الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الهوية الإسلاموية العراقية والتدين الزائف

فارس كمال نظمي
(Faris Kamal Nadhmi)

2012 / 4 / 28
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع


لماذا ارتبط تديين السياسة في العراق بالانحطاط الأخلاقي للسلطة، وبالتدهور القيمي للدولة والمجتمع، وبتشوه معنى الحياة للوجود الاجتماعي برمته؟
لماذا أصبح الإسلام السياسي في العراق منتجاً لنقيض الوظيفة السامية المفترضة للدين، أي منتجاً "مبدعاً" للألم والقبح والعنف والظلم والقسوة والخواء؟
وهل يمكن المضي في أي منهجية علمية لاستكشاف آليات تلاقح الدين بالسياسة، دون استجلاء عميق لسيكولوجيا التدين والتديين والأدينة، فردياً وجمعياً؟

فرضـيتان
إن الإجابة عن الأسئلة السابقة تستلزم أولاً تبني فرضيتين تفسيريتين.
تستند الفرضية الأولى إلى حقيقة أن التجربة البشرية المشتركة عبر العصور، أثبتت بالملموس اليومي والتأريخي أن ليس ثمة دين منضبط بحقائق كليانية متفق عليها، لا فقهياً ولا شعبياً؛ بل توجد أديان مُتخَيَّلة بمقدار عدد المتخيلين، وأوجه مُتخَيَّلة للدين الواحد بعدد مذاهبه وطوائفه ومنظّريه وحتى أتباعه من العوام. ولهذه الصور المُتخَيَّلة محركاتها الانفعالية الغارقة في أعماق الحاجات البشرية المتعطشة لأي إشباع ولو كان مُتخَيَّلاً.
وهنا يتوقف الدين "المطلق" عن ممارسة كينونته الواحدية في العقول، أي يموت إلى الأبد، فاسحاً المجال لنسبية التدين المرتبطة بنسبية العقل البشري ودينامياته الإسقاطية الشاسعة ليحيا إلى الأبد!
أما فرضيتنا الثانية فترى أن الأديان قاطبةً جرى استثمارها في غمرة ضرورات الحراك السوسيوتأريخي، لتنتج أنماطاً متباينة بل ومتناقضة أحياناً من التدين (فكري أو عاطفي أو نفعي أو أصولي أو عصابي أو تطرفي أو تسامحي أو جوهري أو مظهري...). وبالنتيجة، لا يمكن القول بعلاقة سببية مباشرة بين أي دين "سرمدي" ونوع البيئة الاجتماعية المتأثرة به. فالمسألة تعزى في نهايتها لا إلى اللاهوتية "المطلقة" لبنية المعتقد الديني، بل إلى سيكولوجيا التدين أو التديين، أي قولبة الفكرة الدينية في نمط نفسي جمعي معين.

الهوية الإسلاموية
باختزالٍ أشد للفرضيتين السابقتين، أقول: إن ما يحدث في العراق اليوم من محوٍ مريع لقيمة الحياة البشرية، لا علاقة له بالإسلام الفاضل الذي مات بموت رسوله قبل أكثر من أربعة عشر قرناً، بل بالإسلام المُتخَيَّل، أي الإسلام المُؤَسلَم سياسياً بإرادات أحزاب دأبت منذ العام 2003 على تكييف الثيمة الدينية بما يتلاءم ايديولوجياً مع مصالحها السلطوية الدنيوية، فأنتجت ما يمكن الاصطلاح عليه بالهوية الإسلاموية للسلطة والدولة والمجتمع.
وهنا يجب التمييز المفاهيمي بين الهوية المسلمة لغالبية المجتمع العراقي بوصفها هوية سوسيو- ديموغرافية تعنى بإدراك الناس لانتمائهم الديني وتصنيفهم لذواتهم بوصفهم مسلمين لا أكثر، وبين الهوية الإسلاموية أو المتأسلمة أو الطائفية، التي تعني انتقالاً من الطابع العقلاني المحايد للذات المسلمة إلى الطابع العقائدوي الذي يضع الفرد المتأسلم بموقف الصراع مع الآخر المختلف عنه دينياً أو مذهبياً.
ولعل أهم ما تميزت به هذه الهوية الإسلاموية بشقيها الطائفيينِ طوال السنوات التسعة الماضية، إنها أعادت إلى الصدارة الفكرية من جديد إشكالية "الجوهر والمظهر" بكل عمقها الثقافي والفلسفي والنفسي، وبكل تمظهراتها الثنائية: "الغريزة- العقل"، و"الهدمية– البنائية"، و"الفساد- النزاهة"، و""الاغتراب- الحرية"، و"الماضي الحي- المستقبل الميت".
إلا أن هذه الثنائيات الخمسة يمكن اختزالها مفاهيمياً في إطار كلي متين يستوعبها جميعاً، تلك هي ظاهرة "التدين الزائف" التي باتت تشكل الأداء السلوكي الأساسي للهوية الإسلاموية العراقية المشبعة بثقافة المظهر لا الجوهر.

