الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المالكي والطبقة العاملة العراقية

ليث الحمداني
(Laith AL Hamdani)

2012 / 5 / 3
الحركة العمالية والنقابية



المطلوب الاعتذار للطبقة العاملة وليس كلاما هلاميا عن الحقوق!!
في تعريض غير مباشر باهتمام الحزب الشيوعي العراقي واليسار عموما بالحركة العمالية ونضالاتها قال السيد نوري المالكي رئيس وزراء العراق (أن الاهتمام الحقيقي بالعمال لاياتي من خلال التظاهرات بهدف المتاجرة باسمهم بل في تحسين مستواهم المعيشي مؤكدا وجود عقبات تعترض النهوض بهذه الشريحة كما اشار الى أن الحكومة تولي اهتماما بالعمال والفلاحين) . واذا كان السيد المالكي يتكلم بحكم كونه قياديا في حزب الدعوة فسأتفهم تصريحاته كونه تربى في حركة سياسسية تضع العمال حالها حال جميع الاحزاب والحركات الاسلامية الشيعية والسنية في آخر أهتماماتها وهذا ليس تعريضا بهذه الاحزاب وانما واقع بامكان من يود التاكد منه مراجعة أدبيات هذه الاحزاب التي لاتتعامل مع الحقوق الطبقية ، وتطرح ماتسميه البديل الاسلامي الذي يقفز على الفوارق الطبقية بحجة ( ان الجميع مسلمين) رغم انها ( هذه الاحزاب) تعرف جيدا أن مجتمعات الاحزاب والحركات الاسلامية ينشط فيها المضطهدون (بكسر الهاء) للطبقة العاملة والطبقات المسحوقة عموما ولاأحتاج هنا لكي استعيد فتاوى (تحريم الصلاة في الاراضي الممنوحة من الاصلاح الزراعي للفلاحين نهاية الخمسينات بذريعة انها اراض اغتصبت من اصحابها) واصحابها هنا هم الاقطاعيون الذين امتصوا دماء الفلاحين على مدى عشرات السنين ، ايضا لامجال لاستعراض فتاوى اقل حدة اعتبرت التأميم الذي حصل اواسط الستينات نوع من الاغتصاب !! رغم ان الاسلام دين يدعوا للعدالة الاجتماعية. المالكي اليوم رئيسا لوزراء العراق ويجب عليه ان يقرأ التاريخ جيدا قبل اطلاق التصريحات واذا كان لايعرف التاريخ فيجب على مستشاريه ان ينبهونه الى ان الشيوعيين العراقيين واليسار عموما لايحتاجون تزكية منه بشأن تاريخهم في الدفاع عن الطبقة العاملة ومصالحها فقد دفعوا مئات الشهداء دفاعا عن الطبقة العاملة ، اي ان الشيوعيين ليسوا من المتاجرين بهموم الطبقة العاملة ولم يكونوا كذلك في اي يوم من الايام ، اما الاحتفال بهذه المناسبة فهو تراث لهم يمتد لعقود من السنوات حرصوا عليه وهم في احلك الظروف يوم كانت بيوت المتواجدين منهم داخل الوطن تسمى في ( الفرق الحزبية البعثية) اهدافا تراقب في هذا التاريخ وفي تاريخ ميلاد حزبهم ، ولكن جهل السيد المالكي بالتاريخ او تجاهله له جعله يطلق كلامه الهلامي في الشركة العامة لصناعة السيارت في الاسكندرية ويبدو ان جهله ايضا بواقع القطاع الصناعي وتاريخه كان هو الاخر وراء اختصاره لكل مشكلات القطاع الصناعي بمشكلات هذه الشركة بل انه حتى في تناوله لواقع الشركة تجاهل كونها شركة عريقة تراجعت بسبب الحصار الطويل ومن ثم الاحتلال والحكومات المتعاقبة ومنها حكوماته التي اهملت الصناعة بقطاعاتها الثلاث (العام والخاص والمختلط) بل واسهمت بتدميرها بفتح باب الاستيراد على مصراعية مما شرد الالاف من ابناء الطبقة العاملة وحرمهم من فرص العمل ، ان الشركة العامة لصناعة السيارات كانت واحدة من الشركات التي بنيت على اسس علمية بهدف توطين صناعة سيارات في العراق وربط هذه الصناعات بصناعات مغذية في القطاع الخاص حيث تم في الثمانينات منح العشرات من اجازات اقامة المشاريع المغذية لصناعة السيارات وفق برنامج كان يستهدف النهوض التدريجي بنسب التصنيع وليس الشعارات الفارغة التي تطلق اليوم عن تصنيع سيارة عراقية مئة بالمئة .
قال المالكي ايضا ان العمال هم الركيزة الاساس في بناء مؤسسات الدولة داعيا الى ان ياخذو فرصتهم التي حرموا منها ) ولاادري كيف سينال العمال فرصتهم وهم محرومين من ابسط حقوقهم في التنظيم النقابي الذي حرمهم منه قرار مجلس قيادة الثورة المرقم 150 لسنة 1987 الذي حولهم شكليا الى موظفين بهدف احتواء نمو الوعي الطبقي في صفوف أعضاء النقابات البعثية نفسها ،خاصة بعد اعدام العديد من رموز الحركة النقابية البعثية وفي مقدمتهم محمد عايش .. فلماذا اصرار حكومات مابعد بريمر ومنها الحكومات التي شكلها المالكي على استمرار العمل بهذا القانون وشل الحركة النقابية العمالية ومصادرة حقها بالدفاع عن المكتسبات التي حققتها خلال سنوات نضالها الطويل .
ان المالكي مطالب بالاجابة عن الاصرار الحكومي على تصفية القطاع العام خاصة وان هناك صناعات ذات مدخلات محلية لو تم تحديثها وتمكينها من العمل بكامل طاقاتها المتاحة لاستوعبت الاف العمال والموظفين ، اليس من المخجل ان يتحول العراق الى بلد مستورد لكامل احتياجاته في ظل توقف الاف المصانع التابعة للقطاع الخاص واستمرار عمل القطاعين العام والمختلط بالحدود الدنيا من الامكا نيات والطاقات في وقت نقرأ فيه عن موازنات حكومية بالمليارات !!
ان المالكي مطالب بالاعتذار من الطبقة العاملة بسبب ماألحقته حكومته بها من أضرار لاأن يبيعهم كلاما هلاميا لايسمن ولايغني من جوع ويسيء الى رموزهم التاريخية التي قادت نضالاتهم لسنوات طويلة من اجل ان يجعل من حزبه حزبا ( قائدا) جديدا
*رئيس تحرير جريدة (البلاد) كندا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حب واحكي إكره وإحكي
علي عباس ( 2012 / 5 / 3 - 10:00 )
وعين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكن عين السخط تبدي المساويا


