الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ملف أشرف قاد الى الخارجية الامريکية

نزار جاف

2012 / 5 / 10
مواضيع وابحاث سياسية


ملف معسکر أشرف الذي أثاره النظام الايراني منذ سقوط النظام البعثي في العراق و سعى من خلاله حسمه بالشکل الذي يخدم مصالحه و أهدافه، يبدو أنه لم يکن بتلك السهولة و البساطة التي تصورها النظام وانما کانت أعقد و أصعب من ذلك بکثير.
النظام الايراني الذي أ‌خطأ لمرات عديدة في حساباته و تقديراته مع منظمة مجاهدي خلق، إرتکب خطأه الفاحش عندما صورت له أحلامه المريضة أن إلقاء المنظمة للسلاح بعد الاحتلال الامريکي للعراق، بأن سکان أشرف قد صاروا بمثابة لقمة سائغة له بإمکانها بلعها خلال مدة وجيزة، متناسيا من أن قوة منظمة مجاهدي خلق اساسا تنبع من مواقفهم الفکرية و المبدأية و إصرارهم على التمسك بالحرية و کونها هدفا إستراتيجيا لهم لايمکن أن يتخلوا عنه أبدا، ولذلك، فقد تمکنوا من مواجهة النظام القمعي في طهران في لعبة المواجهة الدموية التي خاضها و يخوضها ضدهم منذ عام 2003، و کانوا حاذقين و نبهين في طريقة و اسلوب التعامل و التعاطي مع الهجمة الشرسة للملالي، بحيث أنه و خلال عقد من تلك المواجهة، حققت منظمة مجاهدي خلق أهدافا کبيرة جدا أهمها أنهم قد تمکنوا من جعل قضية أشرف ذات بعد دولي و کذلك نجحوا في إقناع العديد من دول الاتحاد الاوربي بإخراجهم من لائحة المنظمات الارهابية، بل وان الامر قد وصل أخيرا الى وزارة الخارجية الامريکية نفسها التي من خلالها تم إلصاق تهمة الارهاب جزافا بالمنظمة حيث من المقرر أن تقوم الوزارة بالبت في الامر خلال فترة شهرين.
توقيع مذکرة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معسکر أشرف بين الامم المتحدة و الحکومة العراقية، کانت نقطة إنعطاف و تحول جذرية في تأريخ مسألة الکفاح الذي تخوضه المنظمة ضد النظام الديني إذ أنها ساهمت بمنح بعد دولي لقضية نضال الشعب الايراني ضد الدکتاتورية و الاستبداد و وفرت فضائا رحبا إنطلقت من خلاله المنظمة لبدأ مرحلة جديدة من نضالها الدؤوب الذي قطعا لايمکن أن ينتهي او يستکين إلا بإسقاط النظام الفاشي الديني في طهران، وانه و في نفس الوقت لو تمت مراجعة الحصيلة التي جمعها النظام من خلال عقد من المواجهة الدموية ضد المنظمة، فإننا نجد أنه لم يحصد إلا مزيدا من التراجع و التقوقع و الانطواء و العزلة بل و أنه قد بات مکشوفا أكثر من أي وقت مضى أمام دول المنطقة بصورة خاصة و المجتمع الدولي بصورة عامة، بل وان العديد من الاوساط السياسية و الاستخبارية قد باتت تطرح سيناريوهات ترسم آفاق التغيير في إيران و سقوط النظام الديني، ويقينا أن النظام الايراني الذي عمل کل مابوسعه من أجل وضع منظمة مجاهدي خلق في لائحة المنظمات الارهابية عقب مقايضة سياسية بائسة أثبتت الايام عدم جدواها، فإنه اليوم يتوجس قلقا و ريبة من إعاة النظر بذلك القرار المجحف من قبل الخارجية الامريکية فهو أمر له تداعياته و تأثيراته العميقة و الکبيرة على عموم المشهد الايراني وان الاشهر القادمة ستحمل معها الکثير من المفاجئات التي هي قطعا لن تسر النظام الايراني أبدا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل شخص وجرح آخرين جراء قصف استهدف موقعا لقوات الحشد الشعبي


.. فايز الدويري: الهجوم رسالة إسرائيلية أنها تستطيع الوصول إلى




.. عبوة ناسفة تباغت آلية للاحتلال في مخيم نور شمس


.. صحيفة لوموند: نتيجة التصويت بمجلس الأمن تعكس حجم الدعم لإقام




.. جزر المالديف تمنع دخول الإسرائيليين احتجاجًا على العدوان على