الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسكات «لغة العصر»!

سعد هجرس

2012 / 4 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


من حق إدارة تحرير أي جريدة إلغاء أي صفحة، ولا أحد ينازع في ذلك كما أنه ليس من حق أحد أن يقتطع ويحاول فرض وصايته علي السياسة التحريرية لأي صحيفة.
وهذا ينطبق بطبيعة الحال علي إدارة تحرير جريدة «الأهرام» التي قال لنا الزميل جمال غيطاس إنها قررت إلغاء صفحة «لغة العصر» التي كان يحررها بصورة منتظمة منذ ما يقرب من سبعة عشر عاما!
لكن الذي نراه من حقنا في هذه القضية هو الأسباب التي تم إبلاغها للزميل جمال غيطاس لتبرير إلغاء الصفحة.
فقد قال لنا إن رئيس التحرير أبلغه بأن السبب الرئيسي هو أن «الصفحة لا تجلب إعلانات» وأما السبب الفرعي فهو أن «جمال» يرأس تحرير مجلة «لغة العصر» التي تصدر عن «الأهرام» أيضا وبالتالي يمكنه أن يكتب بها ما يشاء.
وأنا أستغرب جدا أن يكون هذا هو موقف الزميل العزيز محمد عبدالهادي علام رئيس تحرير «الأهرام» وأن يوافق عليه الزميل العزيز عبدالفتاح الجبالي رئيس مجلس إدارة «الأهرام» فهما زميلان يعرفان أصول مهنة الصحافة جيدا، ولا يحتاجان إلي من يذكرهما بها، وخبرتهما المهنية ـ فضلا عن كفاءتهما ـ مشهود بها، ومن هنا تأتي الدهشة.. فهما قبل غيرهما يعرفان أن الخلط بين الإعلان والتحرير أحد الكبائر في مهنة الصحافة، وأن مطالبة المحرر بجلب الإعلانات جريمة مهنية لا يمكن تبريرها حتي بعد أن أصبحت عبارة «صفحات متخصصة» هي الاسم الكودي لصفحات إعلانية في كثير من الأحيان، وأنا شخصيا كنت ـ ومازلت ـ أتوقع من علام والجبالي، أن يقوما بفض الاشتباك بين الإعلان والتحرير في هذه «الصفحات المتخصصة» لا أن يكرسا ويباركا الزواج غير الشرعي بينهما في صفحات خالية منها.
الأمر الثاني: أن الصديق العزيز عبدالفتاح الجبالي والصديق العزيز محمد عبدالهادي من المثقفين المستنيرين المؤمنين بالعلم والبحث العلمي ومن غير المفهوم أن يشاركا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في إغلاق نافذة تطل علي ثالث ثورة عرفتها البشرية بعد ثورة الزراعة وثورة الصناعة، ألا وهي ثورة المعلومات.. وكنت ـ ومازلت ـ أتمني أن يقوما بتوسيع ودعم النوافذ المستقبلية التي تضعنا علي طريق اقتصاد المعرفة والديمقراطية الرقمية. وقد كانت صفحة لغة العصر واحدة من هذه النوافذ التي تلفت بنشر ثقافة ثورة المعلومات ومناقشة استخدامات تكنولوجيا المعلومات في التصدي لجميع قضايا المجتمع الفكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية.. والمؤسف أن يتم إغلاق نافذة مضيئة كهذه في وقت أصبحت فيه مؤسسة «الخرافة» أكبر مؤسسة في مصر وهذه إحدي الأمراض التي ورثناها من عصر الرئيس السابق حسني مبارك واستفحلت بعد 25 يناير.
ومن المفارقات العجيبة أن تتخذ إدارة تحرير «الأهرام» قرار إغلاق صفحة «لغة العصر» بالضبة والمفتاح في نفس اليوم الذي يتم فيه ترشيحها للجائزة الأولي في أكبر منتدي إعلامي عربي.
ولا أريد بهذه الكلمات تسجيل موقف ضد إدارة تحرير «الأهرام» وإنما القصد هو مناشدة الزميلين العزيزين عبدالفتاح الجبالي ومحمد عبدالهادي علام، إعادة النظر في قرار إلغاء «لغة العصر» في إطار رؤيتهما للدور التنويري المفترض والمنشود لجريدة «الأهرام» باعتبارها الجريدة الكبري والأهم في الشرق الأوسط منذ سنوات وعقود.
كما أناشد الزملاء في نقابة الصحفيين بفتح هذا الملف انتصارا لتقاليد المهنة ورسالة الصحافة، من أجل إعادة الاعتبار لأصول مهنة البحث عن الحقيقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لغة العصر
محمد بن عبد الله ( 2012 / 4 / 23 - 16:59 )
أستاذ سعد

لغة العصر في الدول المتحضرة تختلف عن لغة العصر في مصر
لغة العصر اليوم عندنا هي لغة اخوان السفليين بلهجة قريش

ويا حلاوة ام اسماعيل في نص هدومها...!


2 - حزين لغلق صفحة لغة العصر
أحمد شوقى ( 2012 / 5 / 29 - 19:01 )
اتفق معك تمام فى كلامك أ / سعد ياريت فعلا يرجعوا الصفحة لغة العصر مرة اخرى لانها كانت مفيدة جدا فارجو الاهتمام

اخر الافلام

.. غزة- إسرائيل: هل بات اجتياح رفح قريباً؟ • فرانس 24 / FRANCE


.. عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر




.. -يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم- #حماس تنشر فيديو لرهينة ينتق


.. أنصار الله: نفذنا 3 عمليات إحداها ضد مدمرة أمريكية




.. ??حديث إسرائيلي عن قرب تنفيذ عملية في رفح