الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملائكة و شياطين / كلام كاريكاتيري

سلمان عبد

2012 / 4 / 25
كتابات ساخرة




بات من البديهي ، حين تفتح اية جريدة وتتقصى الاخبار ، ستجد خبرا او اكثر ، يشير الى ان الدائرة الفلانية تعج بالفساد الاداري والمالي ، وان ‏الوزارة الفلانية نسبة الفساد بها متقدمة ، والمحافظة الفلانية تحيل رئيس مجلسها الى النزاهة لوجود فساد مالي ، والمدير العام في الوزارة الكذا ضبط ‏متلبسا وهكذا ، فساد في فساد ، زد على ذلك ماينشر من قبل منظمة الشفافية العالمية من ان العراق يشغل مراتب متقدمة بالفساد ، حتى اصبح الفساد ‏ظاهرة ، وهو القاعدة ، والفضيلة والنزاهة اصبحتا من الشذوذ ومن كان نزيها وعفيفا بين هذا الطوفان تجري محاولات لاسقاطه و ( يحفرون جواه ) ‏‏. ‏
في مسرحية " الدنس " لكاتب مصري لا يحضرني اسمه ، يحكي قصة قرية تتعرض لهجوم كاسح من قبل الاعداء ، فيقتلون شبابها ويهدمون بيوتها ‏فيعم الخراب كل القرية وتصبح مدينة اشباح ، ويعمد الغزاة ، الى اغتصاب نساء المدينة بالاجماع ويفضون بكارة الشابات غير المتزوجات ، فتفلح ‏احدى البنات في الهروب و الاختفاء ، فتحافظ على عفتها وبكارتها ، وحين يترك الغزاة القرية ، تعلم النساء بالبنت التي بقيت عذراء ، فهي الوحيدة ‏منهن التي لم تدنس ، فيعمدن الى طرح الفتاة ارضا وباصابعهن يفتضضن بكارتها . هل نعيش عصر فساد الذمم ؟ وموت الضمائر ؟ وعدم الحياء ؟ ‏والنهب على المكشوف ؟ من الغريب في الامر والمحيّر ايضا ان من بيدهم السلطة جلهم من التيارات الاسلامية ، وهم من يعرف الحلال ويدعون له ‏والحرام فيتجنبوه ويبشرون الناس على الالتزام بما جاء به الدين الحنيف من مكارم الاخلاق والفضائل والحث على فعل الخير ونظافة اليد ونشر ‏الفضيلة ، فعلام يجري كل هذا ؟ ‏
كثر الكلام بين الناس ،وعلى صعيد الصحافة او الإعلام من عقد مقارنات بين مسؤول الامس ومسؤول اليوم ، بين نزاهة مسؤول الامس وفساد ‏مسؤول اليوم ، وان كان لكل قاعدة شواذ . ‏
في سنة 1955 ، رأيت بنفسي سيارات مصلحة نقل الركاب تجوب مدينة كربلاء ، وكنت استخدمها للذهاب الى المدرسة الثانوية لأن بيتنا يبعد عنها ‏مسافة كبيرة وكان الدوام في تلك الايام صباحي ( اربعة دروس ) ومسائي ( درسين ) اي ، علي الذهاب والاياب اربع مرات في اليوم ، وكان وراء هذا ‏المشروع متصرف ( محافظ ) كربلاء الاستاذ المرحوم عباس البلداوي ، ويذكر الاستاذ عبود الشالجي في كتابه " موسوعة الكنايات البغدادية " عن ‏هذا الرجل فيقول : كان المرحوم البلداوي مثالا للعفة والاستقامة والخلق الكريم ، وليَّ القضاء فكان قاضيا مثاليا ، ووليَّ الادارة فكان اداريا مثاليا ، ‏وقدحصلت معه قصة عندما كان متصرفا في لواء ( محافظة ) كربلاء وخلاصتها : انه انشأ مشروعا لنقل الركاب داخل اللواء بسيارات باص كبيرة ‏، وقامت بالعمل شركة زودت المشروع بسيارات باص المانية ماركة " مارسيدس " ، وبعد ان انجزت الشركة عملها ، واستوفت اجرها ، تقدم ‏مديرها الى المتصرف وقدم اليه " هدية " من الشركة ، ظرفا يحتوي على عشرة الاف دينار ، فلم يغضب رحمه الله ، ولكنه قابل المدير ببشاشة وقال ‏له : اني اشكرك واشكر الشركة على هذا اللطف ، ولكني ارجو منك ان تقدم هذه الهدية الى ادارة البلدية التي يعود مشروع الباصات اليها ، حيث انها ‏مكلّــفة بالقيام بمشاريع كثيرة تحتاج الى بذل ، وهذا المبلغ يعينها على القيام ببعض تلك المشاريع ، وتم الامر وفقا لأقتراحه ، اذ قدمت الشركة ذلك ‏المبلغ تبرعا منها للبلدية . وللقصة تتمة : ففي الاسبوع الذي ردّ فيه العشرة الاف دينار ، قَََـَدِم عباس البلداوي الى بغداد ، واقترض مني مائة دينار ‏اشترى بها ملابس له ولاولاده .‏








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يجب ان نجعل محاربة الارهاب والفساد كل جهدنا
الدكتورصادق الكحلاوي ( 2012 / 4 / 25 - 22:46 )
شكرا استاذ عبد على المقالة لانها تعالج نكبة حقيقية يعاني منها مجتمعنا بدء من خطف العراق من قبل البعث في 8 شباط سنة 68 وخاصة في السنوات التسع الاخيرة ومن فبل نفس البعثيين الذين دمروا عراقنا بالاخص ايام المقبور صدام
انا مثلك رجل كبير السن وقد اكون ولدت قبلك بربع قرن وقد كتبت قبل ايام ان هيمنة الفساد على حياة الدولة العراقية وخصوصا جهاز موظفي الدولة يعتبر نكبة حقيقية وفيروسا مدمرا قد يتفوق باذاه للناس كل الاذى الذي سببه البعث الفاشي الدموي للعراقيين خلال اربعين سنه
لاتقول اخي عبد القضيه عند الكبار وليس الصغار
قضية تصفية الفساد عند الكبار سهلة علميا وعمليا-ولكن المصيبة هي هذا الجهاز الاجرامي لموظفي الدولة الذي تعداده مليونين وربع المليون حسب اخر الاحصائيات
هذا الجهاز وهذا الموظف العراقي اصبح نكدا ليس فقط يبتز الناس بل اصبح مصنعا لافساد الذمم-وصدقني وانا رجل في الثمانين وبرفيسور في القانون والاقتصاد ولكنني منذ17-11-2008احلت على التقاعد وحتى اليوم وقد مرت ثلاث سنوات ونصف لم استلم راتبي رغم اني حصلت من اليوم الاول على قرار وزير التعليم العالي وقرار الامانة العامةم وز ولكني لم استلم راتبي

اخر الافلام

.. بحضور عمرو دياب وعدد من النجوم.. حفل أسطوري لنجل الفنان محمد


.. فنانو مصر يودعون صلاح السعدنى .. وانهيار ابنه




.. تعددت الروايات وتضاربت المعلومات وبقيت أصفهان في الواجهة فما


.. فنان بولندي يعيد تصميم إعلانات لشركات تدعم إسرائيل لنصرة غزة




.. أكشن ولا كوميدي والست النكدية ولا اللي دمها تقيل؟.. ردود غير