الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الأول من أيار ..... عيد العمال العالمي
محمد أبو زيد
2012 / 4 / 30الحركة العمالية والنقابية
مسؤول دائرة التنظيم النقابي في الاتحاد العام لعمال فلسطين
فلسطينيا التطرق لعيد العمال لن يكون بالمعزل التاريخي لعيد العمال العالمي ففي أواخر القرن التاسع عشر (1886م) في ظل العصر العبودي الظالم للعمل وسوقه ساد نظام الصخرة والساعات الطويلة في العمل تصل في معظم الأحيان إلى خمسة عشرة ساعة في اليوم وظروف بيئة للعمل سيئة جداً لا تلبي الحد الأدنى من الصحة والسلامة المهنية وامتهان لكرامة العامل وخاصة تشغيل الأطفال القصرين والنساء بأجر لا يلبي قوت اليوم أو إعالة أسرة.
والظروف هذه كانت الأرضية الخصبة للانتفاضة ضد الظلم والقهر والفقر... انتفاضة الأول من أيار عام 1886... انتفاضة عمال سكة الحديد في مدينة شيكاغو .... وقمعت السلطة هذه الانتفاضة وسقط العشرات بين شهيد وجريح.
ففي هذه الواقعة أثبتت الحكومات من جهة أنها (لا ولم تشكل آنذاك حماية للعامل) بل قمعته وإنها أداة في يد الأغنياء ورؤساء الأموال ومن جهة أخرى أصحاب العمل الذين لا يهمهم إلا الربح "كهدف" جاءت الانتفاضة كصرخة مدوية في وجهة أصحاب العمل والحكومات على حد سواء وأنارت الطريق أمام الكادحين ... أمام الطبقة العاملة لمواصلة النضال للحصول على حقوقهم.
وتخليداً للذكرى على المستوى المحلي الفلسطيني والعربي والعالمي نؤكد على كرامة العامل وإنسانيته وحقوقه القانونية العادلة نحو مجتمع أكثر عدل ومساواة.
ونحن في فلسطين كجزء من الحركة العمالية العربية والعالمية ورغم كل التضحيات من حركتنا النقابية والشعبية وتعرضُنا للقمع والقتل والسجن والمطاردة من قبل الاحتلال... ناهيك عن الظلم الواقع من قبل غالبية أصحاب العمل والقوانين الجائرة والظروف البيئية السيئة للعمل السائدة، قدم أبناء شعبنا ونقابيونا تضحيات غالية في سبيل مواصلة النضال والحصول على أهدافنا الوطنية والنقابية فصرخة الأول من أيار وإن كان لها طعم الدم الممزوج بالعرق فهذه التضحيات هي السبب المباشر لما حصلت عليه الحركة العالمية العمالية من حريات في التنظيم النقابي والتأمينات الاجتماعية والظروف البيئية للعمل الأكثر تناسباً والحد الأدنى من الأجور وتقليل ساعات العمل والتأمينات الصحية والضمان الاجتماعي والتوفير والتعويض ....الخ.
أدركت الحكومات في العالم (أن مركز التنمية هو الإنسان العامل) بكل معارفه ومهاراته وقدراته المتعددة وكلها بوجود حريتهُ وكرامته التي تضمن ذلك.
وفلسطينياً إن قسوة الحياة في فلسطين لا تتوقف عند معاناة الطبقة العاملة من إجحاف أصحاب العمل والقوانين السائدة وقلة التنظيم وحسب ولكن الاحتلال ومحاربته للطبقة العاملة الفلسطينية ومحاربة الاقتصاد الفلسطيني ككل يهدف سلب الأرض والتحكم في اليد العاملة والسوق الفلسطيني مما رفع نسبة البطالة إلى أعلى مستوى وقصور السلطة المكبلة بالاتفاقيات خاصة الاقتصادية والعمالة والورث الثقيل الذي خلفه الاحتلال لها وحركة نقابية غير موحده ومحاكم عمالية معدومة والموجود لا يستطيع البث في القضايا (بسبب عدم تخصصه) مما أعطى الكثيرين من أصحاب العمل الفرصة للتفرد بالعامل فمارسوا ضده الفصل من العمل وسحب الحقوق المكتسبة والتضييق بكافة أشكاله..... وخاصة للنشطاء النقابيين والخروج على الاتفاقيات القائمة بينهم وبين العمال وأصبحت المماطلة في إعطاء الحقوق للعامل (نهج) وعدم تطبيق القانون الفلسطيني إلا في حالات كان لصالحهم أكثر من العمال بحجة اللوائح الداخلية للمؤسسة هذه أو تلك التي لا تتماشى والقانون الفلسطيني الذي يشترط ذلك والذي يضمن الحد الأدنى من الحقوق للعامل ... هذا هو واقعنا.
الأول من أيار عيد العمال العالمي هو محطة نقف عندها كذكرى لشهداء فلسطين وحركتنا النقابية وأسرانا البواسل ... ذكرى الشهداء الأوائل نستلهم منهم الإصرار على تنظيم حركتنا العمالية النقابية والمضي في النضال لحماية مكتسباتنا وتعزيزها من كل المعوقات الاحتلالية والداخلية بوضع الخطط والسياسات الصائبة .
عاشت طبقتنا العاملة الفلسطينية ... المجد والخلود للشهداء الأبرار ..
الحرية كل الحرية للأسرى
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نشرة الرابعة | البطالة عند مستوى تاريخي في السعودية.. والإطا
.. متظاهرتان تسلقتا رافعة إنشاءات بناء شاهقة في أتلانتا احتجاجا
.. الحكومة المغربية تستأنف -الحوار الاجتماعي- مع النقابات العما
.. عصر جديد من الغلاء على الأبواب.. دراسة جديدة تحذر
.. احتجاجا على دعم إسرائيل.. ناشطون يقاطعون كلمة لبايدن عن نظام