التدين الزائف والتدين الأصيل
ليس جديداً حينما نتحدث عن تديّنٍ تحركه دوافع ورعية نزيهة، وآخر تحركه غايات نفعية انتهازية. إلا أن هذا التصنيف القديم قِدَمَ الديانات نفسها، وجد له تأطيراً مفاهيمياً وبحثياً متماسكاً لدى عالم النفس الاجتماعي "جوردون البورت" (1879- 1967)م أواسط القرن العشرين حينما اقترح وجود توجهين دينيين في الحياة البشرية: توجه "أصيل" أو جوهري Intrinsic يتسم بتدين ناضج أساسه الإيمان من أجل الإيمان والفضيلة دون التطلع للحصول على منفعة أو مكسب؛ وتوجه "زائف" أو سطحي Extrinsic يتصف بالمظهرية والصبيانية وعدم النضج، هدفه الاستغلال النفعي للدين لحيازة المكانة والجاه والمال والسلطة وحماية الذات وإشباع الغرائز والحاجات الدنيا دون إيمان حقيقي بالقيم الدينية الجوهرية.
وقد تراكم تراث كبير من دراسات ميدانية أجراها "البورت" وباحثون آخرون لاحقون، إذ وجد أن التدين الزائف في مجتمعات عديدة يمكن أن يصبح ستاراً يخفي وراءه أشد صور الإجرام والانحراف السلوكي، كما إنه يمكن أن ينبيء بتدني الصحة النفسية وشيوع الاكتئاب والعدوان والهستريا والتفكير الخرافي والجمود الفكري.
وبالعودة إلى الوضع العراقي، نجد أن أسلمة الهوية العراقية سار بخط مواز لعملية تزييف الدين وتسطيحه وإفراغه من جوهره المثالي. وبتعبير مشابه، إن ثمة علاقة سببية تكوينية متبادلة باتت تربط بين الهوية الإسلاموية والتدين الزائف، إذ أمسى أحدهما يغذي الآخر في مفارقة تراجيدية نجحت في نخر الكينونة الاجتماعية للعراقيين إلى حد التجويف الأخلاقي والخواء الغائي من الحياة.
ويمكن إيجاز الآلية النفسية لعمليات النخر والتجويف والإفراغ هذه بالآتي: ((الأسلمة السياسية تعني قطع الصلة التدينية العفوية المباشرة بين الفرد وربه، إذ يحل المتأسلمون سياسياً محل الله، بل ويحتكرون سلطته التشريعية والتنظيمية والثوابية والعقابية، عبر تنصيبهم لأنفسهم "مفسرين" و"شارحين" لإرادة الذات الإلهية. وهنا يبدأ الدين بالتشيؤ والتَأَصْنم، أي يصبح إدراكاً بشرياً مُتخَيَّلاً متلفعاً بعباءات إلهية. ويستتبع ذلك إن الأخلاقويات الدينية بدورها تبدأ بالهبوط من مطلقيتها البسيطة الواضحة الآسرة الناجمة عن فرادة وتلقائية وجمالية علاقة الفرد بربه، أي من تدينها الأصيل اللانفعي، إلى نسبياتها المتحذلقة المتشعبة المركّبة المستغرقة عميقاً في مسارات لفظية ابتزازية فتوانية يطلقها السياسيون الكهنة لإدامة سلطتهم على الجموع المُرتَهَنة بوصاياهم "المقدسة".
وحين يلحظ الناس هذا التدهور الخلاقي يسري في نفوسهم وسلوكهم وحياتهم، يلجؤون إلى ميكانزم "التكوين العكسي"، فيُظهرون بشكل لاشعوري اتجاهاتِ دينية متعصبة ومتطرفة أشد من السابق، لإيهام أنفسهم وغيرهم بإنهم فاضلون في الواقع، ولخفض القلق الناشيء عن إدراكهم الدفين لانحلال قيمتهم الأخلاقية.
