الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرب المياه أقسى من حرب السلاح

ماجد فيادي

2012 / 4 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في خبر نشرته السومرية نيوز بتاريخ 16 أبرل 2012، يشير الى لقاء السيد همام حمودي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي مع السفير التركي لدى بغداد، قد اوضح الثاني للأول، بأن طبيعة سد اليسو لن يؤثر على المياه الجارية في نهر دجلة، وفي المقابل دعت اللجنة السفير التركي لزيارتها وتقديم توضيحات أوفى عن المشروع.
هذا الخبر ليس بالعادي، فقد جاء في وقت الخلافات والتجاذبات بين الحكومة التركية والعراقية حول مشكلة السيد طارق الهاشمي، الذي استقر كما يبدو في تركيا، ورغبة التحالف الوطني باستعادته، في نفس السياق فالخلافات بين دولة القانون وإقليم كردستان لا تبتعد عن إمكانية لعب تركيا دوراً هاما فيها، كذلك الدور التركي في اللعبة الطائفية بالعراق، التي تسعى من خلالها لإفشال الممثل الشيعي في إدارة دفة الحكم بالعراق، في حين تسعى الأحزاب ذات الطابع الشيعي الى فرض وجودها وتقديم الدليل الملموس لمؤيديها في قدرتها على كسر الغريم السني والقومي الكردي، ولان زمام الامور في العراق بيد التحالف الوطني، نجده يسعى بكل ما يمكنه الى تنفيذ مخططاته، لإقاف مخططات غرمائه.
من مبادئ العمل السياسي أن تبحث بنفسك عن مصادر المعلومات حول أي قضية تضر بمصالح البلد، ولا تأخذها ممن يحاول سرقة ثرواتك، لهذا كان على السيد همام حمودي ولجنته، أن تلجئ الى معرفة طبيعة بناء سد اليسو ممن له المصلحة في عدم قيام السد، وهم متواجدين بكثرة في العالم، ولو سلمنا أن لجنة العلاقات الخارجية تحاول اللعب مع الجانب التركي لحين تحقيق هدفها، فإن هذا الإجراء خاطئ تماما، لان تركيا تحتاج الى الزمن لتنفيذ سد اليسو ومن ثم ليفعل العراق ما يريد. في جوهر القضية مجرد طرح الموضوع على تركيا بهذا الشكل يعد تخلف سياسي، لأنها تريد هكذا طرح غير علمي يقدمه سياسيين بمعلومات ناقصة، وهذا ما تفعله تركيا منذ زمن بعيد، فهي في كل لقاء تأتي بسياسيين يكذبون كل ما يطرحه العراق من مخاوف تجاه سياسة تركيا المائية، ولنا في لقاءات الدكتور حسن الجنابي سفير العراق لدى منظمة الفاو، مع وفود كل من تركيا وايران الدليل على ذلك. كيف يمكن للسيد همام حمودي أن يتسائل عن طبيعة سد اليسو، وإن كان سيؤثر على مياه دجلة، ألا يرى ماذا فعلت سدود اتاتورك في نهر الفرات، لماذا يتوقع من سد اليسو أن يكون مختلف؟ ألا يعلم أن تركيا تسعى لبناء ستمائة سد في أراضيها، ماذا يمكن لهذه السدود أن تفعل؟
في أحد فعاليات مهرجان الزهاوي لحماية مياه دجلة والفرات في المانيا، تقدمت بسؤال للدكتور بدر الجبوري المنسق العام للمهرجان، هل يمكن لتركيا أن تكتفي من المياه بعد إكمال سياستها المائية مع آخر سد تبنيه، وبعدها يعود تدفق المياه الى العراق بشكل طبيعي؟ يقول ”أننا لا نعلم متى سيكون آخر سد، ومع هذا السد سوف لا يصل الى العراق غير مياه الصناعة الملوثة والمياه التي تطلق لتوليد الطاقة الكهربائية“ ثم سألت بروفسور يونكر أستاذ القانون الدولي والمتبني للمهرجان، هل على أوربا أن تتهيأ لاستقبال ملايين العراقيين المهاجرين بسبب شحت المياه؟ يقول ”إن أوربا منشغلة بمشاكلها وهي غير متفرغة لحل مشاكل العراق، لذلك عليكم أن يحلوا مشاكلم بأنفسكم“.
إذا كان السيد همام حمودي بحاجة الى معلومات حول طبيعة سد اليسو، لماذا لم يتصل بالمقيمين على مهرجان الزهاوي في المانيا، لماذا لم يدعم هذا المهرجان لفضح سياسة تركيا وايران المائية، لماذا عندما قامت قناة العراقية الفضائية بتغطية أحد فعاليات المهرجان لم تشير الى اسم الديوان الشرقي الغربي الذي ينظم الفعالية، لماذا عندما اتصل المكتب الاستشاري الزراعي لمجلس الوزراء طلب المحاضرات التي القيت دون أن يطلب التنسيق مع الديوان، بالرغم من العرض الذي قدمه لتطوير هذا المهرجان عالميا، الى أي حال وصل العراق؟؟؟
يحصل مهرجان الزهاوي لحماية نهري دجلة والفرات يوميا دعما متزايدا من قبل عراقيين همهم الدفاع عن مصالح الشعب العراقي، باذلين أموالهم ووقتهم من اجل إعادة حق العراقيين بمياههم، وينظم إليهم يومياً منظمات وأفراد من كل دول العالم دفاعاً عن البيئة وعن مهد الحضارات وعن الشعب العراقي.
يتحمل المسئولية كل الأطراف فلجنة العلاقات الخارجية فيها من كل الوان البرلمان، والحكومة فيها كل مكونات الشعب العراقي (كما يحبون أن يسموها) الرئيس مناضل كردي، رئيس الوزراء مناضل شيعي، رئيس البرلمان مناضل سني، يعني الكل متضررة من شحت المياه في العراق، فماذا ينتظرون؟؟؟
غداً قنينة ماء ستعادل برميل نفط








