الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يقتل زهور العرب ... احفاد اسماعيل ؟!

مرثا بشارة

2012 / 4 / 27
الثورات والانتفاضات الجماهيرية



كلما اتابع اخبار العرب ، يدمي قلبي و يهتز كياني ، كل هؤلاء القتلي ؟ ، بارود و رصاص يحصد ارواحا اعدادها تابي الاحصاء ، في ليبيا ، اليمن ، السودان ، الصومال ، سوريا ، و علي الارض السماوية ( فلسطين ) تُقتل الزهور في المهد ، صبري وفرح و نديم ، زهور غزة التي سُرقت نضارتها و رحيقها ، لتترك ارض النزاع بلا رائحة ، بلا حياة ، ربما لم يعرفوا بعد ما هو اسم وطنهم ، ربما لم يعرفوا بعد من هو حاميهم من عدوهم ، لكنهم اختبروا شيئا واحد تجرعوا مرارته و دفعوا ثمنه دون وجه حق ، انها الانانية المتاصلة في طموحات الشخصية العربية ....
حكامنا العرب هم نتاج ثقافتنا العربية ، لقد تنشئنا علي ان الحكم هو نفوذ
و استغلال للسلطة و ليس مسؤلية و مُسائلة عند الاخفاق ، هذا الفكر المريض المستشري في امتنا العربية ، هو ما جعل الجميع يتكالبون من اجل الوصول لسدة الحكم ، وحالما يصلون اليه يلتفتون لنهش شعوبهم باشاعة الجهل و الفقر و تغييب العقول ، و نهب الثروات
ثقافتنا العربية التي نسجت في خيالاتنا منذ الصغر قصصا عن قوة قبضة الحاكم و نعومة فراشه ، سكناه في قصور تعلو تلة من اكواخ المساكين و الفقراء ، تأسده و بطشه من علي وسادة الملذات ،
تلك الثقافة هي التي جعلت منا شعوبا تقبل بظلم الحكام و تكتفي بالحقد عليهم لما ينعمون به من رغد العيش دون غيرهم ، جعلتنا نتقبل اهدار كرامتنا الانسانية قبل كرامتنا العربية ، جعلتنا نقبل بقتل الطفل و المراة و الشاب و كانه قضاء الله و مشيئته ،
ان مشيئة الله سبحانه ان يعيش كل انسان عربي حياة افضل من تلك التي نعيشها ، لا ان يقتل او يهان في وطنه و علي ارضه فداء لرغبات و نزاعات نفر قليل ممن يستميتون في الفوز بكراسي الحكم علي حساب دماء شعوبهم
وحدها ثقافتنا العربية هي التي تمنح الانسان العربي كرامته علي الورق و بين صفحات العزة و الكرامة وتسلبها منه علي ارض الواقع ، يشهد بذلك واقعنا المعاصر ، فحكومة حماس التي تدعي البطولة و المقاومة ، تدك المنازل علي رؤوس فقرائها عوضا ان تبني لهم مجمعات سكنية مزودة بوسائل الراحة التي تحترم ادميتهم ، تراهم يعانون العيش في الظلام بسبب انقطاع الكهرباء الدائم ، ثم تتركهم يحترقون بضؤ شمعة ، تري هل وخذ ضميرهم احتراق الزهور الثلاثة صبري و فرح و نديم ؟ ، اشك في ذلك ، لان لبريق الحكم و السلطة جمال افضل بكثير من جمال ابتسامة بريئة علي وجه طفل غزاوي....
و في سوريا ليس الحال افضل كثيرا ، بل هو حال يطبع وصمة العار علي جبين كل العرب ، اليس من الخزي و العار ان تتوسل النساء الغربيات لزوجة الحاكم العربي حتي يوقف نزيف الدماء البريئة ؟
و في مصر ، ينافقون و يكذبون ليروا الحاكم شريفا منزها ، لا يهم كم عدد الضحايا ، يموت يموت الشعب و يعيش الحاكم
الحال في اليمن او السودان او في الصومال ، او في غيرها و غيرها و غيرها ....
آه يا كل نفس عربية قتلتها ثقافتها العربية .....يقول امير الشعراء احمد شوقي
قد يموت كثيرٌ لا تحسهم و كانهم من هوان الخطب ما وجدوا
و كأني به يقول : تلك هي نظرة الحكام العرب و كل الساعين للسلطة الي شعوبهم ، لانها ببساطة شديدة هي ثقافتهم العربية ، التي جعلتهم يرون انفسهم اسيادا و شعوبهم عبيد الاحسان ....
يحضرني هنا قول عيسي المسيح لحواريه ( من اراد ان يكون فيكم عظيما ، فليكن لكم خادما )
الم يحن الوقت لننبش بين صفحات ثقافتنا و تراثنا لنضع كل ما فيهما علي ميزان العقل و الحق و العدل ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. Read the Socialist issue 1271 - TUSC sixth biggest party in


.. إحباط كبير جداً من جانب اليمين المتطرف في -إسرائيل-، والجمهو




.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة كولومبيا


.. يرني ساندرز يدعو مناصريه لإعادة انتخاب الرئيس الأميركي لولاي




.. تصريح الأمين العام عقب الاجتماع السابع للجنة المركزية لحزب ا