هنا يكف الدين عن كليانيته الروحية الشاملة، ويستحيل إلى طقوس وإجراءات روتينية يبتغي الناس من ورائها مكاسبَ ومصالح شخصية. يغدو التدين بحثاً مستميتاً عن رشوةٍ يقدمها الحاكم المُستألِه لأبنائه "المتدينين". فتطغى السطحية والطقوسية الوسواسية- القهرية، وينحسر الضمير الداخلي الأصيل للفرد، ليحل محله ضمير خارجي هش تحركه الفتاوى القائمة على تصورات مُتخَيَّلة للذات الإلهية. وهذا الضمير الخارجي لا يرتدع إلا بالعقاب خوفاً من نار الآخرة. أما ولعه الداخلي بالفضيلة وجمالها وأحقيتها وجدواها، فيغدو أوهاماً منسيةً)).
الدين السياسي يغذي النزعة الميكيافيلية لدى الناس، إذ يحفر في عقلهم الباطن كهوفاً من الخوف والبؤس والكراهية والتعصب وحتى الشك اللاشعوري حيال وجود الله، لأنه يفقدهم حريتهم التلقائية الأولى في ممارسة تأملاتهم ومناجاتهم نحو السماء، ويأسرهم بأغلال أساطيرية أنتجها بشر مُستألِهون يسودون عليهم بحكم استحواذهم على المال والنفوذ والمكانة. فيندفع الجميع (حكاماً ومحكومين) لممارسة الاستغلال والخداع والإفساد بأقسى الأساليب وأوطأها، في فوضى لامعاييرية كاسحة، دون أن يفرط أحد بتدينه المزيف أو هويته الإسلاموية.
الدين السياسي يدمج ما هو مطلق (الدين) بما هو نسبي (السياسة) دون أي إمكانية لإحداث انسجام أو تكامل حقيقيين بين القيمتين. ولأن المطلق يمكن أن يغدو نسبياً وليس العكس، يتحول التدين عندها إلى وسيلة دنيوية لا غاية سماوية، وتصبح الفتاوى السياسية سفسطات لغوية قابلة للتأويل بكل الاتجاهات، ويصبح التفكير البشري ملتوياً حلزونياً تبريرياً رغبياً خرافياً تبعاً لذلك.
ممارسو الأسلمة السياسية لا يؤمنون في أعماقهم الباطنة بوجود الله، ولا بحتمية الثواب والعقاب، ولا بحياة ما بعد الموت. ولو كانوا كذلك لما احتموا بحصون ومصفحات وأفواج عسكرية تمنع "أقدار" الله عنهم، ولما تكالبوا على "متع" الدنيا من مناصبٍ وامتيازات وثروات، ولما نهبوا في وضح النهار حقوقَ المسلمين المحرومين. أليس المُلك لله وحده؟
وهكذا فقد احترف الحاكم السياسي المتأسلم في العراق اليوم، الترويجَ للتدين الزائف برشوته للناس بصكوك "إلهية" ليضمن ولاءهم له ساعة ذهابهم إلى صناديق الانتخاب. ولأنه صدّق كذبته عن كونه وسيطاً "شرعياً" بين إرادة السماء وشؤون الناس، وبأنه "مفوض" ربانياً لحراسة الفضيلة، فإنه بات يؤمن في أعماقه اللاواعية إنه لا يحتاج إلى إلزامات أخلاقية صارمة أو ضوابط قيمية راسخة تحكم سلوكه ما دام قد "ضَمَنَ" مكاناً أبدياً في الحاشية الإلهية. فأصبح سلوكه الدموي ضد خصومه، وسطوه على المال العام، وتفريطه بحقوق الناس، وتجذيره للظلم الاجتماعي، وتمجيده للطائفة والعرق، أموراً مسوغةً ومألوفة لا تستدعي أي ندم أو مشاعر ذنب لديه.
وبالمقابل، أدمنت الجماهير تدينها الزائف أيضاً، لأنها مغلوبة على أمرها بعد عقود من عصب العقول والعيون، ولأنها تحتاج إلى أي وهم أو مخدر يبرر ويجمّل لها بؤسها وعجزها وزوال المعنى.. أي معنى من حياتها المهدورة.
الجماهير باتت تذهب إلى الطقوس الماسوشية ولا تتذكر الله؛ تؤصْنِمُ بشراً مثلها ولا تكترث لكرامتها المستلبة؛ تريد أخذ الرشوة من التدين ولا تريد جمال الفضيلة منه؛ تسعى لأن تديم ارتهانها لأغلالٍ من صنع مُسْتَدْينين فاسدين، لأنها تخاف انعتاقها وتكره علاقتها الحرة المباشرة البسيطة بالكون الأزلي الذي انبعثت منه.