2 - ليس هذا الامربغريب
فاضل عباس البدراوي ( 2012 / 5 / 3 - 10:35 )
العزيز ابا ميلاد ليس هذا الامر بغريب من رئيس وزراء عجز عن توفير ابسط مقومات الحياة الانسانية ليس للعمال حسب بل لكافة فئات الشعب لان الذي جاء هو وحزبه وكتلته الى الحكم ليس لهم برنامج لبناء الوطن وهو يتذرع منذ مضي اكثر من ستة اعوام على جلوسه على كرسي السلطة بمختلف الذرائع للتنصل من ايجاد حلول حقيقية للمشاكل الذي ينوء بها البلد بل اخذت المشاكل تتفاقم ومعاناة الشعب في التزايد،والفساد ينخر في جسد الدولة ان صح القول بان هناك دولة حقيقية اصلا لكن الاخ المالكي استاذ في خلق الازمات بحيث لم يبق له حليف او صديق حتى داخل التحالف الذي ينتمي اليه فشماعات الصعوبات في حل الازمات حاضرة وكان الله في عون العباد


3 - اللي قبلك كان أشطر
سداوي ( 2012 / 5 / 4 - 16:34 )
ليس غريبا- عن المالكي إطلاقه لمثل تلك التصريحات التي تنم عن حساسية لا تختلف عن العداء لحزب البروليتاريا العراقية ؟ فهو اليوم في مصاف الحكام الطامحين في البقاء على سدة الحكم وبأي وسيلة شرعية أو بدونها !! وهؤلاء الحكام لايغمض لهم عين طالما بقى حزب الطبقة العاملة وطليعتها وشغيلة الفكر واليد يتمتعون بإحتضان العمال والشعب لهم !!فتراهم يناصبون العداء للقوى الديمقراطية عموما- والشيوعيون خصوصا- وهم يسعون الى دق إسفين بين الطبقة العاملة وطليعتها المناضلة الواعية .. ولكن هيهات لهم هذا !! فالذين قبلك أقوى وأشطر وأكثر خبثا-.....ولك يأخي ليث كل التقدير والأحترام والثناء للموضوعية والدقة في المقال

اخر الافلام

.. الإسرائيليون يتعاملون مع الشهيد -زاهدي- أنه أحد أركان غرفة ا


.. لماذا يلوّح اتحاد الشغل في تونس بالإضراب العام في جبنيانة وا




.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة


.. الشركات الأميركية العاملة في الصين تشكو عرقلة المنافسة




.. صباح العربية | أرقام ستصدمك عن استقالة الموظفين حول العالم