة والسجاح وفي العصر الحديث ظهر ناس كثر ادعوا النبوة امثال الباب الذي جاء بـ (الاقدس) والبهاء الذي جاء بـ (البيان) والمرزا غلام احمد الذي قال انه المهدي والمسيح الموعود وآخرين لا نريد ان نحشر اسمائهم هنا, والسؤال الذي يطرح نفسه هو لو كان القرآن يصلح لكل زمان لماذا كل هذه الكتب ؟ الا يعني هذا ان القرآن لم يكن صالحا حتى لزمانه في بعض احكامه ولم ينتشر لولا قوة السيف الغالب.


6 - شاكر شكور
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 4 / 18 - 17:27 )
سيدي العزيز إني أوضح في هذا المقال صعوبة التطبيق ولم أبحث المشروعية ! و لو بحثت المشروعية في التطبيق لقالوا عني كافر لأن في الدليل العقلي من المستحيل إضفاء الشرعية على القران . لسبب واحد عدم مرجعية القران إلى الله . القران إنجاز بشري لا إلهي لكن بدوافع إلهية . القرآن أو الكتب السماوية كتب لغوية أي إنها تملك اللغة و اللغة إنجاز بشري لا إلهي . الله لا يملك لغة لأنه ليس بشر و القرآن و الكتب السماوية هي تجليات للأنبياء و أفكار مقتبسه بدوافع إلهية . فلو كانت الكتب السماوية من الله حملة في داخلها مضمون علمي صادق ينفع لكل زمان و مكان . تحياتي لك ومحبتي ياسيدي


7 - إيمان السيد
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 4 / 18 - 17:49 )
يا سيدتي العزيزة أرى و هذا رأي أنا !!إن سبب حفظ القران و بقائه إلى اليوم يعود إلى الأسباب الأتية . فترت نزول القرآن كانت مقاربة إلى مرحلة التدوين و الكتابة و هذا جعل من القرآن كتاب مدون. أيضا وجود القراء و الحفاظ للقران الكريم و زيادة حملات التبشير أدى إلى توسع الرقعة الجغرافية إلى الاسلام و القرآن هو كتاب الاسلام الأوحد فلا بد من الحفاظ عليه . السبب الأخر هو قيام الاسلام كدولة قوية و عدم وجود محاربين و مناهضين لها بقوة أداء إلى حفظ دستورها . أيضا اعتماد نهج الخلافة الاسلامية و جعل من القرآن الكتاب المشرع الأوحد فكان من الأجدر الحفاظ عليه و التوسع في دراسته . لأن بقاء الخليفة من بقاء القران و لم يظهر لنا سوى قراءة محرفة للقران. أما الذكر فهيه كلمة قرآنية مجهولة المعالم . هل الذكر هو الوحي أم النبي أو القرآن .أما عن الله ظالم لا يمكن لأن الله لا يظلم و إنه يحاسب الانسان على داخله لا على دينه و معتقده بل يحاسبه على مدى الانسانية و اقول إن الكتب السماوية ليست من الله بل من فكر الانبياء بدوافع إلهية . و الوحي مستمر لم ينقط بانقطاع النبوة لأن العقل البشري هو الوحي و لا نحتاج اليوم إلى نبي


8 - احمد
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 4 / 18 - 18:22 )

استاذي العزيز أنا لم أقل إن القران من الله و هذا محط جدل كبير لدى أعاظم علما الشيعة على وجه الخصوص و أعظم فقهاء المسلمين الشيخ الطوسي و الشيخ المفيد و السيد المرتضى لهم التشكيك في إعجاز البلاغة في القران و كذلك يدعون بالصرفة أي إن الله صرف الناس عن الاتيان به و كذلك المعتزلة قبل ١٠٠٠ عام نادوا بخلق القرآن لوجود ما يتعارض و العلم ولهذا لم يثبت إلى الآن إن القران كلام الله حقا !!! بل إلى اليوم محط جدل حتى لو تجادل مع العلماء في النجف سيقولون لك ذلك إن كنت من العقلانيين ولم يطرح على العوام خوف سوء الفهم . و نرى إن علما الشيعة يؤمنون بالمجاز وهذا بحد ذاته يضرب عمق الدلائل القرآنية ، .و إن كان القرآن من الله لم يحتوي في داخله على تضارب مع العلم الحديث و قد أشرت إليه في مقالتي السابقة يمكن لك الرجوع للاطلاع عليها محبتي لك واحترامي


9 - عبد الرضا حمد جاسم و حكيم العارف
علي مهدي الاعرجي ( 2012 / 4 / 18 - 18:28 )
يا سادتي الكرام شكرا لمروركم الكريم . بنقدكم البناء ومتابعاتكم الجميلة تزيدونني معرفة . شكرا لكم


10 - القران دستورنا
عبد الله اغونان ( 2012 / 4 / 18 - 19:50 )
الله ربنا ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولنا والقران الكريم دستورنا وصناديق الاقتراع حجتنا اصخ سمعك وافتح عينيك على خارطة ارض الله لمن تقرع الاجراس؟

اخر الافلام

.. حكاية -المسجد الأم- الذي بناه مسلمون ومسيحيون عرب


.. مأزق العقل العربي الراهن




.. #shorts - 80- Al-baqarah


.. #shorts -72- Al-baqarah




.. #shorts - 74- Al-baqarah