مستقبل الهوية الوطنية
المشهد العراقي الحالي يحيلنا بقوة إلى حقيقة أن التدين الزائف أصبح الديناميةَ النفسية المركزية التي تمارس بها الهوية الإسلاموية وظيفتها الاجتماعية؛ إذ تسود الغرائز الفجة على العقل المستنير، وتتفوق النزعة الهدمية على النزعة البنائية في عموم الدولة والمجتمع، ويُشرعَنُ الفساد في مقابل تسفيه النزاهة، ويجري تجذير عجز الإنسان وعدميته واغترابه عن ذاته وعالمه، وتُمحى على نحو منظم ذاكرته الثقافية- التأريخية الآنية والمستقبلية لتُستَبدَلَ بذاكرة ميثولوجية تعصبية عن ماضٍ خرائبي وهمي.
غير إن صراع الهويات في الشخصية العراقية لم ينقطع بعد، ولم تعلن نتائجه النهائية بعد. ولا يجوز علمياً التسليم بسرمدية المشهد الحالي. فتمظهرات الهوية وتحولاتها ومساراتها إنما تتغذى من مصدرين: الموقف السوسيوسياسي الضاغط، وسمات الشخصية الاجتماعية نفسها.
وإذا سلّمنا أن الموقف الأزماتي الحالي المحيط بالفرد العراقي يدفع باتجاه تفكيك هويته الوطنية إلى هويات فرعية لا عقلانية ومنها هويته الإسلاموية (لا الهوية المسلمة العاقلة)، فإن النزعة العلمانية الاجتماعية الراسخة في شخصية الفرد العراقي (أي تفتحه العقلي، وتدينه الهاديء غير الأصولي، ونزعته النقدية الجدالية، وميوله الدنيوية للاستمتاع بالخبرات الذوقية والجمالية الحسية) ستبقى لها فاعليتها في إدارة صراع الهويات هذا وتحديد نتائجه ومآلاته. إن أهم ما يميز هذه النزعة العلمانية كونها نزعة واقعية تكيفية تتصل بالبنيان الثقافي الانثربولوجي العام للمجتمع، وهي ليست اتجاهاً غيبياً نفترضه قسراً أو اصطناعاً.
نعيش اليوم ذروة سنوات المخاض لما ستؤول إليه هويانية العراق القادمة. وإذا كان لقوانين العلوم الاجتماعية حتميتها التنبؤية، فإن القانون الواحد يمكن أن يفضي إلى نتائج متباينة بحسب نسب المتغيرات الفاعلة في معادلته. ولذلك، فإن الأسلمة أو الإسلاموية وما أفرزته من طائفية سياسية تشرذمية، ليست إلا متغيراً جزئياً قابلاً للتعديل أو النقض أو الاستبعاد حالما تتضح ديناميات جديدة في عروق الحدث العراقي، بتأثير الزوال الذاتي المؤكد لموضة التدين الزائف من جهة، وبتأثير العمل الثقافي- السياسي المستنير لقوى التغيير المدني التحرري من جهة أخرى.
يبرهن التأريخ الإجتماعي للإنسان أن الطبيعة البشرية تظل باحثةً عن تحقيق كرامتها الآدمية حتى إنْ انكفأتْ في عصورٍ من الحمق والعمى عن مصالحها الحقيقية. فارتقاء الوعي الاجتماعي عملية تراكمية جدلية لعوامل الاقتصاد والسياسة والفكر، لا محصلة جبرية بسيطة لأحداثٍ سياسية تطفو على السطح. ولا أظن أن العراق سيكون استثناءً من فرضية أن الدين السياسي ليس إلا مرحلة تطورية لاعقلانية مؤقتة وعابرة، ريثما يقتنع الناس أن هويتهم المدنية الجمعية هي أنجع الوسائل إلى تحقيق سعادتهم الدنيوية والدينية معاً.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - يسلم يراعك
فلاح الخفاجي ( 2012 / 4 / 28 - 23:26 )
تسلم ويسلم يراعك وانت تسمو بمعالجتك وتحليلك المستند بالعلم والبحث للواقع المأساوي الذي علية شعبنا ووطننا منذ الاحتلال وهيمنة ادعياء الاسلام ومزيفيه حيث نشأت طبقة اجتماعية ان جاز القول تمثل الوجه القبيح بكل امتياز للحرامية والسراق وشذاذ الافاق وباسم الدين . انت وامثالك المتنورين وكل الغيورين من ابناء شعبنا المغلوب على امره نأمل منكم الاستمرار بعملية التنوير هذه لك احترامي


