الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ملاحظات فلسطينية حول موقف الحركة الصهيونية من مذابح اليهود !!
عليان الهندي
2012 / 4 / 26مواضيع وابحاث سياسية
أحيت دولة إسرائيل قبل أيام ذكرى ما تسميه الكارثة والبطولة، أو مذابح اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية، وهي المذابح التي استغلت من قبل الحركة الصهيونية لإحلال اليهود محل الشعب العربي الفلسطيني في فلسطين. وخلال مطالعتي للشأن الإسرائيلي واليهودي خلال العقود الثلاثة الماضية كان لافتا للنظر موقف قيادات الحركة الصهيونية من المذابح التي يتعرض لها اليهود في الحرب العالمية الثانية التي سوف استعرضها في أربعة مواقف مختلفة هي:
الأول، في أوج المذابح التي تعرض لها اليهود في أوروبا قيل لبن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل أن هناك مذابح يتعرض لها اليهود، فرد بقوله إن ما يجري في أوروبا هو شأن أوروبي داخلي لا يعني الحركة الصهيونية بشيء.
الثاني، عندما أعلنت الحكومات الأوروبية المتحالفة مع هتلر أنها على استعداد للإفراج عن الأسرى مقابل الفدية، شكلت مجموعة من الحاخامات اليهود لجنة لدفع الفديات من أجل تحرير اليهود من المعسكرات النازية. وبعد أن توجهت اللجنة لأمين صندوق الوكالة اليهودية في الحركة الصهيونية الموجود في بولندا طالبة منه دفع الأموال لإنقاذ اليهود، رد عليهم، وبماذا يفيد ذلك، قالوا له انه ينقذ اليهود، فرد عليهم أنه لا يدفع أي أغورة لا تساعد في تحقيق أهداف الحركة الصهيونية.
الثالث، تجسس يسرائيل كاستنر من قادة الحركة الصهيونية مع الحكومة المجرية النازية على اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. لكنه توسط للإفراج عن الشبان اليهود فقط شريطة هجرتهم إلى فلسطين.
الرابع، نشر موقع يهودي يخلد ذكرى مقتل اليهود في أوروبا خلال الحرب العالمية الثانية تقريرا موقعا باسم ضابط نازي ألماني عما عانه اليهود في المعسكر الذي يقوده، وتحدث التقرير عن حياة اليهود في المعسكر، حيث نصبت الجدران والأسيجة الشائكة حول تجمع اليهود، وفتح في هذا المعسكر أبواب مختلفة بعضها لمرور العمال، والبعض الأخر لمرور الرجال وغيره للنساء، وذلك بهدف التحكم بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بحياة اليهود استعدادا للحل النهائي، وهو إبادتهم على حد وصف التقرير.
وكفلسطيني لم اندهش من وحشية دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي، وأهم شخصية في الحركة الصهيونية خلال القرن العشرين اتجاه من اعتبر أنه يمثلهم في مختلف أنحاء العالم، حيث عانى الشعب الفلسطيني على أيدي العصابات التي قادها هو وغيره من قادة الحركة الصهيونية المذابح والقتل والتشريد، بما يشبه ما حدث لليهود في اوروبا وما حصل للهنود الحمر في الولايات المتحدة. ورغم الخلاف بين المؤرخين (باستثناء اليهود ومؤيديهم في العالم) حول عدد اليهود الذين قتلوا في الحرب، إلا أن هناك اتفاق بين جميع المؤرخين أن عدد المشردين من وراء من يحيون ذكى قتلاهم يقارب الـ 8 ملايين فلسطيني موزعين على شتى انحاء المعمورة، ومئات ألاف القتلى ومثلهم جرحى، ما يقارب من مليون معتقل حتى هذا اليوم. وبناءا على ذلك لا اعتقد أن من عانى القتل والتشريد والمذابح يمارس نفس الممارسات بحق شعب أخر.
