الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحسين يأتينا متنكرا الى الشهيد تحسين حيدر

محمد عبد الصاحب

2012 / 5 / 5
الادب والفن


أسترخي
كي اقطف ثمار أرقي
مهتزا في ظلّي
ألقي ما بذمتي من ثقوب
فنافذتي منخورة
بتقرحات القرون
كخالتي الخرساء
أتسلق جدراني
كعصفور هوى من سقف
عتيق
الشارع هيكل عظمي
يتفحصني من اخمص قدميّ الى
نشيجي
بصراخ جبان
ربما ارهب تلك الكواسر
لكنها كنفايات
تزداد تجذرا
تخصّب بؤسي
أنهض من تحت انقاض الفرات
ظمآنا
بحاجة لشيء ما
فيه نطّة من ذاكرة
الصباحات مبعثرة كما هي
بصيص من اطمئنان
يوقد لحني
ليس هناك ما يدعو للانهزام
فأقواسي حادة تخترق الصدأ
وتحسين حيدر
راقد في عتمتي
أمامه تلاشيت
ورثت ظلّه الممتليء
سلاما
الآن في نشوة قبري
أقتات عل فتاة
دربونته المتخمة
فقرا ويقظه
فقدت عذريتها
تلك المتخشبة
منذ ان صلى ابي
مع الخريف
وأفترسهما الشتاء معا
كانت عصفورة
تنقر برئتها ظلي
حملت معها ساعة
نائية
من زمن ما
أفيق على لهاثها
أحدق خلفي
أمتعض
بأني غادرت ضفافي
خائف .... خائف
أقل جبنا
من فأر في عيون هرّة
ظلي هذا
المتكيء بثقله على
خاصرتي
من اشداقهم عدتُ به
لم يكن مستساغا
محشوُّببصمات شرقية
تقول لي
أكتب ..... أكنب
ليس هناك متسع
من الغنج
فتحتُ له كوّة
من وراء خزين الصدغ
حاولت ان أصفعه
أنتزعه
كي اتخلص من شراكة
لئيمة
لي الحق ان
اتفرس بأشيائي
من باحة سجن
الشمس
صفعه السجّان
مال بكبرياء
صرخ الوطن
أطلق فوهتك نحو
صدري
لن انتزعك عن كاهلي
فأنت شفّاف كظلي
القاسي
منذ مهده
تسلل الى الفرات
بحلّة من دعاء امي
الفاتنة في الصبر
تعرّى ممسكا بخياشيمه
أنقضّعلى اوتاره
المتشابكة
تعلم بعضا من رائحة الشواء
المتسكع في لعابها
هرب معي
جائع
متغطرس يفلسف الغرائز
مترنح في نكهة انثى
ثمل
يتعاطى صفعة جبان
من خلف النساء
قوانينه سحقت عذراء بائسة
لاتفقه اسرار العتمة
بوهيمي
ممتليء بأوهام المنسيين
الطفولة داهمته متنكرة
بلباس الوقار
أوقفه تموز عموديُّ
على خرائب من دماء
دائما ماكان يحلم
بسلة شبع
لرواد الجوع المزمن
ليس كباقي الظلال
ساقته قدماه لبردي
الاهوار
حسم امره
عالمه مثخن بالطلاسم
ذلك الظل البليد
وهب كل ذؤاباته
ولم يدّخر حسوة
فضفاض
يتربص لمغفلي الحماس الموروث
وثرثرة المزيفيين
يحاول ان ينجز تركيبة
التاريخ المفككة
رطب
شبق
يوزع حساء الايمان
على الرابضين فوق
صدر الشرف المستباح
قد يلمح من خلاله
ضابط الايقاع
وهو يزوّر اغنية الوطن
بحرية العبيد
ينجز ما يتلو عليه من
صمت
وهو ايضا
بديهي التسلق عند المنعطفات
يرمي بأوراقه صفراء
ويبسط كفّيه
لكيس مملوءا بتقارير العمال
زعموا انه
تعاطى مرض الطفولية
الوراثي
من خلف التهريج
وأستبسل في العناد
كورد الحانات المنسي
وراء رائحة البول
وقهقة السكارى
لذا ولكي تطمئن جدرانه
التي تنتظره بشغف
عليه ان يقطع شوطا في
الابتهال
لحشرجات الفجر المتكرر
فأجتاز التضاريس
ورمى من وراء عبائته
دمعة
أمتطي كل الارصفة
ليمارس فن التشرّد
ترجّل عن ساعديه
وأخذ القلم مملوءا
فأرداه شحيحا
هذا الذي فتن الخوف
وأمسى بهراما يوزع
وثنيته
منشغل بمومس
عقرت ردفيها
كي يلتحق المنتظرين
وفي
يوم رصاصي
وكان الاذلال متعارف عليه
أقتحم ظلّه
هوى بعصافيره
الصباحية
كي يدنو من طين
السطوح


الحسوة مفردة شعبية تعني اخر رشفة من كاس ودائما ماتحمل نفايات وترسبات الشراب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الممثلة رولا حمادة تتأثر بعد حديثها عن رحيل الممثل فادي ابرا


.. جيران الفنان صلاح السعدنى : مش هيتعوض تانى راجل متواضع كان ب




.. ربنا يرحمك يا أرابيسك .. لقطات خاصة للفنان صلاح السعدنى قبل


.. آخر ظهور للفنان الراحل صلاح السعدني.. شوف قال إيه عن جيل الف




.. الحلقة السابعة لبرنامج على ضفاف المعرفة - لقاء مع الشاعر حسي