2 - لا يؤمنون بالله
علي عدنان ( 2012 / 4 / 29 - 07:23 )
حقا الاسلاميين السياسيين لايؤمنون بالله ولو كانوا كذلك لما اختفوا خلف الحمايات والمدرعات
اي انهم لا يؤمنون بقدر الله
لايؤمنون باية جنه او نار ولو كانوا كذلك لما سرقوا المال العام وضيعوا حقوق الناس ونهبوا مال المسلمين
فهي الكذبه الكبرى بتدينهم او الدفاع عن الدين او الفضيله
شكرا لموضوعك الرائع سيدي


3 - Thank you
Salem ( 2012 / 4 / 29 - 08:18 )
ستبقى رائعا
أهم ما في الموضوع مصطلحاته
لا يتسع كشتبان لقارورة
شكرا


4 - للاسف لم تصل الى العمق؟
عصام المالح ( 2012 / 5 / 2 - 11:03 )
لقد انطلقت من مبدأ ان االوضع الديني والسياسي الحالي في العراق بشكل عام نابع عن ابتعاد المتدينين الاسلامويين عن الله بل ذهبت الى ابعد من ذلك حيث تقول ان الاسلام قد مات بوفاة الرسول. انا ارى العكس تماما ولا اوافقك الى ما ذهبت اليه. ان الاسلام بذاته ليس فقط دينا وانما ايضا دولة وهذا يعني ان السياسة موجودة في الدين ومتداخلة معه في الاصل وليس ان الاشخاص قد سيسوا الدين. فالمشكلة ليست في الاشخاص بل في النص الديني وهذا هو السبب الرئيسي في ان الاسلام هو الدين الوحيد الذي يمارس اتباعه السياسة بشراهة ان صح التعبير بل عسكرة السياسة اي ممارسة السياسة المسلحة بالبنادق من خلال الميلشيات المتعددة. وربما قائل يقول ان المسيحية ايضا مارست العنف في القرون الوسطى حيث اقترفت المجازر. الفارق هو كبير حيث في حالة المسيحية ان الكنيسة اغتصبت من قبل الملوك والسياسين بينما في الاسلام ان السياسة متأصلة في الدين وله نص يستند عليه وهذا ما ليس موجودا في المسيحية. اذن ان الممارسات التي نشهدها من قبل السياسين الاسلاموين في العراق وفي كثير من البلاد الاسلامية سببها هو تقربهم من الله (اله الاسلام) ولهذا تأتي النتائج مطابق


5 - تقدير
صلاح ( 2012 / 7 / 26 - 15:27 )

ما شاء الله تتميز بعقل منفتح احسنت يا دكتور


6 - الإسلام هو اساسا دين سياسي
زاغروس آمدي ( 2013 / 5 / 9 - 14:31 )
تقول:
-الدين السياسي يدمج ما هو مطلق (الدين) بما هو نسبي (السياسة) دون أي إمكانية لإحداث انسجام أو تكامل حقيقيين بين القيمتين. ولأن المطلق يمكن أن يغدو نسبياً وليس العكس، يتحول التدين عندها إلى وسيلة دنيوية لا غاية سماوية، وتصبح الفتاوى السياسية سفسطات لغوية قابلة للتأويل بكل الاتجاهات، ويصبح التفكير البشري ملتوياً حلزونياً تبريرياً رغبياً خرافياً تبعاً لذلك-.
ارى أن الدين هو في الأصل دين مدمج في السياسة،فمحمد لم يكن نبيا فقط بل كان قائدا سياسيا بإمتياز، لذلك أعتقد انه من غير الممكن التحدث عن دين محض،ودور رجال الدين والسياسة لا يعدو كونه اكثر من تقليد لذلك.
والدين لم يتحول إلى وسيلة دنيوية كما تقول لأنه في الأساس هو وسيلة دنيوية إلى جانب كونه غاية سماوية، والغاية السماوية مسخرة للغاية الأرضية وليس العكس،وما كان بإمكان النبي محمد تأسيس دولته دون الإتكاء على الغايات الماورائية.
وكذلك الغزوات الإسلامية (داخلية و خارجية) أيضاً.

اخر الافلام

.. حزب الله اللبناني يوسع عملياته داخل إسرائيل ويستهدف قواعد عس


.. حزب الله يعلن استهداف -مقر قيادة لواء غولاني- الإسرائيلي شما




.. تونس.. شبان ضحايا لوعود وهمية للعمل في السوق الأوروبية


.. مظاهرات مؤيدة للفلسطينيين في الجامعات الأمريكية.. وطلاب معهد




.. #الأوروبيون يستفزون #بوتين.. فكيف سيرد وأين قد يدور النزال ا