لكن المدهش في تصرفات الحركة الصهيونية أنها استطاعت ونجحت في تحويل الذكرى التي اعتبرتها شأنا اوروبيا داخليا إلى أهم مناسبة وعنصرا في روايتها الأساسية لتبرير وجود اليهود في فلسطين على انقاض تشريد شعب اخر. كما استخدمت هذه الرواية ضد حتى الأوربيين والغربيين الذين يبدون ولو قليلا من التعاطف مع القضايا العربية والفلسطينية حيث وصفوا بمعادي السامية أي من مؤيدي النازية.
والمثير للاستغراب في هذه المسألة أن إسرائيل بدأت تحيي هذه المناسبة في عام 1962، ولو أن مشاعر قادتها كانت حقيقية اتجاه مقتل أبناء جلدتهم لبدأ إحياء المناسبة بعد إقامة دولة إسرائيل مباشرة، وليس بعد 14 عاما من إقامتها.
كما لم استغرب من رفض وزير مالية الحركة الصهيونية دفع الفدية لأن الحركة الصهيونية أصلا حركة قائمة على العنصرية والتمييز بين البشر حتى اتجاه اليهود أنفسهم فقد وصف اليهود المتدينين في أوروبا، الذين رفضوا في البداية فكرة الدولة اليهودية في فلسطين بالجبناء لرفضهم المشروع لأسباب دينية، أما اليهود الشرقيين والذين هجرت الحركة الصهيونية الكثير منهم بعد أن بثت الرعب في قلوبهم وزرعت العبوات الناسفة في أحيائهم كي تشعرهم بأنهم مهددين من العرب فقد مورست بحقهم شتى أنواع التمييز حيث وزعت المنشورات في صفوفهم كم أجل تحديد نسل اليهود الشرقيين فقط، فيما وصف اليهود اليمنيين بالـ "اليهودي المسكين" وسرقت دولة إسرائيل من أبنائهم 10 ألاف رضيع من المستشفيات الإسرائيلية في بداية الخمسينيات مدعية أنهم توفوا إثناء الولادة، وأعطتهم لعائلات من اليهود الغربيين الذين لم ينجبوا أطفالا. فما بالكم
وأخيرا لا بد من الإشارة، أنه إذا كانت فكرة الجدار الفاصل والجدران العازلة والأسيجة والممرات المختلفة والمتنوعة المنتشرة في مختلف أنحاء الضفة الغربية وقطاع غزة هي بالأساس فكرة نازية وعنصرية، فكيف يستخدم نفس الأساليب على الشعب الفلسطيني، أيعقل من مورست بحقه مثل هذه الجرائم يمارسها على شعب أخر !!!، أم أن الرواية الصهيونية حول مقتل ملايين اليهود، هي رواية كاذبة ومزورة استخدمت فقط لظلم شعب أخر.
وهنا لا أنكر أن العشرات ألاف وربما مئات ألاف اليهود قد قتلوا خلال الحرب العالمية الثانية، لكن الرواية الصهيونية لا تركز على الـ 40 مليون أوروبي الذين لاقوا حتفهم خلال هذه الحرب، أو حتى على الجرائم التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني خلال العقود الثمانية الماضية، والتي رفضوا حتى الاعتراف المسئولية الأخلاقية عن هذه الجرائم في مفاوضات كامب ديفيد الثانية، من أجل التوصل لسلام وحياة مشتركة بين اليهود والعرب، إلا أن يشاء الله أمرا كان مفعولا.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. بنطلون -جينز- يثير أزمة في كوريا الشمالية! | #منصات
.. قطع للرؤوس وذبح في الشوارع نهاراً.. ما الحقيقة وراء دخول داع
.. لبنان وإسرائيل.. تصعيد وتهديدات باجتياح بري | #غرفة_الأخبار
.. نشرة إيجاز - إصابة 3 مستوطنين إسرائيليين في عملية إطلاق نار
.. الجيش الإسرائيلي: دمرنا نفقا بطول كيلومترين ونعمل في نطاق حي