الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


آيار عيد الطبقه العامله

زكي فرحان

2012 / 4 / 29
الحركة العمالية والنقابية



الاول من آيار يوم عيد العمال العالمى ، ملايين من العاملات والعمال و فى جميع دول العالم يحتفلون بهدْه المناسبه التأريخيه والانسانيه ، يجسد هذا اليوم نضال الطبقه العامله و معظم الشغيله و الكفاح من اجل حقوق العمال ، و هو عيد التضامن بين شغليه العالم من اجل وحدة الطبقه العامله و من اجل الحريات النقابيه والاقرار بحقوقها المغتصبه السياسيه والاقتصاديه والثقافيه والقانونيه ، و في سبيل توطيد السلام و العداله الأجتماعيه و الديمقراطيه و من اجل مجتمع خال من القهر و الجوع و الأستغلال و الأرهاب في العالم ، و لا يعرف التمييز العنصري و الهيمنه على و سائل الانتاج ، و سرقه جهد الشغيله ، والتأريخ يروي لنا الاحداث مندْ صيرورة الطبقه العامله حيث كانت قد أفرزت تلك النضالات و الأحتجاجات العماليه أضرابات واسعه في معظم الدول الأوربيه الصناعيه ، ففي عام (1848) في فرنسا اسقطت الثورة العماليه عرش الملكيه ، و أنتفاضه العمال (1863 ) في ( بولونيا ) كانت الشرارة الأولى التي ارعبت الرأسمالين و المستغلين( الكمبادورين ) وهزت كيانهم ، بعدها بسنه (1881 ) انتفض عمال المصانع الكبيرة في ( شيكاغو- امريكا ) مطالبين بحقوقهم المشروعه منها ،احترام حقوق العمال و الدفاع عن سلامه و كرامه عموم الشغيله ، و تحديد ساعات العمل – الضمان الاجتماعي-- التعويض عند الأصابه – تشكيل النقابات ، رفع الاجور ،وكان صراع مرير من اجل الكرامه وكانت مواجهات عنيفه بين العمال المضربين و بين طبقات رأس المال الاحتكاريه ( الكارتلات – التروستات ) و فى اليوم ألأول من آيار أعدم قادة العمال في امريكا ، وفي أستراليا يشير المؤرخون ان العمال الاستراليون في عام (1856) سبقوا الامريكان بمطالبه الحكومه ان تكون ساعات العمل ثماني ساعات ، وفي روسيا القيصريه سنة (1905) فتحت النار على العمال و قتلت منهم العديد ، مما حفزهم الى قيام الوحدة و التنظيم و النضال الثوري المستمر والتظاهر والاحتجاج والكفاح المسلح ، و بدون كلل و ألأسترشاد بقيادة ( لنين ) افضت الى الثورة العماليه المسلحه حتى توجت فى عام 1917- الى قيام ثورة أكتوبر الاشتراكيه العظيمه التي هزت العالم الرأسمالي و أيقضت مضاجعهم وقدمت الثورة قراءآت ومبادىْ سياسيه جديدة عادله حققت المساواة ورفضت التمايز والاستغلال و القهر و التجويع ومن اجل توفير حياة حرة كريمه للانسان ، وفي مصر أعدمت الحكومه المصريه عام (1932) في زمان (سعد زغلول) قادة العمال النقابيين، عقب الانتفاضه العماليه مطالبين بحقوقهم المشروعه، و في ألعراق، في العهد الملكي البائد، كان العمال العراقيين مضطهدين ومستغلين و مسحوقين، لا نقابه تدافع عنهم، ولا حكومه ترحمهم ، إلا انهم لم يستكينوا للظلم و ألأستغلال و ألأضطهاد و القهر والحرمان ، مما دفع الطبقه العامله العراقيه المكافحه و طلائعها الثوريه من أخدْ زمام المبادرة بقيادة الحزب الشيوعي العراقي، وقامت بتشكيل النقابات وكانت تعمل سرا بعيدا عن عيون العملاء ورجال الامن آندْاك و أصدر اتحادها جريدة ( اتحاد العمال) كانت توزع بين العمال والمتعاطفين معهم من الجماهير الشعبيه خفية ، بعد أن رفضت وزارة العمل طلباتهم المشروعه المتكررة وبدلا من الاستماع اليها ، قامت باعتقالهم واودعتهم السجون،