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - سد أليسو سيسرق 80% من حق العراقيين من المياه
الدكتور/بدر الجبوري ( 2012 / 4 / 19 - 10:43 )
اولا:احيي واضم صوتي الى ماجاء في مقال الزميل ماجد فيادي، وتحليلة السليم والبناء في دراسة قضية المياه المستفحلة مع بلدان الجوار التي تمارس كل طرق الحذلقة والثعلبة في سياساتهم المائية تجاه دجلة والفرات وروافدها التي تنبع من تلك البلدان وتغذي انهر العراق . انة من المحزن والمؤلم حقا بان يكون موقف الجانب العراقي موقفا منحازا الى مواقف تلك البلدان ومعاديا لمصالح شعبة . من المعروف ان جميع البرلمانيون وعلى راسهم السيد همام حمودي قد اقسموا في الحفاظ على سيادة وارض ومياه العراق . ولكن المتتبع انهم بما فيهم وزراء العراق مابعد 2003 انغمسوا في مشاكلهم الحزبية والقومية والدينية الضيقة وتركوا العراق للنهب والتدخل الاجنبي واليوم وبعد مرور 9 اعوام من الحكم الجديد كان يحدو بنا الامل في الانتقال الى مرحلة بناء العراق الحر المزدهر
يتبع


2 - سد أليسو سيسرق 80% من حق العراقيين من المياه
الدكتور/بدر الجبوري ( 2012 / 4 / 19 - 10:44 )
ثانيا:ان التخلف السياسي وعدم الكفاءة في ادارة القضايا التي تهدد حقا مصير العراق كبلاد وكشعب اصبحت حقيقة فعلية ، فقضية المياه قضية تحتل المرتبة الاولى في جميع دول العالم ولذلك ان تركيا وهي تخطط منذ 1936 ولحد الان في عمليات نهب منابع المياه وفق ادعاءات لايسمح بها القانون الدولي بان منابع حوضي دجلة والفرات ملكا لها ، ابدا ان قاعدة هارمون لايعترف بها في جميع المواثيق والاعراف الدولية ، وان تصريحات السفير التركي في بغداد ، هي نوع من الاستهتار والاستهزاء بقيمة الانسان العراقي وهم يطلقون هذة التصريحات لكسب الوق حتي يتم انجاز العمل بمشاريع السدود الاربع العملاقة مع بناء اربعة محطات كهرومائية وهي تحتاج الى مايعادل 80% من مياه دجلة لتخزينها وللطاقة التشغيلية للتوربينات وهي ستقطع الشريان الثاني للجسد العراقي . ان السيطرة على المياه هو نوع من السيطرة على العراق وجعلة يستجدي لحقة وفق القوانين الدولية والتي تلتزم بها تركيا مع دولا اخرى ولكن ليست مع العراق.


