الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم منظومة ديكتاتورية؟

خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)

2012 / 4 / 25
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني


لنتّجه للنقطة مباشرة دون لف أو دوخان :
هل الإسلام منظومة ديمقراطية أم أنه منظومة ديكتاتورية ؟
سؤال أثير و يثار ربما بمعدل أربعين مرة في الثانية ، نظرا لأهميته في جسد الألفية الثانية و نظرا لما يثيره من زوبعات حياتية و فكرية لمن يهمه أو الأحرى لمن يمسّه الأمر.
لقد تمت محاولات إيجاد صيغ إدماجية عدة لفترات طويلة على اعتبار أن الديمقراطية حديثة العهد من الناحية التطبيقية و لذلك فهي قد تفسح المجال للإيديولوجية الدينية للقفز في حافلة التقدم لاستدراك ما مضى من الحياة و إعادة الإنشاء تحت سبل متفائلة يشترك فيها الفقير والغني الضعيف و القوي ،الصغير و الكبير،المتأخر والمتقدم على السواء . لكن وفي الضفة الأخرى وأمام إلحاح براعم السلفية المنتشرة الرافضة للغرب ككل بسبب "انحطاطه الأخلاقي" لم يكن على العامة سوى تكريس فكرة الخلافة في الحكم في الإسلام كمؤشر جوهري وثابت شرعي على أن الإسلام عاش ديمقراطيا حتى بعد وفاة محمد الذي اختار جماعته كخلفاء له (رغم إخفاء حقيقة أجندة محمد وراء تنصيب هذا و ذاك على هذا الكرسي وذاك و هذا ليس بموضوعنا الآن).
والحقيقة أن فكرة الخلافة إذا تم عزلها عن منظومتها الإسلامية فهي فكرة نبيلة معارضة لنمط الديكتاتورية القائمة على انتشال الحكم بالقوة دون أخذ اعتبار الشعب المحكوم عليه وقد كانت ولا تزال هذه الفكرة العمود الفقري لتفاؤل الشعوب العربية الإسلامية الآن، مما حذا بمفكرين وسياسيين غربيين وآخرين أجانب إلى تشجيع ظاهرة الخلافة الإسلامية إن كانت ستسعد شعوبها حقا و تحقق الإستقرار لسكان الأرض جميعا .
لكن الحقيقة الأساسية أن البراعم السلفية ذاتها تجهل مادّتها الجوهرية ألا و هي البحث في لبّ موضوع الخلافة بتفاصيله كما عِيش بالجزيرة العربية دون طلاسم مبهمة تابعة له تصعب قراءتها ليتمّ تقييم مادة الخلافة و التعرف على جذورها دون لف أو دوران بدل إيجاد الصيغة الجاهزة المعروفة والقائلة:" من كان يتبع محمد فإن محمد قد مات و من كان يتبع الإسلام ، فالإسلام حي لم يمت " كلما وُجدنا أمام غمُوض الإجابة وكلما اقتربنا من الحقيقة الدموية المرة لما حدث فعلا في تلك اللحظة من التاريخ.
أجل فالخلافة القائمة على النزاهة واعتبار وجود الآخر باحتياجاته واختلاف ميولاته ومعتقداته الدينية واحترام رؤيته السياسية لشئ لا بد من الإعتزاز به كدليل على إنجاز إنساني عظيم ولكن لا تتوقف الأشياء عند هذا الحد إذا ما طرح السؤال على هذا النحو :
ما حقيقة حكم الخلافة في الإسلام ؟
و ما هي استراتيجيتها على المستوى القريب ؟
ثم ما هي استراتيجيتها على المستوى البعيد ؟
أعتقد أن التركيز على فكرة حكم الخلافة "في الإسلام " يحدد الموقف الحقيقي لهذه الظاهرة عوض التيهان في مقولات فلسفية غير محددة المعالم تجعلنا نطرح سؤالا تقليديا آخر،
هل حكم الخلافة وسيلة أم هدف في حد ذاته ؟ يبدو أن حكم الخلافة من أجل الخلافة ماهوسوى عملية تلميع لا تؤدي دورها المنوط بها بقدر ما تعمل على إخماد نار الشعوب المكتوية بالفقر والمرض و الجهل ، إذ وكما علّمَنا التاريخ فلقد أُدخل حكم الخلافة في الإسلام منذ البداية مباشرة في سياقه النصي الحدثي الحقيقي ليخدم ثلّة من أفراد لم تكن لهم علاقة لا من بعيد ولا من قريب بالأخلاق ناهيك بالدين ،إذ بينما لايزال نبي الإسلام حيّا ارتفع التصعيد من أجل الحكم دون اكتراث للمسلمين الجدد الذين تركوا كل شئ مقابل زاوية بجنة محمد وهنا ظهر وجه الخلافة الحقيقي الذي لا يستعمل الديمقراطية إلا للتربع على عرش الرحمن بالأرض و الذي متى وصل إلى هدفه "الكرسي" لن يعبأ بمن وضعه خليفة مؤقتا لإصلاح شؤون الأمة ، فيتحول من خليفة إلى دكتاتور ثم إرهابي يفكر جدّيا في توريث السلطة لتركتِه كما عاينّا في زمننا ،قابل لتفجير المؤمن و الكافر على حد سواء إذا ماتجرأ أحدهم على الحديث عن الكرسي ،إنه في نهاية المطاف وسيلة لتحقيق الهدف الأسمى ألا و هو الحكم الإلهي على هذه الأرض بأياد بشرية شرسة لا تعرف معنى لا للإلتزام و لامعنى للمحاسبة ولا معنى للنزاهة السياسية وبالتالي التّنحي الحضاري عن السلطة حتى إن أبدوا قيادة فاشلة لأوطانهم ،بل مجموعة لا تختارفي معشر خلفائها سوى المجرمين الشماكرية (البلطجية)، القتلة ،القراصنة وذلك بالضبط كما حدث في زمن رسول الإسلام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منظومة ديمقطاتورية بحتة
نور ساطع ( 2012 / 4 / 27 - 11:46 )

في الاسلام المرتد يقتل
صحيح البخاري .. كتاب الجهاد و السير .. باب لا يعذب بعذاب الله
‏حدثنا ‏ ‏علي بن عبد الله ‏ ‏حدثنا ‏ ‏سفيان ‏ ‏عن ‏ ‏أيوب ‏ ‏عن ‏ ‏عكرمة ‏ ‏أن ‏ ‏عليا ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏حرق قوما فبلغ ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏فقال ‏لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏لا تعذبوا بعذاب الله ولقتلتهم كما قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من بدل دينه فاقتلوه.

http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=4754

أن عليا عليه السلام أحرق ناسا ارتدوا عن الإسلام فبلغ ذلم ابن عباس فقال لا تعذبوا بعذاب الله . وكنت قاتلهم ، بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من بدل دينه فاقتلوه . فبلغ ذلك عليا فقال : ويح أم ابن عباس
الراوي: عبدالله بن عباس خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]
المحدث: أبو داود المصدر: سنن أبي داود الصفحة أو الرقم: 4351

http://www.dorar.net/enc/hadith/%20عليا%20عليه%20السلام%20أحرق%20ناسا%20ارتدوا/pt

اخر الافلام

.. مراسلة الجزيرة: أكثر من 430 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى في


.. آلاف المستوطنين الإسرائيليين يقتحمون المسجد الأقصى لأداء صلو




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عشرات اليهود الداعمين لغزة في نيويورك


.. عقيل عباس: حماس والإخوان يريدون إنهاء اتفاقات السلام بين إسر




.. 90-Al-Baqarah