و لأني شاهد عيان لتلك الايام السود وعلى ما أتذكر، وألذاكرة تأبى النسيان، رغم مرور ستين سنه خلت اروي للقارئ الكريم بعض سير من نضالات الطبقه العامله العراقيه البطله ، ففي دْات يوم اصحبني معه دْلك الشاب الشيوعي الشهيد الخالد (سميع جاني سهر الناشىء) وعمري حينذاك لم يتجاوز الثمانيه عشرعاما، الى نقابه النجارة في زقاق من أزقة محله المهديه احدى محلات بغداد القديمه حيث كانت مقر النقابه المدْكوره ومنها تمارس نشاطها النقابي وقيادة كوادرها العماليه سرا وبفعاليه منقطعة النضير ...
وللتأريخ ادْكرايضا في سنه (1948 ) القى الشاعرالمرحوم (محمد صالح بحر العلوم ) قصيدته الشهيرة ( أين حقي ؟ ؟) تضامنا مع العمال التي بسببها دخل السجن، وفي عام (1947) أضرب عمال شركه النفط في كركوك (كاور باغي) وبها ارتكبت الشرطه مجزرتها المعروفه ضدهم و قتلت منهم العشرات ، و في العام ذاته ، اضرب عمال النفط في حديثه ( H.3 ) بقيادة العامل الشيوعي البطل الشهيد ( شنور عودة ) تضامنا مع رفاقهم العمال ، فتصدت لهم الشرطه و اطلقت الرصاص عليهم ، واشترك العمال في و ثبه كانون الثاني (1948 ) مع مجموع الشعب العراقي حتى اسقاط معاهدة ( بورتسموث) الاستعماريه الجائرة ،وفي هذة الفترة انضم الى صفوف الحزب الشيوعي ( صادق الفلاحي و عبد القادر العياش و كاظم الدجيلي) و غيرهم من القاده النقابين النشطين ، ثم اضرب عمال نفط البصرة (1953) واشرف على ألأعدامات (سعيد قزاز) وزيرالداخليه حينذاك، - أعدم فى ذنبه بعد أدانته - ، ومن ثم أنتفض طلاب كليه الصيدله والكمياء في بغداد و أعلنوا ألأضراب و معهم عمال المطابع في تشرين الاول(1952) انتهت بأعلان الاحكام العرفيه و أمتلأت بهم السجون و المعتقلات ، ثم حصل العدوان الثلاثي على مصر(1956 ) بتأميم قناة السويس فانتفضت الطبقه العامله والشعب فى عموم العراق مؤآزرة لمصر، فتحت قوات الشرطه المسلحه النار على المتظاهرين و نصبت الحكومه العميله لهم المشانق . وفي قضاء الحي أعدمت الحكومه عاملين شيوعين بتحريض من الأقطاعي بلاسم الياسين ، والحديثُ عن الوثبات و ألأنتفاضات يطولُ بنا سرد تفاصيلها ،
حتى جاءت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة(1958) و أجازت العمال بتشكيل النقابات ،وفي ألأول من آيار(1959 ) احتفل العمال العراقيون بعيدهم العلني لأول مره ، وانطلقت مسيرة ضخمه في شارع الرشيد يتقدمها قادة الحزب الشيوعي وقادة النقابات العماليه واحتفلت معها جموع غفيرة من ابناء الشعب العراقي أنتهت في باب وزارة الدفاع ،وفي العام الثاني (1960) بدأت ألأحتفالات الحاشدة بأول آيار منذ الصباح الباكر وسارت الجماهير من الباب الشرقي مرورا بشارع الرشيد وانتهت مساء في باب المعظم ، تخللتها اناشيد و اهازيج (أخي العامل الكادح هذا عيدك-- و انا الطالب أخيك أيدي بيدك) و يطل عليهم عبد الكريم قاسم من شرفته بوزارة الدفاع بين حين و حين يحيي العمال والجماهيرالمحتفله بعيد العمال ، هذة المسيرة المليونيه التي أفزعت القوى الرجعيه و القوميه و شركات النفط و أذناب العهد الملكي المباد من اقطاعين وعملاء وجواسيس وسماسرة و أرعبت قاسم و البرجوازيه الوطنيه اللبراليه بالعراق والعالم العربي (جمال عبد الناصر) ،مما أوعز للجهات ألأمنيه بالحد من نشاطات المنظمات الوطنيه الديمقراطيه و ملاحقتها و في كل دوائر الدوله ، ومن جرائها اصدرت الحكومه قراراتها القاضيه باحالة على التقاعد مجموعه خيرة من الضباط الوطنيين الذين شاركوا فعليا في تنفيذ توجهات الثورة و حمايتها من المتآمرين و الدفاع عنها ، وأستنفرت دوائر الأمن بملاحقه الشيوعين و نقابات العمال، وفي سنه (1961 ) و نحن نتهيأ لللأحتفال، أعتقلتُ انا شخصيا مع رفاق ليً في شارع النهر، وأودعت في معتقل خلف السدة الدْي يتسع الى ألألاف من السجناء ، و الغريب أن المعتقلين كانوا من مختلف الكوادر الحزبيه والعماليه وعلى سبيل المثال منهم من قادة الحزب الشيوعي (هادي هاشم) عضو اللجنه المركزيه ، ورؤساء النقابات ،على شكر – صادق الفلاحي – عبدالله علك ، وطلاب وفلاحين و من جميع شرائح المجتمع العراقى، وبعد مضي ستة اشهر اطلق سراحي،
ثم جاء ألأنقلاب البعثي الدموي محمولا بقطار امريكي (1963 ) و افرغ دولاراته في جيوب عصابات البعث الفاشي ، قاموا بارتكاب مجازرهم البشعه فقتلوا قادة الحزب الشيوعي والوطنيين و العمال والفلاحين والضباط الاحرار والطلبه و أعتدوا على النساء و ملأوا السجون والمعتقلات واخيرا انتهى بهم المطاف الى مزبلة التاريخ وبئس المصير