3 - سد أليسو سيسرق 80% من حق العراقيين من المياه
الدكتور/بدر الجبوري ( 2012 / 4 / 19 - 10:44 )
ثالثا: فعندما يصرح السفير التركي فانة يرى امامة بلدا محطما ولايستطيع ان يتحدث امام الخبراء الدوليين والذين يقومون بحملات دولية كبرى لوقف البناء في مشاريع اليسو لانها ستدمر القرى والارياف في جنوب شرق الاناضول و
ان سد اليسو سيجري بكمية 60 مترمكعب / الثانية ، بعد اتمامة ليصب داخل الاراضي العراقية بعدما كان بمعدل 750 مترمكعب/ثانية الى 1250 مترمكعب بالثانية ، ويضاف الية ماسيجري سحبة ضمن المشروع السوري الكويتي على دجلة ، وهو ماسيسرق كميات هائلة من المياة ولاتقل عن 20% من نسبة المياه التي ستجري نحو الداخل العراقي .
ان الغريب في ان الدفاع عن حقوق الانسان العراقي الذي يعاني من شحة المواد الغذائية والفقر والامراض ومعيشة اكثر من 7 ملايين عراقي تحت خط الفقر وان العراق مهدد في عام 2040 بالجفاف والتعرية والتصحر وسيسهم مشروع اليسو بالاضافة الى الكمية المتردية والنوعية السامة لمياة نهر الفرات.


4 - سد أليسو سيسرق 80% من حق العراقيين من المياه
الدكتور/بدر الجبوري ( 2012 / 4 / 19 - 10:45 )
رابعا : ستسهم هذة العوامل بابادة جماعية بطيئة للعراقيين ولذلك يطمأن السفير التركي في بغداد ,على مهلكم ايا العراقيون ، انتظروا الموت بعد اتمام سد اليسو، ونفس الصيغة التي يتداولها الساسة العراقيون عندما يجري سوالهم عن سياسة ايران المائية التي سببت بقطع 11 مليارد مكعب سنويا من نهر القارون والكرخة والوند المغذية لنهردجلة ، و صب المياه العالية النسب بالاملاح والسموم في شط العرب واهوار الحويزة . ان سياسة السيطرة على المياه هي سياسة التحكم بالحياة والموت . ان نداؤنا الى جميع العراقيين هو ان يتحدوا لانقاذ مايمكن انقاذة من مياهم وحقوقهم الطبيعية التي شرعتها القوانين الدولية وهي من الحقوق الاساسية في الحصول على الكميات الكافية من المياه وان المياه لايمكن اعتبارها مادة تجارية للتعاملات الدولية بل هو حق انساني.


5 - شركاء في الجريمة
ماجد فيادي ( 2012 / 4 / 19 - 16:24 )
تحياتي لك د. بدر ولنا لقاء يوم 5 ايار القادم في الفعالية التي سيقيمها الديوان في مدينة كولون حول مياه دجلة والفرات ضمن مهرحان الزهاوي.
اود أن اضيف على ماذكرته أن السايسيين وبعض الاعلاميين العراقيين يرددون ما تقوله تركيا وايران كببغاوات، مثل أن العراق يهدر مياهه بسبب سوء نظام التخزين كذلك يقولون كما قالت ايران أن ما تفعله من قطع للانهار و ارسال المياه المالحة والسامة ليس كارثة وليس من الضروري تضخيمها، وهم بهذا يخفون حقيقة القضية بأن للعراق حق في هذه المياه، على الطرفين ان يرسلوه والعراق حر أن يفعل بحصته ما يريد، ولو سألنا هل يحق للورثة منع أي منهم حصته من المال لانه سيلعب القمار، الجواب الديني والقانوني لا، فلا تكونوا ايها العراقيين شركاء في جريمت تركيا وايران ضد الشعب العراقي بمنع حصته المائية.

اخر الافلام

.. السودان: متى تنتهي الحرب المنسية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. الولايات المتحدة: ما الذي يجري في الجامعات الأمريكية؟ • فران




.. بلينكن في الصين: قائمة التوترات من تايوان إلى -تيك توك-


.. انسحاب إيراني من سوريا.. لعبة خيانة أم تمويه؟ | #التاسعة




.. هل تنجح أميركا بلجم التقارب الصيني الروسي؟ | #التاسعة