الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سقوط برلين علامة فارقة في تاريخ البشرية المعاصر

قاسم السيد

2012 / 5 / 9
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم






تمر هذه الأيام الذكرى السابعة والستون لسقوط برلين حيث انتهى في هذا اليوم من عام 1945 اكبر صراع عسكري في تاريخ البشرية حينما اقتحم الجيش السوفياتي الاحمر المدينة ليدك اكبر قلعة للفاشية .
تمر ذكرى هذا اليوم للعام العشرين وقد اختفى العملاق السوفياتي بطريقة تكاد لم تخطر على بال اكثر المعادين للتجربة الاشتراكية في المعسكر الاخر حينما اصبح النصر على الفاشية يخلو من تلك الدلالات التي ترمز لانتصار ارداة السلام التي كان يمثلها وجود ذلك العملاق السوفياتي بأعتباره قائدا للاممية الاشتراكية و لقوى التحرر وبفقدانه فقدت هذه المناسبة قيمتها الانسانية وغدت مجرد استذكار لنصر عسكري بينما كانت الاحتفالات التي تجرى ايام الاتحاد السوفياتي لها نكتها الخاصة ومختلفة عن بقية الأحتفالات التي تجرى في اصقاع اخرى من العالم لكون الانتصار كان يشكل ارثا تاريخيا للنظام الاشتراكي بالإساس يضاف الى رصيده لأنه من خلال صموده الأسطوري في وجه ماكنة الحرب النازية كان قد تحمل العبء الأكبر من الخسائر الجسيمة التي تسببت بها أعتى ماكنة حربية في ذلك العصر وكانت الاحتفالات التي تجري في حينها في الساحة الحمراء قلب العاصمة السوفياتية موسكو لاتقل قيمة او اهمية عن الاحتفالات التي كانت تجري بمناسبة ذكرى انتصار ثورة اكتوبر التي جاءت بأول نظام اشتراكي في تاريخ الأنسانية .
لقد ابلى المقاتلون السوفيات بلاءا حسنا في تلك الحرب دفاعا عن بلادهم وعن اعظم تجربة اشتراكية في العالم وضربوا أروع الامثلة في التضحية والايثار ولولا تضحياتهم هذه لاستطاعت الفاشية الانتصار الساحق على باقي القوى لان أوربا كلها كانت قد اصبحت بيد الالمان ولم يبقى في ساحة القتال الفعلي غير السوفيات .
ولم يكتفي المقاتلون السوفيات بالصمود وحده بل استطاعوا ان يكبدوا الالمان خسائر هائلة ادت الى كسر الجيش الالماني وتقهقره ثم اندفاعهم في هجوم مضاد وكاسح اوصلهم الى عقر الالمان في برلين فكان اول جيش من جيوش الحلفاء يدخل الى عاصمة الرايخ ويرفع العلم السوفياتي الاحمر فوق الرايخشتاغ خصوصا بعد الأنهيار الواسع للقوات الألمانية في معركة موسكو نوفمبر 1941 اوفي معركة ستالينجراد اكتوبر 1942 او في اضخم معركة دبابات في تاريخ العالم العسكري في معركة كورسك في ربيع 1943 التي قصمت العمود الفقري لقوى النازية اضافة لمساهمة الجيوش السوفياتية في نصرة انزال النورماندي على الشواطيء الغربية الفرنسية عندما حوصرت قوات الأنزال في جبال اجاردنز واوشكت القوات النازية على ابادة مايقرب من ثلاثة ملايين ونصف المليون جندي حيث قامت القوات السوفياتية بفتح جبهة امتد نيرانها من بحر البلطيق شمالا حتى جبال الكرابات جنوبا لغرض تخفيف العبء عن القوات المحاصرة لقد اظهرت الوقائع التاريخية انه كان هناك تواطئا بين بعض القيادات العسكرية الألمانية وبين قوات الحلفاء في الغرب خصوصا بعد الأنهيار الواسع للقوات الألمانية ووصول قوات الجيش الأحمر السوفياتيه الى تخوم الحدود الألمانية حيث بدأ الغزل بين قيادات الحلفاء في الجبهة الغربية والقيادات الألمانية التي اصبحت يائسة تماما من الوضع العسكري على الجبهة الشرقية ولكي لاتقع المانيا بكاملها تحت القبضة السوفياتية تم السماح بتسهيل وصول قوات الحلفاء للوصول الى العمق الأوربي القريب من الحدود الألمانية مع العلم ان القوات السوفياتية في كل مراحل تقدمها جوبهت بمقاومة المانية شرسة جدا لم تواجهها قوات الحلفاء بإستثناء انزال النورماندي ورغم كل هذه التواطئات افلحت القوات السوفياتية من انجاز نصرها واسقاط دولة الرايخ اضافة الى ان قوات التحالف على الجبهة الغربية كانت تحاول الرهان على الزمن لكي تتآكل القوة الألمانية على الجبهة الشرقية تفاديا للخسائر الهائلة التي كان يمكن ان تتكبدها في ما لو كانت قد اسرعت في تقدمها نحو برلين .
لقد تحمل الاتحاد السوفياتي في تلك الحرب اكبر واضخم الخسائر على وجه الاطلاق فضمن الملايين الخمسة والاربعين الذين هم عدد القتلى الذين ذهبوا ضحايا لهذه الحرب كانت خسائر الاتحاد السوفياتي وحده ثمانية وعشرون مليون انسان حيث بلغ عدد المدنيين منهم اكثر من تسعة عشر مليون والباقي من المقاتلين اضافة الى تدمير هائل في البنى التحتية شمل الاف المصانع والورش والابنية والجسور وغيرها من الانشاءات وبرغم ان الاتحاد السوفياتي لم يتلقى اي مساعدات لكي ينهض من هول الخسائر هذا لكن حيوية الاقتصاد الاشتراكي اسهمت بشكل فعال بأن تتجاوز البلاد تلك الازمة وتواصل تقدمها على مسار التطور الحضاري .
واذ لانملك الا هذا الاستذكار لتلك الايام الرائعة التي اثبت النظام الاشتراكي انه اصلب الانظمة السياسية في القدرة على الدفاع عن الوطن رغم وحشية وقساوة الاعداء .
فتحية لاولئك المقاتلين الافذاذ في ذكرى نصرهم الخالد الذي لايزال درسا ينبض بالحياة يستلهم منه المناضلون العبرة في كل بقاع الارض .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في معرض البندقية


.. الهجوم على رفح أم الرد على إيران.. ماذا ستفعل إسرائيل؟




.. قطر تعيد تقييم دورها كوسيط في المحادثات بين إسرائيل وحماس


.. إسرائيل تواصل قصف غزة -المدمرة- وتوقع المزيد من الضحايا




.. شريحة في دماغ مصاب بالشلل تمكّنه من التحكّم بهاتفه من خلال أ