والان وبعد سقوط النظام لاتزال بعض الامورهمشه و مغيبه وغير واضحة المعالم هي آخدْه في تراجع نتيجه سياسه الحكومه المبنية على اسس الطائفيه والعنصريه تحكمها المحاصصات والتوافقات المصلحيه وبتوظيف الاسلام السياسي كوسيله لتبؤ السلطه وبسلوك نهج فرق تسود كان من نتائجه أنتشار العصابات و المليشيات المسلحه التي تقتل وتنهب وتختطف الناس ألأبرياء، ومن ثم ألتقاتل فيما بينهم على الثروة والمراكز الحساسه بالدوله والتنافس على المناصب والتحكم بشؤون الناس ، ومما يثير غضب عمال العراق لهذه السنة عدم السماح لهم من قبل السلطه بالقيام بالتظاهر استذكارا لهذه المناسبه التأريخيه كما اعتادت عليه الجماهير وابناء الشعب الغيارى فتبا لهذه السلطه وتبا لأعداء الطبقه العامله العراقيه ..
و رغم كل هذة التداعيات المأساويه، تبقى الطبقه العامله تحتفل بطريقتها الخاصة هذا العام وكل عام بألأول من آيار يوم عيدها المجيد، رافعهً شعار(يا عمال العالم أتحدوا) ، وفي اليوم الخامس من آيار من كل عام يحتفل هنا العمال ألأستراليين بعيدهم الميمون ، وكل عام والطبقه العامله العراقيه وانتم ايها العراقيون الاكارم بخير وسلام








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترمب يكتسب خبرة التعامل بشكل رسمي مع قاعات المحاكم


.. فرصتك-.. منصة لتعليم الشباب وتأهيلهم لسوق العمل




.. طلاب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا يعتصمون احتجاجا على الإبادة


.. ا?ضراب لعاملين بالقطاع الصحي في المستشفيات الحكومية المغربية




.. فيديو: مظاهرات غاضبة في الأرجنتين ضد سياسات الرئيس التقشفية